حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في صفة مزاح رسول الله ﷺ -

عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، يهدي النبي ﷺ الهدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله: «إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه» وكان النبي ﷺ يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه رسول الله ﷺ وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ﷺ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه، وجعل رسول الله ﷺ يقول من يشتري العبد فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال رسول الله ﷺ: «لكن عند الله لست بكاسد» أو قال: «لكن عند الله أنت غال».

صحيح: رواه عبد الرزاق (١٩٦٨٨) ومن طريقه أحمد (١٢٦٤٨) والترمذي في الشمائل (٢٣٩) حدثنا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس قال: فذكره.

عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، يهدي النبي ﷺ الهدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله: «إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه» وكان النبي ﷺ يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه رسول الله ﷺ وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ﷺ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه، وجعل رسول الله ﷺ يقول من يشتري العبد فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال رسول الله ﷺ: «لكن عند الله لست بكاسد» أو قال: «لكن عند الله أنت غال».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وغيره، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

الحديث:


عن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرا، يهدي النبي ﷺ الهدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله: «إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه» وكان النبي ﷺ يحبه، وكان رجلاً دميماً، فأتاه رسول الله ﷺ وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ﷺ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه، وجعل رسول الله ﷺ يقول من يشتري العبد فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال رسول الله ﷺ: «لكن عند الله لست بكاسد» أو قال: «لكن عند الله أنت غال».


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● أهل البادية: سكان الصحراء أو البادية، المعروفون بالخشونة وقوة البنية وبساطة الحياة.
● زاهرا: اسم الرجل، وهو من البادية.
● يهدي النبي ﷺ الهدية: يقدم له الهدايا من منتجات البادية كالألبان أو التمر أو غيرها.
● يجهزه: يجهزه النبي ﷺ أي يعد له ما يحتاجه للسفر أو يقدم له العطاء والمكافأة.
● باديتنا ونحن حاضروه: أي زاهرا يمثل البادية ونحن (أهل المدينة) نمثل الحاضرة، وهذا تعبير عن التكامل والمودة.
● دميماً: قليل الجمال، غير وسيم.
● يبيع متاعه: يبيع بضاعته أو ما معه من سلع.
● احتضنه من خلفه: ضمه إليه بحنان من الخلف دون أن يراه.
● لا يألو: لا يقصر في شيء، أي بذل كل جهد لإلصاق ظهره بصدر النبي ﷺ.
● كاسدا: غير مرغوب فيه، قليل القيمة في البيع.
● غال: ثمين، عالي القيمة.


# 2. شرح الحديث:


يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة هذا الرجل البدوي المسمى "زاهرا"، الذي كان يزور النبي ﷺ ويقدم له هدايا من البادية، وكان النبي ﷺ يكافئه ويجهزه عند عودته بما يحتاج. وفي هذا إظهار لكرم النبي ﷺ وحسن معاملته حتى لأهل البادية.
ثم يذكر النبي ﷺ قوله: «إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه»، وهو تعبير جميل يدل على التآلف بين أهل البادية والحاضرة، وأن كلاً منهما يكمل الآخر، وفيه تواضع النبي ﷺ حيث جعل نفسه وأصحابه حاضرة زاهرا، وكأنهم أهل له.
وكان زاهرا رجلاً غير وسيم (دميماً)، لكن النبي ﷺ كان يحبه لمكانته وأخلاقه، لا لشكله. وهذا درس عظيم في تقدير القيم الحقيقية للإنسان.
وفي الموقف العاطفي: جاء النبي ﷺ إلى زاهرا وهو يبيع بضاعته في السوق، واحتضنه من الخلف وهو لا يعرفه، فلما استفسر من الذي يحتضنه، التفت فعرف النبي ﷺ، فأخذ يلصق ظهره بصدر النبي ﷺ بحب وشوق، وهذا يدل على مدى المودة بينهما.
ثم قال النبي ﷺ مازحاً: "من يشتري العبد؟"، فقال زاهرا: "يا رسول الله، إذن والله تجدني كاسداً" (أي غير مرغوب فيه لدمامته). فرد عليه النبي ﷺ رداً رائعاً: «لكن عند الله لست بكاسد» أو «لكن عند الله أنت غال»، أي أن قيمتك عند الله عالية، ولا تنظر إلى دمامة الخلق، فالقيمة الحقيقية بالتقوى والإيمان.


# 3. الدروس المستفادة:


● التواضع وحسن المعاملة: النبي ﷺ كان يتواضع حتى للبدوي البسيط، ويكرمه ويحبه.
● قيمة الإنسان بالإيمان، لا بالمظهر: زاهرا كان دميماً لكنه عزيز عند النبي ﷺ وعند الله.
● المزاح الحلال: النبي ﷺ كان يمزح مع أصحابه بحدود الأدب والشرع.
● التكافل بين الناس: النبي ﷺ كان يكافئ زاهرا على هداياه، مما يدل على أهمية التبادل في العلاقات.
● الحب في الله: العلاقة بين النبي ﷺ وزاهرا كانت قائمة على المحبة في الله، لا على منفعة دنيوية.


# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين خلق النبي ﷺ وحسن تعامله مع جميع الناس، حتى من هم أقل مكانة اجتماعية.
- روي هذا الحديث في "الأدب المفرد" للبخاري، وهو من الكتب المعتمدة في السنة.
- فيه إشارة إلى أن القبح الظاهري لا يمنع من الفضل الباطني، فزاهرا كان محبوباً رغم أن دمامته.
- الرد النبوي «لكن عند الله أنت غال» يعلمنا أن نقدّر الناس بقربهم من الله، لا بأشكالهم أو أموالهم.

أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا ممن يتخلقون بأخلاق النبي ﷺ، ويقتدون به في حسن المعاملة والتواضع والمحبة في الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (١٩٦٨٨) ومن طريقه أحمد (١٢٦٤٨) والترمذي في الشمائل (٢٣٩) حدثنا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1004 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

  • 📜 حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب