قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التكذيب في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 39]
صُحبة النار هي صُحبة عذابٍ وشقاء، وهوانٍ وعناء، نعوذ بالله تعالى منها وممَّا قرَّب إليها من قولٍ أو عمل. |
﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]
لا تخدعَنَّك المظاهر وتغرَّك الكلمات، فتُحسنَ الظنَّ بمَن يحادُّ الله ورسوله، قد كشف الله لك ما في نفوسهم فاحذَرهم. ها قد علمنا ما يُكنُّه الكفَّار للمؤمنين من عداوة وبغضاء، ألا فلنجتهد في مخالفتهم، وترك التشبُّه بهم، فما أفلح مَن احتذى حذوَ أعدائه، ولو في أكله وشُربه. فيه تنبيهٌ على ما أنعم الله به على المؤمنين من الشرع التامِّ الذي شرَعه لهم، وتذكيرٌ للحاسدين بما ينبغي أن يكونَ زاجرًا لهم؛ لأنه سبحانه هو المتفضِّل على عباده، فلا ينبغي لأحدٍ أن يحسدَ أحدًا على خير أعطاه الله إيَّاه. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [المائدة: 10]
على الإنسان الحذرُ من مُوجِبات النار، فقد يكون دخولها بمُوجِبٍ واحد، وقد تجتمع عدةُ مُوجِبات فيصير العقابُ أشدَّ وأنكى. صُحبة الكفار للنار أبأسُ صحبة؛ لأنها تُلازمهم ملازمةَ الصاحبِ صاحبَه، لا تفارقُهم ولا يفارقونها أبدَ الآباد، نسأل الله السلامة. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]
لا ينبغي لأهلِ الإيمان أن يقرِّبوا اليهودَ والنصارى، فيُصافُوهم وينصروهم، فإنَّ هذا العدوَّ لا يُقرَّبُ وقد أبعده الله، ولا يُحَبُّ وقد أبغضه الله. لو اطَّلعتَ على نفوس اليهود والنصارى لعلمتَ ما بينهم من الكراهية والافتراق، لكنَّهم في مواجهة المسلمين أهلُ محبَّة واتِّفاق. المؤمن لا يمنح ولاءه لليهود والنصارى، ويبقى في قلبه إيمانُه؛ فهل يجتمع عذبٌ زُلال وسمٌّ زُعافٌ في إناء واحد؟ مَن يوالي أعداءَ المؤمنين الذين نصَبوا لهم الحربَ، وينصرهم أو يستنصر بهم فهو ظالمٌ بوضعه الوَلايةَ في غير موضعها. من عقوبات موالاة الكافرين حرمانُ هداية ربِّ العالمين، فما أقربَ المُواليَ لهم من الغَواية! وما أبعدَه من الهداية! |
﴿وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ ﴾ [الأنعام: 4]
مـا أكـثرَ الآيـاتِ الداعيـةَ إلى الإيمـان، ولكن ما أقلَّ المستجيبين لها! وما يُعوِزُ المعرضين كثرةُ الآيات، ولكن يُعوِزُهم الاعتبار بالبيِّنات. أيها العبدُ، لا تعصِ مولاك فتُعرضَ عمَّا جاءك به؛ فإن من حقِّه عليك -وهو ربُّك- أن تُقبِلَ بكُلِّيَّتك على ما يأتيك منه. حين يبلغ المُعرضُ عن الاستجابة للحقِّ غايةَ ردِّ كلِّ برهانٍ وصلَ إليه، فاعلم أن طبعَ قلبه على ما هو عليه من الباطل قد بلغ غايةً قصوى لا تذهب إلا بالحصاد. |
﴿فَقَدۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَسَوۡفَ يَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنعام: 5]
كم إنسانٍ يمتطي مَشقَّاتِ البحث عن الحقِّ، ويَجهَدُ في طلبه حتى يجدَه، على حين يأتي الحقُّ إلى آخرين متودِّدًا إليهم كي يقبلوه، فلا يلقى منهم سوى الإعراض! مهما توقَّع منكرو القرآنِ نوعَ الوعيد ومكانَه وزمانه فلن يعرفوه، وسيبقى التهديدُ به يُقلقُهم. المنكرون للحقِّ ليسوا على درجة واحدة، فمنهم من يُضيفون إلى إنكارهم له الاستهزاءَ به والسخريَّةَ منه، فما أقبحَ جُرمَهم! |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27]
أيُّ صورةٍ سيكون عليها أهلُ النار وهم موقوفون عليها؟ لقد تسابقَت إليهم ظلماتُ الهوان والانكسار فكسَتهم الذلَّ والحزَن. للعـاقل الحيِّ فُسحـةٌ من الوقت للاعتبار بمَن مضى؛ بألا يفعلَ أفعالهم، حتى لا يَرِدَ مواردَهم. |
﴿بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 28]
في اليوم الآخر يُكشَف ما في الضمائر، ويُعلَن خفيُّ السرائر، فيبدو للكافرين كفرُهم، ومِصداقُ ما أخبرَت به رسلُهم، فمَن كان لبيبًا عاقلا، لم يكن عن ذلك اليوم غافلا. إذا خالطَ داءُ الكذب شَغافَ القلوب، وتغلغلَ فيها الكفرُ بعلَّام الغيوب؛ فإن أصحابَ تلك القلوب ستبقى على حالها ولو رأت مشاهدَ من يوم القيامة، ورُدَّت بعدها إلى الدنيا. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا صُمّٞ وَبُكۡمٞ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الأنعام: 39]
إذا كان يُقتصُّ لبعض الحيَوانات من بعضٍ يومَ الحشر وهي غيرُ مكلَّفة، أفلا يُقتصُّ من البشر إن عمَدوا إلى تعذيبها وهم مكلَّفون باجتناب ذلك؟! إذا تعطَّلـت طـرقُ استقبــال الحقــائق، فكيف ستُعرف أهدى الطرائق؟ فمَن ذا يستطيع هدايةَ أحدٍ لا يسمع الحقَّ ولا يتكلَّم به، وهو محاطٌ بظلماتٍ كثيفة لا يُبصرُ من خلالها نورَ الصواب؟ إنمـا جُعِلـت هـذه الحواسُّ ليهتـديَ بهـا الناس، فإن لم تُحقِّقِ الغايةَ من خلقِها، فما أشبهَ وجودَها بعدمِها! لمَّا كانت هدايةُ التوفيقِ والإلهام إلى الحقِّ ثمينةً غالية جعلَها الخالقُ بيدِه، ولم يجعلها بيدِ الخلق، فإذا أردتَّ هذا الكنزَ الثمين فاطلبه منه. يا سائرًا إلى الله على نورٍ وهدى، هنيئًا لك الطريقُ المستقيمةُ التي لا تتحيَّرُ فيها، ولا تخطئُ هدفَك إن سرتَ عليها. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49]
لا يُنزل الله عذابًا على أحدٍ إلا بذنب؛ عدلًا منه تعالى، وتكذيبُ آياتِ الله ذنبٌ عظيم، يستحقُّ أهلُه العذابَ الأليم. |
﴿قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57]
الإسلام دينُ عزٍّ وفَخار، ووضوحٍ وصفاء، فمَن تمسَّك به فليَجهَر بإيمانه بين الأنام، ولا يستحي من تمسُّكه به في العقيدة والسُّلوك والأحكام. احمَدِ اللهَ على نعمة الهداية التي وصلت إليك بغير كُلفة، وتأمَّل في أولئك الذين كذَّبوا بالآيات البيِّنات التي عرضَها عليهم رسولُ الله، لكنَّهم لم يقبلوها، وهي من الله لم تزل غضَّةً طَرِية! استعجال العذاب صورةٌ تعبِّرُ عن قمَّةِ التكذيب والاستهزاء، ونهايةِ التحدِّي والطغيان، ولمَّا لم يكن أمرُ العذاب بيد رسول الله نفاه عن نفسه، ولكنَّه آتيهم لا محالةَ ولو مُدَّ لهم حبلُ الإمهال. الله تعالى هو الحَكَمُ بين عباده، يعذِّب بعدله، ويُثيبُ بفضله، ويعجِّل العذابَ لمَن يشاء، ويؤخِّرُه عمَّن يريد، لا رادَّ لحُكمه، ولا غالبَ لأمره. مَن ذا الذي لا يَحمَدُ حُكمَ الله تعالى وقولُه هو الفصل، وما هو بالهزل، يقضي بين العباد بالعدل، ويُحقُّ الحقَّ في الدنيا والآخرة؟ |
﴿قُل لَّوۡ أَنَّ عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦ لَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۗ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 58]
سبحان مَن أسدلَ على عباده ثوبَ حِلمه فأمهلَهم مع شدَّةِ تمرُّدهم؛ رحمةً منه بهم حتى يتوبَ مذنبُهم، ولم يؤاخذهم بكلِّ ما كسَبوا عاجلًا، فلله الحمدُ على حِلمه بعد علمه. |
﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129]
يولِّي الله كلَّ ظالمٍ ظالمًا مثلَه؛ يحثُّه على الشرِّ، ويزهِّدُه في الخير، وذلك من العقوبات العظيمة. متى فسد الناسُ أُمِّر عليهم شرارُهم، ومتى كانوا ظالمين سُلِّط عليهم ظالمٌ مثلُهم، فإن أرادوا التخلُّصَ منه فليدَعوا ظلمَهم. المعاصي من أسباب الوَلاية الظالمة، والطاعاتُ تثمر الوَلايةَ العادلة، فليختَر كلٌّ مَن يرغب في أن يتولَّى أمرَه. بعض الناس ينظُرون إلى ظلم غيرهم أنه سببُ بلائهم، فلو رجعوا إلى أنفسِهم متأمِّلين لعرَفوا أنهم من جماعة الظالمين. |
﴿يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]
ما أشدَّ موقفَ التبكيتِ في أرض المحشر! فهنيئًا لمَن نالته رحمةُ الله فنجا ذلك اليوم. سبحان مَن رحم عبادَه فبعث إليهم رسلَه، وأنزل عليهم كتبَه لإيصال رسالة الحقِّ إليهم، فمَن لم تبلُغه تلك الرسالةُ ولم تقُم عليه الحجَّةُ لم ينله عذابُه. أيُّ مصيرٍ أبأسُ من أن يجدَ الإنسان نفسَه في مأزِقٍ لا يملك أن يَدفعَ عن نفسه فيه بكلمة دفاع أو إنكار، فليتَ الغافلَ يعتبر، وعن معاصيه ينزجِر. أكبرَ الكافرون الدنيا فاغترُّوا بها، ونسُوا بذلك الآخرة، حتى وردوا القيامةَ نادمين، أما لو اتَّبعوا الوحيَ لما خسروا ولا ندموا. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
ما أبعدَ المكذِّبين المستكبرين عن أن يكونوا وِجهةً للمقتدين! وما أقربَهم من كونهم قدوةً للضالِّين والمعرِضين! نار جهنَّمَ هي السجنُ المؤبَّد الذي حُكم به على المكذِّبين بآيات ربِّ العالمين، أما إنهم لو آمنوا وصدَّقوا لما صدرَ هذا الحكمُ في حقِّهم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]
مَن يستكبرُ على الإيمان لا يرتفعُ له عملٌ ولا شأن، بل تُنكَّس روحُه تنكيسًا. من السماءِ تنزلُ الخيرات، وإليها تصعدُ الأعمالُ الصالحات، فهنالك موضعُ البهجة ومعدِنُ السعادات. الموقوف على المُحال محال؛ فلا دخولَ لكافرٍ الجنَّةَ يومَ المآل، إلا إذا نفَذَ الجملُ من ثَقْب إبرة، فما أعظمَ هذا المثَل للعِبرة! ما أشأمَ الإجرامَ على فاعليه، وأسوأَ أثرَه على مرتكبيه! إنه ليُودي بهم في المهالِك، وهذه سنَّةُ الله فيهم عبرَ الأمم والممالك. |
﴿وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدۡ وَجَدۡنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّٗا فَهَلۡ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمۡ حَقّٗاۖ قَالُواْ نَعَمۡۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُۢ بَيۡنَهُمۡ أَن لَّعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44]
يتوالى التقريعُ على أهل النار من كلِّ جهة، من بعضهم لبعض، ومن الله وملائكته وأوليائه أهلِ جنَّته. أما كان يسَعُ أولئك الفجَّارَ الإقرارُ قبل معاينة النار؟! أيعجِزُ مَن علَّم عباده في الدنيا تكليمَ بعضِهم بعضًا بوسائلَ حديثةٍ من مسافات بعيدة أن يجعلَهم يتنادَون في الآخرة، فيُنادي أهلُ أعلى عليِّين أهلَ أسفلِ سافلين؟! يا له من موقفٍ عظيم مشهود! إنه يومُ الأذان، الذي يُنادى فيه بطرد الظالمين من رحمة الله، أجارنا الله أن نكونَ منهم. |
﴿ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ كَٰفِرُونَ ﴾ [الأعراف: 45]
مـا أشقـى أولئك الذين انحرفـوا عـن الحقِّ، وصدُّوا غيرَهم عن سلوك طريقه! لقد لَقوا ربَّهم بظلم عظيم، فنالوا بذلك العذابَ الأليم. دأبَ الظالمون على منع الناس من الاهتداء إلى الحقِّ بالجبروت، فإن لم يستطيعوا بثُّوا في طريق الحقِّ الشبهات الصادَّةَ عن سلوكه، حتى يبدوَ في نظرهم سبيلًا عوجاء. لو آمنَ المرءُ برجوعه إلى ربِّه، وحسابِه على عمله؛ ما صدَّ نفسَه عن سبيله، ولا منع غيرَه من سلوكه، بل لدفعَه إيمانُه إلى صراط الله ونهجِه. |
﴿فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقٗا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ﴾ [التوبة: 77]
على المرء ألا يستصغرَ اقترافَ أعمالِ النفاق ولو صغُرت، فإنها قد تنتهي به إلى أن يكونَ منافقًا خالصًا. مَن أخلفَ مع الله المواثيق فقد عرَّض نفسَه للنِّفاق، وسمحَ له أن يتغلغلَ فيه، ويوشِكُ بعد ذلك أن يعشِّشَ في قلبه. الأفعال الذميمة تُفسد الأخلاقَ المستقيمة، وذلك يوجبُ على العاقل الحذرَ منها؛ لنتائجها السيِّئة الأثيمة. أخَصُّ لوازم النفاق الكذب، فإنه يتمكَّنُ من صاحبه ويتجدَّدُ عنده، وقد لا ينفكُّ عنه أبدًا. |
﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ ﴾ [يونس: 52]
ما يزرعه الناسُ في الدنيا يحصِدونه في الآخرة، فمَن زرع شرًّا لقيَ مثلَه، ولن يحصِدَ العِنبَ مَن زرعَ الشوك. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]
ما الدنيا كلُّها بما فيها أمامَ ما ينتظرُ المرءَ من خلودٍ في شقاءٍ سرمدي، أو في نعيمٍ أبدي؟ |
﴿لِلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [الرعد: 18]
بقدر استجابتك لربِّك يكون نصيبُك من الحسنى، فارفع حظَّك من الاستجابة يرتفع حظُّك في منازل الحسنى. افتداء عذابِ الآخرة بشيءٍ من الدنيا في الدنيا ينفع صاحبَه، والافتداءُ بذلك يوم القيامة غيرُ نافع، فقدِّم شيئًا من حُطام الدنيا اليوم ينفعك غدًا. يا من شغلَه عرَضُ الدنيا عن الاستجابة لله ورسوله، أما تعتبرُ بحال أقوامٍ يوَدُّون أن لو ملكوا الدنيا بأسرها ليبذلوها فداءَ ما ينتظرُهم من العذاب، فلم يُعطَوا ذلك؟ |
﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ﴾ [إبراهيم: 27]
اللهم يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّت قلوبَنا على طاعتك، فإننا لا نستغني عن تثبيتك لها طرفةَ عين؛ لا في الحياة الدنيا وبلوائها، ولا عند الموت وشدته، وفي القبر وامتحانه. ثبات المؤمنِ على الطريق المستقيم إنما هو بتثبيتِ الله له، لا بحرصِه ولا بقدرته، فعليه أن يشكرَ اللهَ على هذه النعمة. على العبدِ أن يكثرَ من الإقبال على ربه، وإلقاءِ أزِمَّة الافتقار بين يديه، طمعًا في تثبيته، وخوفًا من أن يُوكَلَ إلى نفسه، ويؤاخذ بظلمه. |
﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ [إبراهيم: 42]
ألا يُسرِّي عنك أيها المظلومُ أن الله تعالى ناظرٌ إليك، غيرُ غافل عمَّا يفعله الظالمون بك؟ المشرك لا أمان له؛ فإنه وإن أمِنَ في الدنيا قليلًا، فإنه يسير إلى فزَع كبير وهول عظيم. |
﴿مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ ﴾ [إبراهيم: 43]
سيقوم الظالمُ المستعلي بقوَّته يومَ القيامة مقامَ الذُّلِّ والهوان، ويومَئذٍ لن يدَعَ الخوفُ منه مبلغًا إلا بلغَه. لا مَهربَ من الحساب يومَ المعاد، ولا تأخُّرَ عنه للعباد، ولا مفرَّ لهم عن المُثول بين يدَي الله تعالى. يومُ القيامة يومٌ تتزلزلُ فيه الأفئدة، وتضطربُ فيه النفوس، وتتزعزعُ عن أماكنها القلوب، فيا سعدَ مَن كان يومئذٍ من الآمنين المطمئنِّين! |
﴿وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوۡمَ يَأۡتِيهِمُ ٱلۡعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَآ أَخِّرۡنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ نُّجِبۡ دَعۡوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَۗ أَوَلَمۡ تَكُونُوٓاْ أَقۡسَمۡتُم مِّن قَبۡلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٖ ﴾ [إبراهيم: 44]
الساعاتُ التي كان يقضيها ناسٌ في ضلالاتهم، سيكون أقصى أمانيِّهم يومَ القيامة أن يحظَوا ببعضها ليتداركوا ما فرَّطوا، فالسعيدُ مَن وُفِّق إليها زمنَ المُهلة قبل فوات الأوان. سيأتي على المشككين بالحساب، المكذبين بالآخرة والمآب، يومُ الحاقة، الذي يندمون فيه ولاتَ ساعةَ مَندَم. |
﴿كَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِينَ ﴾ [الحجر: 90]
لا يُصدِّقُ بعضَ كتابِ الله دون بعض إلا سائرٌ على نهج مَن حلَّ بهم العذابُ ولم يعتبر. |
﴿ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ ﴾ [الحجر: 91]
مَن فرَّقَ بين آيات كتاب الله فآمنَ ببعض وكفر ببعضٍ، هو كمَن أراد الانتفاعَ بحياة حيٍّ وقد فرَّقه أعضاءً، فأنَّى يكون ذلك؟! تفرَّق أعداءُ القرآن في أوصاف ذمِّه، وعبارات التنقُّص منه، ولكنَّهم اتفقوا في الكفر به، وجحود ما جاء فيه. |
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الحجر: 92]
ألا فليستعدَّ لسؤالِ الربِّ الخالق كلُّ مَن عادى القرآنَ وكذَّب به أو ببعضه. |
﴿عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الحجر: 93]
ما أشقَّ أن يُحاسَبَ العبدُ على كلِّ صغيرةٍ اجترحها، وكلِّ كبيرة اقترفها! فإنه مَن نُوقشَ الحسابَ عُذِّب، فكيف بما وراءَه؟! |
﴿وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلۡعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [النحل: 85]
يا ويلَ الكافرين إذا وردوا العذاب! فحينئذٍ لا إنظارَ ولا رجوعَ ولا تخفيف، ولو تقطَّعت قلوبهم ندمًا وحسرة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَا يَهۡدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 104]
مَن آمنَ بالحقِّ حقَّ الإيمان انقادَ إليه، فهداه إلى الرُّشد في الأفعال والأقوال، ونجَّاه يومَ القيامةِ من الأهوال. |
﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [النحل: 105]
أعظم أنواعِ الكذبِ ما كانَ منه على الحقِّ عزَّ وجلَّ، ولو آمنَ باللهِ تعالى عبدٌ لعظَّمه، وعظَّم قولَه أن يُفترى عليه. المؤمن لا يركبُ مركبَ الكذب؛ لأنه يرجو ثوابَ الله ويخشى عقابَه، ومَن لم يكن كذلك سهُلَ عليه امتطاءُ صهوةِ الفِرى. |
﴿وَلَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡهُمۡ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ ﴾ [النحل: 113]
عجبًا لمَن أنعم الله تعالى عليه، وأرسل إليه رسولًا من قومه، يعرف أمانتَه وصدقَه، كيف يكذِّبُه؟! اتِّباع ما جاءت به الرسُل هو شكرٌ يُرتجى به دوامُ النِّعَم وزيادتُها، وحفظُ أصحابها. مَن اجترأ على عبدٍ اشتَهر بين الناس بصدقِه فكذَّبه، فذلك من أعظم الظلم. |
﴿وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ﴾ [الإسراء: 10]
العذاب مهيَّأٌ لا ينتظر إلا أهلَه القادمين عليه، فاحذر أن تكونَ منهم. |
﴿وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابٗا مَّسۡتُورٗا ﴾ [الإسراء: 45]
أبعدُ الناس عن الانتفاع بالقرآن مَن لا يؤمن بالآخرة، فمَن لا يؤمن بالحساب، لا يُبالي بالصواب. |
﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا ﴾ [الإسراء: 46]
الحرمان كلُّ الحرمان أن تُحرمَ القلوب لذَّةَ المعرفة بكتاب الله وأُنسَ القرب منه، فاستعذ بالله أن يُختمَ على قلبك. على المسلم أن يجلوَ مرآةَ قلبه من كلِّ قَتَر، لتبدوَ دلائلُ الآيات عليها واضحة، فيَحصُل له الفهم والاعتبار. إذا أردتَّ اختبارَ إيمانك فانظر كيف قلبُك عند تلقِّي الآيات والحديثِ عنها، أتجد شوقًا لسماعها أم نفورًا؟ |
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا ﴾ [الإسراء: 47]
ما لم يكن السماعُ لطلب الحقِّ، فهو سماعٌ لا ينفع، بل تقومُ على صاحبه به الحجَّة. لولا أن المشركين وجدوا في القرآن ما ليس لبشرٍ أن يأتيَ بمثله ما نسبوا قائلَه إلى السحر، ولكنَّهم أدركوا تميُّزَه وتفوُّقَه. |
﴿ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا ﴾ [الإسراء: 48]
اضطربَ المشركون فيما جاء به الرسول ﷺ، فسارعوا إلى اتِّهامه بكلِّ وسيلة، وكلَّما ظهر عَوارُ واحدة سلكوا أخرى حتى انتهى ما لديهم، وزاد أمرُ رسول الله ﷺ ظهورًا. |
﴿أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ يَوۡمَ يَأۡتُونَنَا لَٰكِنِ ٱلظَّٰلِمُونَ ٱلۡيَوۡمَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [مريم: 38]
ما أشبهَ الضالَّ عن الحقِّ بحال مَن لا يسمع ولا يبصر، حتى إذا ورد على ربِّه، ووقف بين يديه، عرَف ضلالَه، فندم ولاتَ ساعة مَندَم! |
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]
كم حسرةٍ يوم القيامة تصيب أهلَ العذاب على ما فرَّطوا في جنب العظيم التوَّاب، أما لو تحسَّروا على ذنوبهم في الدنيا فتابوا لما تحسَّروا في الآخرة وعُذِّبوا. التذكيرُ بحسرات القيامة، ووعظُ الناس بذلك، قد يوقظ بعض القلوب الغافلة، فلا تنسَ أيها الداعيةُ، وعِظِ الناس بهذه الموعظة. تلك حقيقةُ الكافر؛ غافل عمَّا يُراد به وما يُراد منه، لا يستفيق من غفلته إلا يوم يُدخل في قبره، فحينئذٍ يعرف حقيقةَ أمره. |
﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ﴾ [مريم: 72]
نجا المتَّقون برحمة الله وحدَه، ولولاها ما جاز الصراطَ المَهولَ منهم أحد. لما توقَّى أهل الإيمان المعاصي في الدنيا، وقهروا شهواتهم، وقاهم الله نار الآخرة. |
﴿وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 97]
إذا دنا يوم القيامة وبدَت أهواله ترى أبصارَ الكفَّار من شدَّة الفزع مفتوحةً لا تكاد تَطرِف، يدعون على أنفسهم بالويل، ويعترفون عليها بالغفلة والظلم، ففي هذا تحفيزٌ للصالحين بالاستعداد للثواب، وإنذار للمعرضين بدنوِّ العقاب. حين تكونُ الغفلة ناشئةً عن ظلم وإعراض ومكابرة وعدمِ اكتراث بالعواقب، فالويلُ حين ذاك لصاحبها. |
﴿وَٱلَّذِينَ سَعَوۡاْ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [الحج: 51]
مَن ظنَّ أنه يستطيع معاجزةَ ربه بصد الناس عنه أو عن رسوله، أو منعِ نفسه من حلول عذاب الله به وغلبته له فقد خاب ظنه، وبطل سعيه، واستحق عذاب الجحيم إن مات على ذلك. |
﴿لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [الحج: 53]
لا تثبت صورةُ الحقِّ في القلب المريض، ولا تنطبع على القلب القاسي، فلا غَروَ أن هذين القلبين لا يزالان يعذَّبان ويَشقَيان. حين يكونُ القلب مريضًا بالشكوك فإن أقلَّ شيء يَريبه ويؤثِّر فيه حتى يفتتن به، وإن لم يكن للالتفات أهلًا، ولا يستحق الاهتمام. الظلمُ والكفر وعناد الحقِّ علل تجعل صاحبها في شقاق بعيد، فما أبعدَ الظالمين عن الاهتداء. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [الحج: 57]
لا يستهين امرؤٌ بآيات الله تعالى ورسله الأكرمين، إلا جوزيَ يوم القيامة بعذاب مُهين. |
﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَمَا لَيۡسَ لَهُم بِهِۦ عِلۡمٞۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٖ ﴾ [الحج: 71]
الدليل من الوحي هو الحجَّة القاطعة، والسلطان الذي له القهر والغلبة، والعلم الذي يُرجع إليه، وعند ظهوره تضمحلُّ الآراء، وتتلاشى الأقيسة والأهواء. ما لِوضعٍ ولا لشرع من قوَّة إلا أن يستمدَّ قوَّته من الله تعالى، فما لم ينزل به الله سبحانه قوَّةً من عنده فهو ضعيفٌ هزيل، خالٍ من عنصر القوَّة الأصيل. ليس للظالمين في الدنيا نصيرٌ ينصرهم على الحقِّ حتى يذهب؛ فإن الحقَّ ظاهر لا يُغلب، ولو اجتمع عليه كلُّ أهل الباطل، وليس لهم في الآخرة مَن ينصرهم بدفع العذاب عنهم، فيا خسارةَ الظالمين في الدنيا والآخرة! |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]
الشاعر إذا لم يكن على هدى تنقَّل شعره في أودية الهوى والردى، فيخوض في كل فن من فنون الكذب والزور، وتمزيق الأعراض. من آمن بالله تعالى، لم يشغله الشعر عن الذِّكر، ولا تفلَّت من قيود الشرع، بل سخَّر ما وهبه الله تعالى في خدمة دينه وعباده. إن المنقلَب الذي يرجع إليه الظالمون أنفسُهم بالشرك والمعاصي منقلبُ سوء وهلاك، وسيعلمون ذلك علمَ معاينةٍ لا علم خبر. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20]
تنتظر النار أهلها لتكونَ لهم مأوى، ولكنَّه مأوًى لا نعيمَ فيه ولا هناء، فمَن حاول الفرار من مأواه أُعيد إليه؛ إذ ليس له مأوًى سواه. كم يقاسي أهل النار من ألوان العذاب، فليس عذابهم ما تلقاه أبدانهم وحواسهم فحسب، بل لنفوسهم حظها كذلك من التعذيب بما تناله من التقريع والتوبيخ. |
﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [سبأ: 42]
لقد خاب عَبَدة الأصنام دنيا وأخرى، فلم تنفعهم بمنفعة، ولم تدفع عنهم مضرَّة، ولم تُفِدهم بشفاعة، ولا أنجدتهم بنصرة. في جهنَّم ألوانٌ من العذاب النفسيِّ الشديد، فأهل النار يُبكَّتون ويُوبَّخون، ويعذَّبون بالنار التي كانوا بها يكذِّبون. |
﴿۞ ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ﴾ [الصافات: 22]
يُجمَع الظالمون يوم القيامة مع قُرَنائهم وأشباههم وأتباعهم، فاحرِص في دنياك على الفرار منهم، والنأي عنهم، تصُن عرضَك، وتنجُ بنفسِك. لا بدَّ من وقفة محاسبة، وموقف معاتبة، قبل المصير إلى نار السعير، يُسألون هناك عما قدَّموا في دنياهم، لينالوا جزاءه في أخراهم. |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]
بعضُ المرضى في الدنيا يتمنَّون أن يفتدوا بكلِّ ما يملكون من مرارة مرضٍ ألمَّ بهم، فما بالك بمَن يذوق مُرَّ عذاب الله يوم الحساب؟! غاية الخسران والندامة أن يبدوَ لك أيُّها العبدُ الضعيف من الله ما لا تتوقَّعُه، فكُن على حذَر دائم، فإن المُجازيَ قهَّار ذو انتقام. كما أن الجنَّة فيها من النعيم ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشَر، فكذلك الجحيمُ فيها من ألوان العذاب والتنكيل ما لا يُتخيَّل ولا يُتصوَّر، فإيَّاك وإيَّاها! |
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]
هو أمرٌ لكلِّ عالمٍ وداعية أن يُذكِّرَ الناسَ بالآخرة ويخوِّفَهم من أهوالها وعذابها؛ رجاء أن يُحدِثوا توبةً قبل الخوف الذي يصعد بالقلوب، والكَرْب الذي يكتم النفوس. يوم الحساب أقرب إلى كل إنسان ممَّا يظنُّ، فما بينهما إلا الموت؛ إذ القبرُ أول منازل الآخرة، والسعيد من بلغه بعمل صالح متقبَّل. إن عذاب الله إذا نزل بالظالمين لم يُفلتوا منه، ولم يدفعه عنهم قريبٌ ولا شفيع، فلا تغترَّ أيُّها العبد بقوَّة، ولا بقرابة وخُلَّة! |
﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﴾ [غافر: 52]
قد أُقيمت الحُجَج، وتقدَّمت المواعظ والعِبَر، فمَن لم يعتبر ويؤمن لم تنفعه حُجَّة يوم القيامة، ولم يُقبَل منه عُذر؛ ﴿لا تَعتَذِرُوا اليومَ إنَّما تُجزَونَ ما كنتُم تَعمَلُون﴾ . |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ ﴾ [غافر: 69]
أرأيتَ إلى المجادلين في آيات الله البيِّنات؛ إنهم لا يردُّون الحُجَج بما هو أقوى وأحكم، ولكنَّهم يردُّونها باتِّباع الشبُهات وموافقة الأهواء. |
﴿ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [غافر: 76]
شتَّانَ بين أبواب تُفتَّح للمحسنين المتَّقين، وأبواب تُفتَح للمتكبِّرين المجرمين، فيا بئسَ مَن لم يكن يومئذٍ من الناجين الفالحين! جريمة الكِبْر عن عبادة الله لا تكاد تَعدِلها جريمة؛ فاستحقَّ أصحابها عقوبةً دونها كلُّ عقوبة، إنها الخلود في النار، وأعظِم بها من عقوبة! |
﴿وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ ﴾ [فصلت: 19]
موقفٌ تنخلع له القلوب، وتَحُلُّ فيها عنده الكروب؛ يوم يجمع الله أعداءه إلى نار جهنَّم، وتَحبِسهم زبانيتها فلا يستطيعون عند ذلك الخروجَ منها، فاللهم قِنا عذابك يوم تبعث عبادك. أعداء الله على اختلاف العصور، وتقلُّب الأزمان والدهور، اجتمعت كلمتُهم في الضلال والإفساد، فجُمعوا في النار تَحفُّهم المهانة، وتغشاهم الكآبة والندامة. |
﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [الشورى: 21]
كلُّ ما عدا الله قاصرٌ عن الإحاطة بخَلق الله، فكيف يؤتمَن على التشريع لحياة البشر مع عجزه وقصوره؟! أين العقلانيُّون مـن هـــذه الآيـة، وهـــم يستحسنون بعقولهم غيرَ ما استحسنه الشرع، وقد قيل: (مَن استحسنَ فقد شرَع). لا يغرنَّكم إمهال الله أيُّها المخالفون لشرعه، فإنه يُمهل ما شاء بحكمته وحِلمه، ولكنَّه هيهات يُهمل، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمًّى. |
﴿وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ ﴾ [الشورى: 44]
كما ترى الظالمين في الدنيا مستعلين على عباد الله قهرًا وعَسفًا، ستراهم في الآخرة أذلَّاء صاغرين، يودُّون لو يجدون إلى الفِرار سبيلا. |
﴿إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ﴾ [الزخرف: 74]
إن عذاب المجرمين في جهنَّمَ دائمٌ لا ينتهي، شديدٌ لا يُخفَّف، بل يُزاد، فترى الشقيَّ فيه قد استسلم له بعد يأسه، وانقطع رجاؤه عن رحمة ربِّه. |
﴿لَا يُفَتَّرُ عَنۡهُمۡ وَهُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ ﴾ [الزخرف: 75]
إن عذاب المجرمين في جهنَّمَ دائمٌ لا ينتهي، شديدٌ لا يُخفَّف، بل يُزاد، فترى الشقيَّ فيه قد استسلم له بعد يأسه، وانقطع رجاؤه عن رحمة ربِّه. |
﴿وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الزخرف: 76]
تعالى الله وتقدَّس أن يظلِمَ عبدًا من عباده! بل العبد هو من يظلم نفسه حينما يوبقها في الخطايا التي توردها دار البَوار. |
﴿وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77]
يتمنَّى أهل النار أن يُجابوا لطلبهم بأن يُقضى عليهم فيموتوا، لكنهم لا يجابون إلا بما يكدِّر عليهم حالهم، ويزيد شقاءهم، فهم في عذابهم ماكثون. |
﴿لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ ﴾ [الزخرف: 78]
المؤمن لا يكره حقًّا ولا يرُدُّه، ولا يقف في طريقه أو يصادمه، فلا يكره الحقَّ إلا مَن ظَلم واتَّبع هواه. كراهة المرء للحقِّ حين يخالف هواه من أعظم أسباب الشقاوة والضلال؛ فإن الهدى والهوى لا يجتمعان في قلب امرئٍ أبدًا. |
﴿خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [الدخان: 47]
إنها صورة تقشعِرُّ من هولها الأبدان؛ صورة الجاحد المتجبِّر وهو يُدفع بعُنف دفعًا إلى وسط جهنَّم؛ ليذوقَ من أشدِّ عذابها، أجارنا الله منها. |
﴿إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 19]
أصحاب الأهواء لا يملكون نفعًا ولا ضُرًّا، وهم أضعفُ وأعجز من مواجهة الله الآمر بهذه الشريعة، فاجنَح إلى القويِّ، ودع عنك الأراذل. مهما تحالفَ هؤلاء الظالمون وتوالَوا وتآلفوا للصدِّ عن دين الله فلن يستطيعوا فِعلَ ذلك؛ فقد خذلهم الله تعالى وأحاط بمكائدهم. |
﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ كُلّٞ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 14]
من سُنن الله في خَلقه أن يُهلكَ من يجحَد دينَه، ويكذِّب أنبياءه، جزاءً وِفاقًا. حَذارِ أن تسلكوا مسلكَ من سبقَ في التكذيب والنُّكران، فإن الله لا يُحابي أحدًا من خَلقه، ومصير المكذِّبين الهُلك والخُسران. هو درسٌ بليغٌ للدعاة في كلِّ مكان؛ أنِ اصبروا وصابروا، فما أكثرَ المكذِّبين بالرسُل على طول الزمان. |
﴿مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]
من سنن الله التي لا تتغيَّر: أنَّ المحسنَ يُكافأ بالإحسان، وأنَّ المسيء مستحقٌّ للعقوبة والحرمان. |
﴿إِنَّكُمۡ لَفِي قَوۡلٖ مُّخۡتَلِفٖ ﴾ [الذاريات: 8]
تناقضُ الآراء دليلٌ على فسادها وبُطلانها؛ لأنَّ الحقَّ لا يتناقض. مَن زاغَ عن الحقِّ أزاغَ الله قلبَه فصرفَه عن الهداية والتوبة، ومَن طلبَ الحقَّ وُفِّقَ إليه، وأُعينَ على الثبات عليه. |
﴿ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 14]
ما زال المكذِّبون يعرِّضون أنفسَهم لفتنةٍ تلوَ أخرى، حتى ذاقوا الفتنةَ الكبرى التي أنسَتهُم جميعَ الفتن قبلها. |
﴿فَوَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [الطور: 11]
أشدُّ الناس شقاء وخُسرانًا من ضيَّع السعادةَ الأبدية بلهوٍ باطل وخوض في الترَّهات؛ فلا هو نجحَ في دُنياه، ولا أفلحَ في أُخراه! |
﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ ﴾ [الطور: 12]
أشدُّ الناس شقاء وخُسرانًا من ضيَّع السعادةَ الأبدية بلهوٍ باطل وخوض في الترَّهات؛ فلا هو نجحَ في دُنياه، ولا أفلحَ في أُخراه! |
﴿يَوۡمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ [الطور: 13]
لمَّا كان المكذِّبون يَدفعون الحقَّ دفعًا ويُعرضون عنه إعراضًا؛ استحقُّوا أن يُدفعوا بعُنفٍ وغِلظة إلى جهنَّم؛ إهانةً لهم وتنكيلًا بهم. |
﴿هَٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [الطور: 14]
لمَّا كان المكذِّبون يَدفعون الحقَّ دفعًا ويُعرضون عنه إعراضًا؛ استحقُّوا أن يُدفعوا بعُنفٍ وغِلظة إلى جهنَّم؛ إهانةً لهم وتنكيلًا بهم. |
﴿أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ ﴾ [الطور: 15]
عذابُ الآخرة حقيقةٌ ثابتة، إن لم تُبصرها في الدنيا بعينَي فؤادك وتعمل لها، فستُبصرها بعيون جوارحك وتتجرَّع مُرَّها. مصيرُك أيها الإنسانُ بيدك، وحسابُك عن عملك لا عمل غيرك، فاختَر لنفسك؛ فإنما هو نعيمٌ مقيم، أو عذابٌ أليم! |
﴿ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الطور: 16]
عذابُ الآخرة حقيقةٌ ثابتة، إن لم تُبصرها في الدنيا بعينَي فؤادك وتعمل لها، فستُبصرها بعيون جوارحك وتتجرَّع مُرَّها. مصيرُك أيها الإنسانُ بيدك، وحسابُك عن عملك لا عمل غيرك، فاختَر لنفسك؛ فإنما هو نعيمٌ مقيم، أو عذابٌ أليم! |
﴿وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ ﴾ [الواقعة: 92]
التكذيب والضَّلالة عنوانُ الشقاء في الآخرة، وإنَّ نزُلَ المكذِّبين فيها وضيافتهم نارٌ حامية، ويا بئسَ الضِّيافة! |
﴿فَنُزُلٞ مِّنۡ حَمِيمٖ ﴾ [الواقعة: 93]
التكذيب والضَّلالة عنوانُ الشقاء في الآخرة، وإنَّ نزُلَ المكذِّبين فيها وضيافتهم نارٌ حامية، ويا بئسَ الضِّيافة! |
﴿وَتَصۡلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ [الواقعة: 94]
التكذيب والضَّلالة عنوانُ الشقاء في الآخرة، وإنَّ نزُلَ المكذِّبين فيها وضيافتهم نارٌ حامية، ويا بئسَ الضِّيافة! |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [الحديد: 19]
الصدِّيقيَّة مرتبةٌ عليَّة لا ينالها إلا ذو حظٍّ عظيم، ممَّن استوى ظاهرُه وباطنه؛ إيمانًا وإحسانًا، وبلغَ في الصِّدق الغايةَ؛ قصدًا وقولًا وفعلًا. قضى الصدِّيقون حياتهم في نور الصِّدق واليقين، فخصَّهم ربُّهم يوم الحساب بنورٍ يمشون فيه، زيادةً عمَّا آتاهُم من أجرٍ عظيم. أعظم الأُنس يكون في حضرة الحبيب والقُرب منه، ولهذا كان من تكريم الصدِّيقين والشهداء أنَّهم عند ربِّهم، وأنعِم به من مُستقَر. |
﴿فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [القلم: 44]
كم من مُستدرَج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالإشادة به، وكم من مغرور بالسَّتر عليه، ولكن يوشك أن يبرَحَ الخفاء ولاتَ ساعةَ مندَم! إقبالُ النِّعَم على العبد؛ من صحَّةٍ ومال وولد، ليست دومًا دليلَ قَبول، فقد تكون استدراجًا لإقامة الحُجَّة عليه. إذا أراد اﷲ إهلاكَ ظالم أغراه بالقوَّة والعظمة، واستدرجه بكثرة الأتباع؛ ليسيرَ بنفسه إلى مصرعه، فيهلكَ شرَّ هلاك. |
﴿وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ ﴾ [القلم: 45]
إذا كان خيرُ الناس مَن طال عمرُه وحسُنَ عملُه، فإن شرَّهم بلا ريب مَن أُملِيَ له فطال عمرُه، وازدادت على مدار السنين آثامُه! حين يعزم امرؤٌ على النَّيل من خصم له يدبِّر له المكايدَ سرًّا؛ لئلَّا يحتاطَ الخصمُ ويحذر، أمَّا ربُّنا الرحيم فإنه يكشفُ عن تدبيره ويُنذر عبادَه؛ ليَنجُوا من عذابه ونقمته. |
﴿وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا ﴾ [الجن: 15]
من رغب في الشيء واجتهد في طلبه وُفِّق إليه؛ فاحرِص أن تجعلَ همَّتك في طلب الهُدى والحقِّ؛ لتفوزَ بهما، وتنعَمَ ببركتهما. ما جار امرؤٌ ومال عن الحقِّ إلا بمَحض اختياره، فأحسِن القصدَ تبلُغ المأمول، وخيرُ ما يُحرَص عليه رضا الله واتِّباعُ شرعه. |
﴿إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ﴾ [الجن: 23]
يتجلَّى في هذا القول كمالُ العبوديَّة لله تعالى؛ بالإقرار بالعَجز التامِّ، وأنه لا حولَ ولا قوَّةَ لأحدٍ إلا بالله العليِّ العظيم. إذا كان رسولُ الله ﷺ سيِّدُ الأوَّلين والآخرين، وأحبُّ الخلق إلى ربِّ العالمين، لا يملكُ لأحدٍ نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمنع نفسَه من الله، فكيف بغيره من البشَر؟! لا تشغَل نفسَك أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإنما أنت مبلِّغٌ عن ربِّك، فانصح لأمَّتك بصدق وإخلاص، ودَعك من سوى ذلك؛ فإنك لا تملك لهم شيئًا. |
﴿وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 11]
هي بُشرى لكلِّ داعية؛ ألَّا يبتئسَ لعَداء قومه له، وألَّا يحملَ في نفسه حقدًا وغِلًّا، فإن الله تكفَّل بعقابهم، والانتقام له منهم. |
﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ﴾ [المدثر: 46]
إيَّاك أن تكون إمَّعة، إن أحسن الناسُ أحسنتَ، وإن أساؤوا وخاضوا في كلِّ باطلٍ أسأتَ وخُضتَ معهم، فإنَّ ذلك من أسباب الهلاك البعيد! مع التكذيب بيوم القيامة تختلُّ جميع الموازين؛ فلا يَميزُ المكذِّب بين حقٍّ وباطل، ويَضيقُ في حسِّه مجالُ الحياة فيقتصر على الدنيا دون الآخرة. |
﴿وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۭ بَاسِرَةٞ ﴾ [القيامة: 24]
ما أبعدَ البَونَ بين حال السُّعداء في الآخرة وحال الأشقياء؛ أمَّا الأوَّلون فتُشرق وجوهُهم بالنَّضارة والوَقار، وأمَّا الآخِرون فتُظلم وجوهُهم بالعار والشَّنار. عن محمَّد بن كعب القُرَظيِّ قال: (نضَّر الله تلك الوجوهَ وحسَّنها للنظر إليه). فإذا كان هذا حالَ الوجوه، فكيف حالُ القلوب؟ لقد مُلئت من السرور والفرح بما لا تحيطُ به عبارة. |
﴿ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ ﴾ [القيامة: 35]
أيُّ خير يُرتجى ممَّن كذَّب بالوحي، وضيَّع أهمَّ فريضةٍ من فرائض الإسلام؟ لا والله لن يلقى إلا الخزيَ والهلاك، ولو صدَّره الناس وعاش بينهم مَزهُوًّا! ينتهي التكذيبُ بالمرء إلى تبلُّد أحاسيسه، فيغرق في المعاصي والآثام، حتى تُثقلَه الشهَوات وتُعميَه الأهواء، فلا يهتدي إلى الحقِّ أبدًا! |
﴿يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا ﴾ [الإنسان: 31]
هذه السورةُ بما حوَته من جليل المعاني إنما هي عظةٌ لك أيها الإنسان، فاتَّعظ بها واتخذ من آي القرآن سبيلًا إلى طاعته ورضوانه. مَن أراد لنفسه الخيرَ في الدنيا والآخرة اتخذ الإيمانَ والتقوى طريقًا يبلغ به مغفرةَ ربِّه ورضوانه. لا تغترَّ أيها الإنسانُ بإرادتك ومشيئتك، فهي مرتبطةٌ بمشيئة الله وحدَه، فاسأله سبحانه الهدايةَ والتوفيقَ لسبُل الرَّشاد. إن الله عليمٌ بمَن يستحقُّ الهدايةَ فيوفِّقه إليها، ومَن يستحقُّ الغَوايةَ فيصرفه عن الهدى؛ ﴿إنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ويَهدي إليهِ مَن أناب﴾ . |
﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ ﴾ [المرسلات: 46]
كأنما يُقال لهم: كلوا وتمتَّعوا قليلًا في هذه الدار، لتُحرموا وتُعذَّبوا طويلًا في تلك الدار؛ ﴿أرَضِيتُم بالحياةِ الدُّنيا منَ الآخِرةِ فما مَتاعُ الحياةِ الدُّنيا في الآخِرةِ إلَّا قَليل﴾ . قُبحًا وهُلكًا لمَن فتح الله عليه من بركات الأرض ونعيم الدنيا فاتَّخذها سُلَّمًا لسخَط ربِّه، ومحادَّة شرعه وأمره! |
﴿فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [المرسلات: 50]
إذا كان هذا القرآنُ المعجز في ألفاظه ومعانيه، البيِّنُ في حِكَمه وأحكامه، المبيِّنُ لكلِّ شيء، لم يُقنع عقولهم، فأيُّ شيء يُقنعها؟ ولكنَّه الكِبْرُ، وويلٌ للمتكبِّرين! إنَّ الذي لا يؤمن بهذا الحديث الذي يهزُّ الرواسيَ، ويُزلزل الجبال، لن يؤمنَ بحديثٍ بعده أبدًا، وإنما هو الشَّقاء والمصير البائس المتعوس! |
﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا ﴾ [النبأ: 21]
لا يَضيقنَّ صدرُك بالكفَّار والظَّلَمة وقد طال إمهالُ الله لهم؛ إذ هم إلى قدَرٍ محتَّم ماضون، تكون فيه جهنَّمُ مأوًى لهم ومقامًا. |
﴿وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا ﴾ [النبأ: 29]
نجح البشَرُ في رصد كثير من الحركات والأصوات، وتصويرها وتوثيقها بوسائل التقنيَّة العصريَّة، فكيف بقُدرة الله على إحصاء عملك؟! |
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [المطففين: 10]
لا يكتمل إيمانُ العبد حتى يؤمنَ باليوم الآخر، فإنه يحمل الإنسانَ على محاسبة نفسه ومراقبة عمله، قبل أن يُحاسَبَ ويُناقش. لولا التكذيبُ بالآخرة والغفلةُ عنها لما أحدث عبدٌ ذنبًا، ولا طفَّف مطفِّفٌ في كَيلٍ ولا وزن، فويلٌ لمَن ظلم نفسَه بعدوانه الأثيم. |
﴿ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ﴾ [المطففين: 17]
ماذا ينتظر المُعرضونَ عن الله ودينه إلَّا أن يكونَ مصيرَهم الجحيم؟ هلَّا ارعَوَوا من قبلُ واتَّبعوا سبيل الرَّشاد! |
﴿بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ ﴾ [الانشقاق: 22]
ليس كالتكذيب بالحقِّ سبيلٌ إلى الإمعان في طرُق الغَواية والباطل؛ ﴿إنَّ اللهَ لا يَهدِي مَن هو مُسرِفٌ كَذَّاب﴾ . |
﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴾ [الانشقاق: 23]
صدرك وعاءُ خواطرك ونيَّاتك، وإن ربَّك لا يخفى عليه ما تُودعه فيه وما تُجنُّه عن عيون خَلقه، فلا تملأه إلا بطيِّب. |
﴿فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الانشقاق: 24]
هي بشرى تهكُّمٍ واستهزاءٍ بمَن جلب لنفسه السُّخريَّة بسوء عمله، وإنَّ من التهكُّم لَما هو أشدُّ لذعًا وإيلامًا من كلِّ عذاب! |
﴿ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴾ [الليل: 16]
من واسع فضل الله على خَلقه ولطفه بهم أنه لا يأخذُهم بذنوبهم حتى يحذِّرَهم وينذرَهم من مواطن الهلكة والضَّلال. بقدر التصديق والإيمان، تكون السعادة والرضوان، أمَّا التكذيبُ والكُفران، فعاقبتُه الخيبة والخُسران، تلكم هي قضيَّة القضايا في القرآن. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الأسباط بديع السماوات والأرض جنات النعيم صفات الله تعالى تطابق العمل للقول الكتب السماوية البحر غزوة حنين الوالي الرجاء بالله
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب