زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

عن عائشة زوج النبي ﷺ أن النبي ﷺ تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزفَّت إليه وهي بنت تسع سنين، ولعبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة.

صحيح: رواه مسلم في النكاح (١٤٢٢: ٧١) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب تزويج الصغيرة الكبيرة لها) هو من الأحاديث الصحيحة المتواترة، وقد اتفق العلماء على صحته وقبوله. وفيما يلي شرح وافٍ لهذا الحديث وفق منهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:

● تزوجها: عقد عليها وجعلها زوجة له.
● بنت سبع سنين: أي أن عمرها كان سبع سنوات حين العقد.
● زفَّت إليه: أي أُدخلت إليه كزوجة، وأقيمت لها الوليمة وتم الدخول بها.
● بنت تسع سنين: أي أن عمرها كان تسع سنوات حين الدخول.
● ولعبها معها: أي كان يلعب معها ويداعبها ويُظهر لها المحبة والرفق.
● مات عنها: أي توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهي في هذا العمر.

2. شرح الحديث:

يخبر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد على عائشة رضي الله عنها وهي في السابعة من عمرها، ثم دخل بها بعد ذلك وهي في التاسعة، وبقيت معه حتى توفي عنها وهي في الثامنة عشرة.
السياق والحكمة:
- كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها بأمر من الله تعالى، لحكم عظيمة منها:
- أن تكون عائشة من أكثر الناس حفظًا للحديث ونقلًا للسنة، وذلك لأنها عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة نسبيًا (تسع سنوات) وكانت ذكيةً حافظةً.
- أن يتعلم المسلمون منها أحكامًا خاصة بالنساء، حيث كانت رضي الله عنها مرجعًا في أمور النساء.
- بيان جواز تزويج الصغيرة في الشرع إذا كانت مؤهلة للزواج بدنياً ونفسياً، مع مراعاة مصلحتها.
ملاحظات مهمة:
- العرف في ذلك الزمان كان يسمح بزواج الصغيرات، وكانت الفتيات ينضجن في سن مبكرة، ولم يكن هذا الأمر مستغربًا بين العرب.
- لم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن بلغت وأصبحت مؤهلة للزواج بدنياً ونفسيًا.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يُظهر لها المحبة ويلاطفها ويلعب معها، مما يدل على رفقته وحسن معاشرته لأهله.

3. الدروس المستفادة:

1- جواز تزويج الصغيرة: إذا كانت قادرة على تحمل أعباء الزواج، ووافق وليها، وكان في ذلك مصلحة لها.
2- الرفق بالزوجة: حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعب مع عائشة ويداعبها، مما يدل على أهمية المعاشرة بالمعروف.
3- مكانة عائشة رضي الله عنها: حيث كانت أحب wives النبي إليه، وكانت من أعلم الناس بالدين.
4- قبول السنة النبوية: يجب على المسلم قبول كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو خالف العادات الحديثة، لأن شرع الله هو الحاكم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة.
- عائشة رضي الله عنها كانت متزوجة قبل النبي من جبير بن مطعم، ولكن ذلك الزواج فُسخ قبل الدخول.
- توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر عائشة 18 سنة، كما في هذا الحديث، وهو القول الراجح.

ختامًا:
هذا الحديث من الأحاديث التي يجب فهمها في سياقها الزماني والمكاني، مع التسليم بحكمة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز للمسلم أن يعترض على شرع الله بحجة العادات أو الأعراف المتغيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النكاح (١٤٢٢: ٧١) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 896 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

📜 حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: زفاف السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية