حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التبرك بالنبي ﷺ

عن عون بن أبي جحيفة، أن أباه رأى رسول الله ﷺ في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخرج وضوءا، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.

متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٣٧٦) ومسلم في الصلاة (٥٠٣: ٢٥٠) كلاهما من حديث عمر بن أبي زائدة، حدثنا عون بن أبي جحيفة، فذكره.

عن عون بن أبي جحيفة، أن أباه رأى رسول الله ﷺ في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخرج وضوءا، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عون بن أبي جحيفة، أن أباه رأى رسول الله ﷺ في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخرج وضوءا، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.

1. شرح المفردات:


● قبة حمراء من أدم: القبة هي الخيمة أو البيت الصغير. و"أدم" يعني الجلد المدبوغ، أي أن القبة مصنوعة من جلد أحمر مدبوغ.
● يبتدرون: يسرعون ويتسابقون لأخذ شيء.
● الوضوء: هنا يعني الماء الذي توضأ به النبي ﷺ.
● تمسح به: أي يمسح بذلك الماء على جلده طلبًا للبركة.
● بلل يد صاحبه: الرطوبة التي على يد صاحبه من أثر الماء.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصور مشهدًا مؤثرًا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على التبرك بآثار النبي ﷺ. فقد رأى أبو جحيفة رسول الله ﷺ داخل قبة حمراء من الجلد، ثم رأى بلالًا المؤذن يخرج ماءً كان النبي ﷺ قد توضأ به. فما كان من الصحابة إلا أن تسابقوا لأخذ هذا الماء؛ فمن استطاع أن يأخذ شيئًا منه مسح به جسده طلبًا للبركة، ومن لم يتمكن من الوصول إلى الماء أخذ من بلل يد صاحبه الذي تمكن من الوصول إلى الماء، فمسح به أيضًا طلبًا للبركة.

3. الدروس المستفادة منه:


● حرص الصحابة على التبرك بالنبي ﷺ: يظهر هذا الحديث مدى حب الصحابة للنبي ﷺ وحرصهم على التبرك بآثاره، وهذا من كمال إيمانهم ومحبتهم له.
● جواز التبرك بآثار الصالحين: إذا كان التبرك بآثار النبي ﷺ جائزًا في حياته، فإن التبرك بآثار الصالحين من بعده على وجه لا يعتقد فيه تأثيرًا ذاتيًا، بل بقدرة الله تعالى، جائز بضوابطه الشرعية.
● الاستبشار بكل ما يتعلق بالنبي ﷺ: كان الصحابة يستبشرون بكل ما يتعلق بالنبي ﷺ، ويحرصون على الاقتداء به في كل صغيرة وكبيرة.
● الأخلاق الرفيعة في التعامل: لم يكن هناك تنافس سلبي، بل كان تعاونًا ومحبة، حيث كان من لم يحصل على الماء يأخذ من بلل يد صاحبه برضاه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على جواز التبرك بآثار النبي ﷺ في حياته، وهو أمر كان الصحابة يفعلونه بإذنه ورضاه.
- القبة الحمراء المذكورة في الحديث كانت من جلد، وهذا يدل على بساطة عيش النبي ﷺ وتواضعه، مع أنه كان بإمكانه أن يعيش في قصور، لكنه اختار البساطة تواضعًا لله تعالى.
- فعل بلال رضي الله عنه بإخراج ماء وضوء النبي ﷺ يدل على حرصه على إدخال البركة على الصحابة، وكان هذا بإذن النبي ﷺ أو على الأقل بعلمه.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه محمد ﷺ والاقتداء به في كل أمر، وأن يجمعنا معه في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلاة (٣٧٦) ومسلم في الصلاة (٥٠٣: ٢٥٠) كلاهما من حديث عمر بن أبي زائدة، حدثنا عون بن أبي جحيفة، فذكره.
وأما ما رُوي عن أمّ أيمن قالت: قام رسول الله ﷺ من اللّيل إلى فخارة في جانب البيت فيها، فقمت من الليل وأنا عطشان فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبيّ ﷺ قال: «يا أمّ أيمن، قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة» قلت: قد واللهِ شربتُ ما فيها! قال: فضحك النبيّ ﷺ حتى بدت نواجذه، ثم قال: «أما إنّك لا تتجعين بطنك أبدًا». فهو ضعيف.
رواه الطبراني في الكبير (٢٥/ ٨٩)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٦٣) كلاهما من حديث شبابة بن سوار، حدّثني أبو مالك النخعي، عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي، عن أمّ أيمن، قالت (فذكرته). وسكت عليه الحاكم.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٧١): «وفيه أبو مالك النخعيّ وهو ضعيف».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ أبا مالك النخعيّ وهو الواسطيّ، واسمه عبد الملك بن حسين، ضعيف باتفاق أهل العلم، وبه أعله أيضا الدارقطني في العلل (٤١٠٦)، وابن حجر في «التلخيص» (١/ ٣١) وزاد أن نبيحًا لم يلق أمّ أيمن.
وجاء في رواية أخرى أن اسمها برة خادم أم سلمة قدمت معها من أرض الحبشة كما رواه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٠٥) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة قالت: كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه،
ويضعه تحت سريره، فقام، فطلب، فلم يجده، فسأل فقال: أين القدح؟ قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة، فقال النبي ﷺ: لقد احتظرت من النار بحظار.
وحُكيمة بنت أميمة لم يرو عنها غير ابن جريج كما جزم به أبو نعيم، وهي مجهولة لا تعرف؟ وعدّها الذهبيّ في «الميزان» في النسوة المجهولات، وقال الحافظ في التقريب: «لا تعرف».
وجاء في رواية أخرى عند الطبراني (٢٤/ ١٨٩)، وأبو نعيم في المعرفة (٦/ ٣٢٦٣) كلاهما من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: حدثتْني حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت: كان النبي ﷺ يبول في قدح عيدان، ثم يرفع تحت سريره، فبال فيه، فأراده، فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها: بركة كانت تخدم أمّ حبيبة، جاءت بها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟». قالت: شربته! فقال: «لقد احتظرت من النار بحظار».
ورواه عبد الرزاق في المصنف كما في الإصابة (١١٠٤٩) عن ابن جريج: أخبرت أن النبي ﷺ كان يبول في قدح ... فذكر نحوه مرسلا.
فالظاهر أنه وقع فيه تحريف، والصحيح أنها بركة، وهذا اسم أم أيمن حاضنة النبي ﷺ، فقول من قال: وبركة كانت تخدم أم حبيبة تفسير من أحد الرواة، وإلا فهي أم أيمن، والقصة لم تتكرر.
ولو كانت هذه القصة ثابتة ومتكررة لكانتْ أزواج النبي ﷺ تبادرن على هذا العمل، ومن بعدهن أصحاب النبي ﷺ كما كانوا يقاتلون على وضوئه.
ثم وقفتُ على كلام ابن عبد البر فإنه ساق هذه القصة في ترجمة بركة أم أيمن، وقال: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 885 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

  • 📜 حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الناس يبتدرون وضوء النبي ﷺ ويتمسحون به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب