حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

زواج النبي ﷺ من زينب بنت جحش الأسدية

عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي ﷺ يقول: «اتق الله، وأمسك عليك زوجك» قال أنس: لو كان رسول الله ﷺ كاتما شيئا لكتم هذه. قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات.

صحيح: رواه البخاري في التوحيد (٧٤٢٠) عن أحمد، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي،
حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي ﷺ يقول: «اتق الله، وأمسك عليك زوجك» قال أنس: لو كان رسول الله ﷺ كاتما شيئا لكتم هذه. قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي ﷺ يقول: «اتق الله، وأمسك عليك زوجك» قال أنس: لو كان رسول الله ﷺ كاتما شيئا لكتم هذه. قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات.

1. شرح المفردات:


● يشكو: يشتكي من خلاف أو مشكلة في زواجه.
● اتق الله: خف الله وارحمه في معاملة زوجتك.
● أمسك عليك زوجك: احتفظ بزوجتك ولا تطلقها.
● كاتماً شيئاً: إذا كان يخفي شيئاً لحكمة.
● تفخر: تتباهى وتعتز.
● زوجكن أهاليكن: تزوجنَّ بترتيب من أهلكنَّ أو باختيار بشري.
● من فوق سبع سموات: بإرادة الله تعالى مباشرة، تشريفاً وتكريماً.

2. شرح الحديث:


● السياق التاريخي: كان زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى للنبي ﷺ ثم أعتقه وتبناه، وكان متزوجاً من زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي ابنة عمة النبي ﷺ. حدث خلاف بين زيد وزينب، فجاء زيد يشكو إلى النبي ﷺ ويذكر أنه يريد فراقها بسبب سوء العشرة بينهما.
● رد النبي ﷺ: نصحه النبي ﷺ بأن يتقي الله ويصبر على زوجته ويحافظ على زواجه، فقال له: «اتق الله، وأمسك عليك زوجك». وهذا يدل على حرص الإسلام على استمرار الحياة الزوجية وحل المشاكل بالصبر والتقوى.
● قول أنس رضي الله عنه: "لو كان رسول الله ﷺ كاتماً شيئاً لكتم هذه" يشير إلى أن النبي ﷺ كان يعلم أن زينب ستكون من زوجاته لاحقاً، ولكنه لم يخبر زيداً بذلك؛ لأنه لو أخبره لشعر زيد بالحرج أو لظن أن النبي ﷺ يريد زواجها، فكتم النبي ﷺ هذا الأمر حكمةً وحياءً وتكريماً لزيد، ولو كان كاتماً لأمر من الوحي لكتم هذا، لكنه صادق أمين لا يكتم شيئاً من الوحي.
● فخر زينب: بعد أن طلقها زيد، وتزوجها النبي ﷺ بأمر من الله تعالى في القرآن (سورة الأحزاب)، كانت زينب رضي الله عنها تفخر على نساء النبي بأن زواجها كان بتقدير إلهي مباشر، بينما زواجهنَّ كان بترتيب بشري أو برغبة من الأهل. وهذا ليس عيباً في زوجات النبي الأخريات، بل هو تشريف لزينب وبيان لفضل الله عليها.

3. الدروس المستفادة:


● الصبر على الزوجة: الإسلام يحث على الصبر على الزوجة وحل المشاكل بالتقوى والرفق، وليس بالطلاق العاجل.
● حياء النبي ﷺ وأمانته: النبي ﷺ كان حيياً لا يفضح أحداً، وأميناً لا يكتم شيئاً من الوحي، ولو كان فيه حرج لبعض الصحابة.
● القدر الإلهي: الله تعالى يقدر الأقدار لحكمة، فزواج النبي ﷺ من زينب كان لحكم عظيمة، منها إبطال عادة التبني في الجاهلية، حيث كان زيد يسمى "زيد بن محمد" فنسخ الله ذلك وأمر أن ينسب إلى أبيه الحقيقي.
● عدم التفاخر بالنسَب: لكن التفاخر هنا كان بقدر الله وتشريفه، وليس بالنسب أو الدنيا، مما يدعو المسلم إلى الفخر بطاعة الله لا بالمال أو الحسب.
● مكانة زوجات النبي: جميع زوجات النبي ﷺ لهن فضل عظيم، واختيار الله لزينب بزواج خاص لا يقلل من قدر الأخريات.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الآية التي نزلت في هذه القصة هي قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]، حيث أمر الله النبي ﷺ بالزواج من زينب بعد طلاقها من زيد.
- الحكمة من هذا الزواج كانت لإبطال عادة التبني في الجاهلية، حيث كان العرب يبنون الولد بالتبني فيحرمون ما يحرم على الابن الحقيقي، فأبطل الله ذلك.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتقين الصابرين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٧٤٢٠) عن أحمد، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي،
حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وزينب بنت جحش هي ابنة عمة النبي ﷺ، أمها أميمة بنت عبد المطلب، تزوجها زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله ﷺ، فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها، ثم ساءت العلاقات الزوجية بينهما، فزوجها الله نبيه ﷺ، من فوق سبع سموات سنة خمس، إبطالا لعادة جاهلية تتمثل في التبني وعدم زواج الرجل من زوجة المنبنى.
وتوفيت ﵂ سنة عشرين، وكانت أول نساء النبي ﷺ لحوقا به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 901 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

  • 📜 حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب