قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن أحوال اليهود في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]
الكريم من الناس إذا ذُكِّر بنعمة مَن أحسن إليه استحيا منه، وكفَّ نفسَه عن مخالفته، فكيف لو ذُكِّر بنِعَم خير المُنعمين، وأكرم المُعطين؟ مَن أوفى بعهد الله تعالى؛ فوحَّده وعظَّم أمره وشرعه، أحياه الله حياةً طيِّبة، وأدخله الجنَّة كرمًا منه وتفضُّلًا.
سورة: البقرة - آية: 40  - جزء: 1 - صفحة: 7
﴿وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ ﴾ [البقرة: 41]
تبصَّر أيها العاقلُ في آيات القرآن، فما من آيةٍ فيه إلا وتدعوك إلى الإيمان به، ولا يبتغي أحدٌ بالقرآن الحقَّ إلا صدَّق به، واهتدى بهديه.
حذارِ أن تفتحَ على الناس باب شرٍّ، أو أن تسُنَّ لهم سنَّة سوء، فتبوءَ بإثمها وإثم مَن عمل بها إلى يوم الجزاء.
لئن ملكَ العبدُ الدنيا بتحريفه للدِّين، وتبديله لأحكام الشَّرع القويم، إنه لفي خُسرٍ مبين؛ فاعجَب لمَن يؤثر عرَضًا قليلًا زائلًا على ما يوجب النعيمَ المقيم! هو وحدَه سبحانه المستحقُّ أن يُتَّقى؛ باتِّباع أمره، والاستسلام لحُكمه، فطوبى لمَن أخلص لربِّه الطاعةَ والتعظيم، ولم يخشَ إلا الله العزيزَ العظيم.
سورة: البقرة - آية: 41  - جزء: 1 - صفحة: 7
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]
حال هذه الملَّة الإسلاميَّة كحال المِلَل السابقة جميعًا، مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فهو مستحقٌّ للثواب، ومَن فاته ذلك استحقَّ شنيعَ العقاب.
سورة: البقرة - آية: 62  - جزء: 1 - صفحة: 10
﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 63]
أُخِذ عليهم الميثاق، وأُلزِموا به، وتُوعِّدوا على نقضه، ولكنَّ دأبَ الظالمين المعاندين ألا ينتفعوا بموعظة، ولا يلتزموا بميثاق.
لا ضعف في العقيدة، ولا تهاون، إنه عهدُ الله مع المؤمنين، وهو جِدٌّ وحقٌّ، فلا سبيلَ فيه لغير القوَّة والحزم.
لا بدَّ مع أخذ الدِّين بقوَّةٍ من تذكُّر ما فيه، لئلَّا يكونَ مجرَّد حماسة، فدين الله منهجُ حياة يستقرُّ في القلب تصوُّرًا، وفي الحياة نظامًا، وفي السلوك أدبًا، وينتهي إلى التقوى.
سورة: البقرة - آية: 63  - جزء: 1 - صفحة: 10
﴿فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 66]
سنَّة الله ماضية في خلقه، من استمر في غيِّه جعله الله عبرة لغيره، ومن اتَّقاه هداه ووقاه، ولن تجدَ لسنَّة الله تبديلًا.
إهلاك ذوي العصيان والفساد، عِبرةٌ لمَن كان بحضرتهم من العباد، وموعظةٌ لمَن جاء بعدهم وبلغه خبرُهم، فطوبى للمعتبِرين بعقوبات العاصين.
كما تعصِمك التقوى من الوقوع في المحظور، فإنها تحميك من عقاب الله، وتفتح عينيك على مآلات المُعرضين عنها؛ لتعتبرَ ، فتنجوَ وتَسْلَم.
إيَّاك أن تهوِّنَ من شأن الاعتبار بهلاك العاصين الماضين؛ فإنهم أقوامٌ من جنسك، وإن لم تعتبِر بما نزل بهم فيوشك أن يصيبَك بعض ما أصابهم.
سورة: البقرة - آية: 66  - جزء: 1 - صفحة: 10
﴿ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85]
قد جنى على نفسه، واستجلب سخَطَ الله ومَقتَه، مَن أقام الله الحجَّةَ عليه من نفسه بإقراره، ثم خالف أمرَه وارتكب ما حرَّمه عليه.
في ذمِّ القرآن لهؤلاء القوم عِظةٌ بليغة؛ إن من يسعى في حرب إخوانه والتنكيل بهم لا يرفع عنه الإثمَ ولا يغسل العارَ دعوتُه لإغاثة من تبقَّى منهم! مَن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه من هذه الأمَّة فليس بمنأى عن عاقبة اليهود، خزيٌ في الحياة، وعذابٌ بعد الممات، ومَن عَقَل ذلك تجنَّب أسبابه.
اعلم أنك مهما غفَلت عن الله فإنه سبحانه ليس بغافلٍ عنك طَرفةَ عين، فاستحضِر اطِّلاعَه عليك، ومراقبته إيَّاك، لتكونَ من المفلحين.
سورة: البقرة - آية: 85  - جزء: 1 - صفحة: 13
﴿۞ وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ ﴾ [البقرة: 92]
هي صورة شنيعةٌ للظلم حين يبلغ مداه؛ أنقذهم الله من العبوديَّة، وأراهم من المعجزات والآيات ما لا يقبل الشكَّ، ثم لم يلبثوا أن كفروا بأنعُمه واتَّخذوا من دونه إلهًا باطلًا.
سورة: البقرة - آية: 92  - جزء: 1 - صفحة: 14
﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96]
أحرَصُ الناس على الدنيا وطول البقاء فيها هم مَن لم يعملوا للآخرة ولم يفكِّروا فيها، ومَن جعل الدنيا همَّه جعل الله فقرَه بين عينيه وفرَّق عليه شمله ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له.
لا تتمنَّ طولَ العمر ما لم يقترن بصلاح العمل، وكن على ما بعد عمرك أحرصَ منك على طول عمرك.
جدِّد إيمانك، واستنهِض همَّتك، وأقدِم على منازلة عدوِّك، وأبشر بالنصر؛ فالذين يعيشون للدنيا أجبنُ من أن يقفوا في وجوه أصحاب العقائد السليمة.
إن الله بصيرٌ بما يعمل العباد، محيطٌ بصغير عملهم وكبيره، ألا فلنحذَر المخالفةَ عن أمره بتذكُّر اطِّلاعه علينا.
سورة: البقرة - آية: 96  - جزء: 1 - صفحة: 15
﴿أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]
صورة معبِّرة تجلو طبيعةَ اليهود وخلائقهم؛ تحسَبُهم في عَدائهم للحقِّ جميعًا وقلوبهم شتَّى، فهم لا يجتمعون على رأي، ولا يثبُتون على عهد، ولا يستمسكون بعُروة.
أهل الكتاب وإن كانوا متفرِّقين فيه فِرَقًا، فالفريق الأكثر منهم هم النابذون لكتاب الله وراء ظهورهم، فإيَّاك واتِّباع سَننهم.
سورة: البقرة - آية: 100  - جزء: 1 - صفحة: 15
﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102]
بئس مَن استبدل بكتاب الله تعالى كتبَ السِّحر والشَّعوذة! وإنَّ مَن أعرض عن الحقِّ اشتغل بالباطل.
لا تُعين الشياطينُ إلا الأشرارَ الذين على شاكلتهم؛ قولًا وفعلًا واعتقادًا، فاحذر أن تحسنَ الظنَّ بساحر، واستعن بالله وحدَه.
كثيرًا ما يروِّج أهل الضلالة والفساد باطلَهم بنسبته إلى بعض الصالحين وهم منه بَراء، فلا تغترَّ بقولهم فإن الحقَّ أبلج، وضياء الشمس لا يُحجَب بغِربال! المَفتونُ لا ينتفع بموعظةٍ ولا نصيحة، فتراه مسارعًا إلى الموبِقات، مبادرًا إلى المنكرات، غيرَ عابئٍ بتحذيرٍ ولا نكير.
دَيدَنُ أهل الباطل في كلِّ زمان ومكان السعيُ إلى نقض الروابط الأسريَّة والاجتماعيَّة، فما أحرانا أن نشدَّها ونُحكِمَها وننبِذَ ما يُخلُّ بها أو ينقضُها! إذا علمتَ أن السِّحر لا يضرُّ إلا بإذن الله، كما أخبر الله، أفلا تستعصِم بشرع الله، لتُحفظَ بإذن الله؟! لا صلةَ للسِّحر بانتظام المعاش ولا المعاد، فأنَّى يكون فيه خيرٌ أو نفع؟! إنه تحذيرٌ بليغ من تعاطيه، ولو لفكِّ سحرٍ آخر؛ فإن الداء لا يكون هو الدواء.
لا يُقدم على السِّحر مَن له أدنى علم، بل إن الجهل خيرٌ من العلم الذي يجرِّئ على تعاطي السِّحر.
سورة: البقرة - آية: 102  - جزء: 1 - صفحة: 16
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [البقرة: 113]
لم ينتفع أهلُ الكتاب بكتابهم، شأنهم شأن المشركين الأمِّيِّين، جحَدوا الحقَّ الذي مع غيرهم تعصُّبًا لحظوظهم، وكأن إقامة صَرحهم لا تكون إلا على أنقاض غيرهم! يحتذي بعض المسلمين حذوَ أهل الكتاب حين تغلي في نفوسهم الحَميَّة؛ فيتعصَّبون لأنفسهم، ويتمكَّن الشيطان من تفريق كلمتهم، فيترامَون بالكفر دون برهان.
مَن أيقن أنه موقوفٌ مع خصمه المخالف له بين يدَي حكمٍ عدلٍ اعتدل في خلافه، ولم يفجُر في خصومته.
سورة: البقرة - آية: 113  - جزء: 1 - صفحة: 18
﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [البقرة: 135]
كلُّ امرِئٍ يمدح منهجه، وكلُّ طائفةٍ تزكِّي مذهبها، غير أن العِبرة بمَن شهد الله ورسوله لأقواله وأفعاله بالهداية والسَّداد.
ملَّة التوحيد واحدة، وإنما نُسبَت الحنيفيَّة إلى إبراهيمَ عليه السلام مع أنها دينُ جميع الرسل؛ لقيامه من أجلها المقامات العظيمة، ولا يرغب عن ملَّته إلا سفيه.
سورة: البقرة - آية: 135  - جزء: 1 - صفحة: 21
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]
ما كلُّ مَن حمل العلمَ زكا به، فكم من عالمٍ كاتم للحقِّ، محرِّف للشرع، خائن لأمانة البلاغ، قد باع دينَه وعلمه بعرَضٍ من الدنيا قليل! هكذا هي النفوسُ الدنيئة؛ تُؤثر القليلَ التافه الماضي، على الكثير الجليل الباقي.
سورة: البقرة - آية: 174  - جزء: 2 - صفحة: 26
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [البقرة: 176]
مهما بذل أهلُ الباطل في التنقيب عن خَلَلٍ في القرآن أو عَيب، فإنهم لن يعودوا إلا بالخيبة والإخفاق، وسيبقَون أبدًا في اختلافٍ وشقاق.
القرآن مشتملٌ على الحقِّ الموجب للاتِّفاق عليه، وعدم الافتراق فيه، وما خالفه أحدٌ إلا كان في البعد من الحقِّ والمنازعة فيه بقدر مخالفته.
سورة: البقرة - آية: 176  - جزء: 2 - صفحة: 26
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [آل عمران: 23]
إنما استحقَّ أهل الكتاب الذمَّ لإعراضهم عن حُكم القرآن الذي جاء مصدِّقًا لكتابهم، ومَن أعرض عن القرآن من هذه الأمَّة فهو أولى منهم في استحقاق الذمِّ.
مَن أُوتيَ حظًّا من العلم فليتمسَّك به، وليُذعن لما فيه من حقٍّ، وما يدعو إليه من صدق، فإن تولَّى وأعرض كان مكذِّبًا بالعلم الذي عَلِمَه، جاحدًا بالحقِّ الذي بَلَغَه.
سورة: آل عمران - آية: 23  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 24]
هيهاتَ أن يجتمعَ في قلبٍ واحد الخوفُ من الآخرة مع الإعراضِ عن الاحتكام إلى كتاب الله وتحكيمه في كلِّ شأنٍ من شؤون الحياة.
في المنتسبين إلى العلم أو الدِّين مَن ينطِق لسانُ حاله أو مقاله بدَعوى الخصوصيَّة؛ اغترارًا بما عنده واتِّباعًا لهواه، فيأبى الخضوعَ للحقِّ، وكم من طائفةٍ هلكت بهذا الداء!
سورة: آل عمران - آية: 24  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 98]
كان الواجبَ عليهم وهم أهلُ الكتاب أن يؤمنوا به وبما يصدِّقه من القرآن، لا أن يُعرضوا عنه ويكفروا به، وكذلك كلُّ مَن أوتيَ العلم فإن الإثم منه أقبح وأشنع.
مَن يعرف أن الله يشهَد عملَه، وأنه ليس بغافلٍ عنه، وأنه قادرٌ على إيقاع العقوبة به، كيف يكفر به ويعمل على الإفساد والتضليل؟!
سورة: آل عمران - آية: 98  - جزء: 4 - صفحة: 62
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَأَنتُمۡ شُهَدَآءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 99]
حين يُصَدُّ الناسُ عن سبيل الله وهو الصِّراط المستقيم، ويُفتَنون عن منهج الله وهو الهديُ القويم، فلن يصحَّ في الأرض ميزان، ولن يستقيمَ سوى دين الله دين! قد أغنى الله المؤمنين عن التلقِّي عن أهل الكتاب والتعويل عليهم، والتبعيَّة لهم، ففي نظُم الإسلام وشرائعه كفايةٌ للصادقين، وأيُّ كفاية!
سورة: آل عمران - آية: 99  - جزء: 4 - صفحة: 62
﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]
فلتُدرك الأمَّة المسلمة هذه الحقيقةَ الناصعة، لتعرفَ قيمتها، وتعلمَ أنها أُخرجت لتكونَ طليعةً للناس، تقودهم للخير، وتنأى بهم عن الشرِّ.
لا بدَّ من الإيمان بالله وحدَه؛ ليوضعَ الميزان الصحيح للقيم، ويظهرَ التعريف الصريح للمعروف والمنكر.
شرط خيريَّة الأمَّة أن تقومَ بهذا الواجب العظيم، فاجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحذر أن تُؤتى الأمَّة من قِبَلك.
حريٌّ بمَن تفضَّل الله عليه بنعمةٍ أن يرعاها، ويقومَ بواجب شُكرها، حتى لا يسلبَها منه، ويستبدلَ به غيرَه.
سورة: آل عمران - آية: 110  - جزء: 4 - صفحة: 64
﴿ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]
لتحذر الأمَّة من الكفر بآيات الله، وترك الاحتكام إليها، والعصيان والعدوان؛ فإنها أسبابٌ لغضب الله، وطريقٌ إلى الهزيمة والهَوان.
الإقدام على المعاصي، والاستهانة بمجاوزة الحدود قد تكون بريدًا إلى الكفر، فلا تزال السيِّئة تستدعي أخواتِها حتى تُوردَ صاحبَها المهالك.
كم من معصيةٍ أحاطت بأمَّةٍ أو مجتمع أو فردٍ حتى ألقَت بهم في مهاوي الرَّدى!
سورة: آل عمران - آية: 112  - جزء: 4 - صفحة: 64
﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 187]
واجبُ أهل العلم تبيينُ ما يحتاج إليه الناس من كتاب ربِّهم، من غير طلبٍ منهم، فإن سُئلوا لم يكتموا عن السائلين أحكامَه ودلالاتِه.
ما أشبهَ كتمانَ العلم النافع عن مستحقِّيه في القبح والوِزر بنبذ كتاب الله تعالى خلفَ الظهر، كيف يمكن ذلك وهو الجديرُ بكلِّ اهتمام، وعظيم التبجيل والاحترام؟! ليست الخيانةُ في المال فحسب، بل منها ما يكون في العلم؛ فإن العلم أمانةٌ استُودِعَها العالم، فإن أدَّاها كان أمينًا، وإن كتمها كان خائنًا.
أيُّ خسارة أعظم من أن يتَّجرَ الإنسان بدينه، وهو أغلى ما يملك، وكيف يبيع أنفسَ ما عنده بأبخس الأثمان؟!
سورة: آل عمران - آية: 187  - جزء: 4 - صفحة: 75
﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 199]
القرآن يعلِّمنا تركَ تعميم الأحكام على الناس الموافقين أو المخالفين، ويُرشدنا إلى سلوك سبيل العدل والإنصاف عند الحكم على الآخرين.
ليس كلُّ أهل الكتاب متَّصفين بنبذ الميثاق وتحريف الكتاب، بل منهم من أسلم وآمن، فكان له مناقبُ جليلةٌ كسلمانَ وابن سَلَام.
تأمَّل لمَّا كان إيمانهم عامًّا حقيقيًّا صار نافعًا، فأحدث لهم خشيةَ الله، وخضوعَهم لجلاله الموجب للانقياد لأوامره ونواهيه.
تفضَّل الله على مَن أسلم من أهل الكتاب، فجعله في طبقة جيله من المسلمين الذين أعدَّ لهم نزُلًا وثوابًا مضاعفًا.
جعل الله تعالى عطاءَ عباده غيرَ متأخِّر عنهم؛ رفقًا بهم ورحمة؛ فإن نفوس العباد مُولَعةٌ بحبِّ العاجل، وتعجيلُ العطاءِ عطاءان.
سورة: آل عمران - آية: 199  - جزء: 4 - صفحة: 76
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يَشۡتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ ﴾ [النساء: 44]
مَن أُعطيَ من الكتاب حظًّا كان جديرًا بأن يستثمرَه في العمل بما فيه، لا أن يستبدلَ به ما يخسر به نفسَه، ويُضيع به نعمةً رزقه الله إيَّاها.
يبذل الضالُّون حياتهم لبِضاعةٍ ما أحقَّهم بالإعراض عنها؛ لرداءتها وفسادها، في حين يرغبون عن هدايةٍ يتنافس فيها المتنافسون! تلك عقولُ السُّفليَّات، لا عقولُ العُلويَّات.
لم يَكفِهم ضلالهم الذي لَهَثُوا وراءه حتى أرادوا إضلالَ غيرهم، فبئسَ الذنبُ فوق الذنب!
سورة: النساء - آية: 44  - جزء: 5 - صفحة: 85
﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِأَعۡدَآئِكُمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّٗا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 45]
مهما أضمر أهلُ الشرِّ للمؤمنين من سوء وكانوا ذوي عَددٍ وعُدد، فإن الله وليُّ عبادِه يهديهم وينصرهم ويتولَّى أمورهم، ومَن كان الله وليَّهُ فمعه القوَّةُ التي لا تُغلَب.
سورة: النساء - آية: 45  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَيۡرَ مُسۡمَعٖ وَرَٰعِنَا لَيَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنٗا فِي ٱلدِّينِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا وَٱسۡمَعۡ وَٱنظُرۡنَا لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَقۡوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [النساء: 46]
اليهود الذين أبعَدوا أُمَّتَهم عن دين ربِّها بتحريفهم إيَّاه، أبعدَهم الله عن رحمته، فإبعادٌ بإبعاد، والجزاءُ من جنس العمل.
انعدام الأدب مع الرسل صفةٌ يهودية؛ فاليهودُ أساؤوا الأدبَ مع نبينا ﷺ في وجهه، وأشباهُهم أساؤوا الأدبَ مع سنَّته؛ إنكارًا لها أو استهزاءً بما جاءت به.
الطعن في النبيِّ الكريم ﷺ تصريحًا أو تعريضًا هو طعنٌ في الدين، موجِبٌ لتنزُّل اللعَنات على ذلك الأفَّاك الأثيم.
السمع والطاعة للحقِّ والتأدُّبُ مع صاحبه هو خيرٌ يسوقه العاقلُ إلى نفسه، فهنيئًا لمَن دار مع الحقِّ كيف دار.
السيِّئات تستنزل العقوبات، وتجيء بالنِّقْمات، فما أسوأَ الكفرَ ذنبًا، وما أشدَّ اللعنَ عقوبة!
سورة: النساء - آية: 46  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلۡنَا مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبۡلِ أَن نَّطۡمِسَ وُجُوهٗا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰٓ أَدۡبَارِهَآ أَوۡ نَلۡعَنَهُمۡ كَمَا لَعَنَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا ﴾ [النساء: 47]
إنما أُنزل الكتاب ليُعملَ به، فمَن طمس حقائقَه وأدبر عنه استحقَّ من الله أشدَّ العقاب، وإن في السبت لتذكيرًا بعقوبةِ الماضين، ولنا في مصيرهم عِبرة.
قدرة الله تعالى شاملة، ومقدوراتُه لا تنحصر، يطمس وجهَ من شاء، ويلعنُ من شاء، لا تخلُّفَ لحُكمه، ولا رادَّ لأمره.
سورة: النساء - آية: 47  - جزء: 5 - صفحة: 86
﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [النساء: 155]
ما أخطرَ عواقبَ المخالفة لشريعة الخالق! إنها حجابٌ كثيفٌ على القلب، فكيف تُطلَب الهدايةُ لهؤلاء الخلق بعدما سدُّوا طريقَها إليهم؟! مكانة الأنبياء عند الله عظيمة، ومنزلتهم عنده رفيعه؛ ولذلك كان التعدِّي عليهم من أعظم الذنوب وأشنعها، ولا يكون التعدِّي عليهم إلا بغير حقٍّ.
من أعظم عقوبات الذنوب الطبعُ على القلوب، فلا يستطيع الحقُّ حينئذٍ النفاذَ إليها والتأثيرَ فيها.
المعاصي تلدُ المعاصي، فإذا تكاثفت على القلب حالت بينه وبين الهُدى، فلا يستهينَنَّ عبدٌ بخطيئة، فمَن قارفَها فليُسارع إلى تكفيرها في مهدها قبل أن تشِبَّ فتلدَ غيرَها.
سورة: النساء - آية: 155  - جزء: 6 - صفحة: 103
﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٖ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13]
نقضُ الميثاق ذنبٌ توعَّد الله عليه لعِظَم جُرمه وسوء أثره، ولأنه خطيئةٌ لا يرتضيها دينٌ قويم، ولا يُقرُّها خُلقٌ مستقيم.
مَن عاش ملتزمًا بفرائض الله فهو في بُحبُوحةٍ من الرحمة لا تفارقه، ما لم يدَعها.
الجرأة على الوحيَين بتحريف مبانيهما، أو لَيِّ معانيهما، مظهرٌ من مظاهر قسوة القلب.
قد يكون نسيانُ بعضِ العلم عقوبةً على معصيةٍ ارتُكِبت، فمَن أراد أن يحفظَ عِلمه فليحفظ ربَّه، بفعل ما أمر وترك ما نهى.
لا تأمن خيانةَ مَن لم يكن أمينًا مع ربِّه؛ فما الذي يردعُه عن خيانة عهود خَلقه؟! طبع اللؤم غالبٌ على صاحبه، وإن اليهود أهلُ خيانةٍ يتوارثونها كابرًا عن كابر، يأخذها الآخِرُ عن الغابر، وفي هذه الحقيقة تنبيهٌ لأهل الإسلام ألا ينخدعوا بهم.
الإسلام يدعو المسلمَ إلى العفو إذا ما انتصر، وإلى الصَّفح إذا ما عَلا وظَفِر، وعند الاقتدار يحسُن عفوُ الأخيار، فإذا ملكتَ فأسجِح، وإذا قدَرتَ فسامِح.
إذا انتصر المسلمُ على عدوِّه فعفا عنه فقد يهتدي للحقِّ بعفوه، ما لم يَهتدِ إليه بسيفه؛ فإن بريقَ العفو قد يُضيء القلوبَ أكثرَ من بريق السيف.
سورة: المائدة - آية: 13  - جزء: 6 - صفحة: 109
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ﴾ [المائدة: 15]
تخلِّي الإنسان عمَّا يأمر به لقبُه الحسَن أو وصفُه الجميل وصمةٌ تَشِينُه؛ فأهل الكتاب ما كان أحراهم بالعمل به، ومراعاةِ أحكامه، والقيام بما فيه حقَّ القيام! لا ينقطع وهَجُ دين الله جلَّ جلاله، ولا أنوارُ بيانه، فإن أظلمَت غفلةُ العباد ومعاصيهم بعضَ آفاقه قيَّض اللهُ للناس مَن يعيد إلى تلك الآفاقِ ضياءها وسَناءها.
كتمان الحقِّ صفةُ ذمٍّ في أهل الكتاب، فمَن كتم العلمَ من العلماء عمَّن يستحقُّه ففيه شَبهٌ باليهود والنصارى، وقد أُمرنا بمخالفتهما.
إبداء ضلالاتِ الكافرين والمنافقين وإعلانُها ينبغي أن تُراعى فيه الحكمةُ والتبصُّر في المآلات، فإن أغنى القليلُ عن الكثير فقد تمَّ به البيان.
نور الهداية بالقرآن وبإرسال خاتَم الرسُل فضلٌ من الله تعالى، فما أعظمَه من نورٍ عمَّ الثقَلَين، وملأ الخافقَين! نور القرآن نورٌ خالد لا يحتجب، وضياءٌ ساطع لا يأفُل، فكم أنار اللهُ به من بصائرَ فمازَت به طريقَ الحقِّ من طريق الباطل!
سورة: المائدة - آية: 15  - جزء: 6 - صفحة: 110
﴿يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [المائدة: 16]
القرآن كتابُ هداية، وسبيلُ سلامةٍ من العذاب، ولكنَّ ذلك لا يكون إلا لمَن سلك دربَ رضوان الله بالإيمان والعمل الصالح.
في اتِّباع الوحي سلامٌ مع الحياة والكون، سلامٌ لا تجده البشريةُ إلا في هذا الدين ومجتمعه القائم على عقيدته وشريعته.
مَن سلك سبيلَ الشريعة سلوكًا صحيحًا فقد سلِم سلامةً مطلقة في عقيدته وحياته وجزائه؛ لأن هذا المسلكَ سيؤدِّي به إلى دار السلام التي يدعو اللهُ تعالى إليها.
الجاهلية بحرٌ من الظلمات المتراكمة، فيها تتلاطم أمواجُ الشبُهات والشهَوات، والأساطير والخُرافات، والحَيرة ورديءِ التصوُّرات.
كانت رسالة نبيِّنا ﷺ سفينةَ النجاة التي أنقذت العالمَ الغارقَ في أوحال الجاهلية، فمَن استمرَّ عليها إلى شاطئ الآخرة ربحَ السلامةَ الدائمة.
يُنجي اللهُ من المهالك، ويوضحُ أبينَ المسالك، وينفي الضلالة، ويُرشد إلى أقوم حالة، فمَن رغِبَ في هذه العَطايا الجزيلة فليطلبها في القرآن العظيم، وسُنَّةِ النبيِّ الكريم ﷺ.
سورة: المائدة - آية: 16  - جزء: 6 - صفحة: 110
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]
محبة الله للعبد منزلة عظيمة رفيعة، لا تكون إلا لمن صدق في محبَّته له وبرهن على ذلك بطاعته واتباع رسُله؛ فكيف يدعيها من لا إيمان له ولا طاعة؟! ما أسهلَ الدعوى وأصعبَ البرهان! الحبيب لا يعذِّب محبوبَه إلا إذا استحقَّ تعذيبَه؛ بامتناعه عن القيام إلى ما يحبُّ، وإسراعه الخُطا إلى ما يكره.
كلُّ البشر عند الله في الخَلق سواء، لا يتفاضلون بصُورهم ولا أوطانهم ولا أعراقهم، فلا يدَّعيَنَّ أحدٌ محبَّةَ الله له لسببٍ من تلك الأسباب، فلا تفاضلَ عنده إلا بالتقوى.
لا ينال الغفرانَ مستحقُّوه، ولا العذابَ أهلُه، إلا بمشيئة الله وبأسبابهما، فاعمل بأسباب رضاه تنَل غُفرانَه.
كل الخلق صائرون إلى خالقهم؛ مَن أقبل منهم عليه ومَن أدبر عنه، ولكن ما أجملَ حروفَ (إلى الله المصير) في آذان المُقبِلين، وما أشدَّ وقعَها على مسامع المُدبِرين!
سورة: المائدة - آية: 18  - جزء: 6 - صفحة: 111
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 41]
على داعي الحقِّ أن يحرِصَ على تبليغه، ولا يحزنَ على مَن لم يستجب له، فما عليه سوى التبليغ، أما الاستجابةُ فبيد الله وحدَه.
أهل الزيغ والضلال لا يسارعون إلى الكفر؛ بل هم متوغِّلون فيه ومتلبِّسون به، ويتنافسون في الهبوط إلى درَكاته حتى يبلغوا قَعرَه.
أقوال اللسان لا تعبِّر دائمًا عما في الفؤاد مما عليه مدارُ الأحكام، فإن الإيمان لا يكون حقًّا إلا إذا أقرَّ به الجَنان، وصدَّقته الأعمال.
مَن استطاب رَضاعَ الباطل عسُر فِطامُه، فإن جاءه الحقُّ ردَّه أو حرَّفه عن مواضعه؛ لأنه لم يذُق لَذاته، ولا وجد فيه قضاءَ شهواته.
لما كانت الألفاظ إنما تُراد لمعانٍ معلومة، كان تحريفُها بتأويل معانيها على غير مُراد الله منها صِنوَ تحريفها بتغيير ألفاظها التي أُنزلت عليها.
خطر المحرِّفين للنصوص أشدُّ من خطر مكذِّبيها؛ لأن المكذِّب واضحُ الضلال، أما المحرِّفُ فقد كسا ضلالَه بلباس حقٍّ لكي يُقبَل.
حين يغلِب ظلامُ الهوى نورَ البصيرة يصبح الحقُّ هو ما وافق الهوى، والباطلُ ما خالفه.
كيف لك أن تهديَ مَن لا يقبلُ من الحقِّ إلا ما يعجبُه، ولا يجلس إلا حيثُ يسمع ما يوافق هواه، فإن كان الحقُّ يخالفه كان أبعدَ الناس عنه؟! عنوان طهارة القلب إقبالُه على كلام الشرع إقبالَ الظامئ على مَورِد الماء الزُّلال، وإصغاؤه لحديثه بكلِّ توقير وإجلال.
سورة: المائدة - آية: 41  - جزء: 6 - صفحة: 114
﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيۡهِ شُهَدَآءَۚ فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]
كيف للدين أن ينفعَ أهله وهم لا يُقيمونه في حياتهم، ولا يستَشفون بأشفيته؟ وكيف له أن يضيءَ لهم وهم لا يحملون مشاعلَه، ولا يقتبسون من أنواره؟! ليس يصلُح للحكم بين الناس إلا مَن كان من العلماء العاملين الألِباء، أتباع الرسُل والأنبياء، لا أصحاب القوانين ومبتدَع الآراء.
إذا أردتَ معرفةَ الإمام الربانيِّ فاعلم أنه العالمُ بكتاب الله جلَّ في علاه، العاملُ بأحكامه ومقتضاه، القائمُ بحقوقه والواقفُ عند حدوده.
احفظ كتابَ الله في صدرك فلا تنسَه، واحفظ قدرَه في نفسك فلا تَحِد عنه، وجمِّل منطقَك بتلاوته، وجوارحَك بالعمل بما فيه، ولا تتركه فتُترَك، ولا تضيِّعه فتَضيع.
الحكم بما أنزل الله لا يواجهه أكثرُ الناس بالرضا والقَبول، بل بالإعراض أو الرفض، فعلى أهله الحاكمين به أن يستعدُّوا للمواجهة بالثبات والصبر، وألا يخافوا الناسَ، بل ربَّ الناس.
مَثَلُ مَن يبذل دينَه مقابل عرَضٍ من الدنيا كمَثَل تاجرٍ يسعى لامتلاك البَضاعة الخسيسة بالأموال النفيسة، فيبيعُ الثمينَ ويَحوزُ المَهين.
مَن أراد أن يعرفَ ما لصلاح الأمة عند الله من أهمية فلينظر إلى شدة وعيدِ مَن لم يحكم فيها بما أنزله لسعادتها العاجلة والآجلة.
سورة: المائدة - آية: 44  - جزء: 6 - صفحة: 115
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]
لا ينبغي لأهلِ الإيمان أن يقرِّبوا اليهودَ والنصارى، فيُصافُوهم وينصروهم، فإنَّ هذا العدوَّ لا يُقرَّبُ وقد أبعده الله، ولا يُحَبُّ وقد أبغضه الله.
لو اطَّلعتَ على نفوس اليهود والنصارى لعلمتَ ما بينهم من الكراهية والافتراق، لكنَّهم في مواجهة المسلمين أهلُ محبَّة واتِّفاق.
المؤمن لا يمنح ولاءه لليهود والنصارى، ويبقى في قلبه إيمانُه؛ فهل يجتمع عذبٌ زُلال وسمٌّ زُعافٌ في إناء واحد؟ مَن يوالي أعداءَ المؤمنين الذين نصَبوا لهم الحربَ، وينصرهم أو يستنصر بهم فهو ظالمٌ بوضعه الوَلايةَ في غير موضعها.
من عقوبات موالاة الكافرين حرمانُ هداية ربِّ العالمين، فما أقربَ المُواليَ لهم من الغَواية! وما أبعدَه من الهداية!
سورة: المائدة - آية: 51  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55]
يا مَن اتخذتَ اللهَ ورسولَه وليَّين، أيليقُ بك أن تُواليَ مَن عادى ربَّك ورسولَك وإخوانَك؟ ليس الإيمانُ مجرَّدَ عنوان، ولا كلمةً تُردَّد في اللسان، بل هو اعتقادٌ وعمل يوجب نصرةَ أهله، ومناوأةَ أعدائه.
أعمـالُ الإيمــان تحتـاج إلى إخــــلاصٍ وخضوع، فليس من الإيمان عُجبُ المرء بطاعته وامتثاله.
سورة: المائدة - آية: 55  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [المائدة: 57]
لا يوالي المستهزئين بدين الله أحدٌ خالطَت بَشاشةُ الإيمان شَغافَ قلبه؛ لأنه لا يجتمع في قلب إنسانٍ إيمانٌ بالله وموالاةٌ لأعدائه.
التقوى وقايةٌ من موالاة المستهزئين بالدين، فمَن كان من المتَّقين، كان لهم من المعادين.
سورة: المائدة - آية: 57  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادٗاۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]
الشغَف بالحياة الدنيا يولِّد في الطبع البخلَ والجشع، والحرصَ والطمع، ولليهود في ذلك القِدحُ المُعلَّى، والحظُّ الأوفى، ولقد كانوا من أغنى الناس؛ لكن غُلَّت أيديهم عن البذل.
سبحان ربِّنا من إلهٍ كريم، يجود على عباده بما لا يُحصى، ويتفضَّل عليهم بما لا يُعدُّ، فمَن ذا الذي يستطيع حصرَ ما أعطى، أو إحصاءَ ما أولى؟! إنفاق اللهِ تابعٌ لمشيئته المبنيَّةِ على حكمته، فمتى شاء أعطى، ومتى شاء منع، فله الفضلُ في العطاء، والحكمةُ في المنع.
النفوس التي مَرَدت على العصيان، وطُبعَت على الخبث والطغيان، لا يزيدها الوحيُ إلا شرًّا إلى شرِّها، ومرضًا إلى مرضها.
ببُغض أهل الكتاب للمؤمنين عُوقبوا بزرع الكراهية المتأصِّلة فيما بينهم، ولولا المصالحُ الدنيوية التي تجمعهم، وعداوتُهم المشتركة للمسلمين لطالت حربُهم، وامتدَّ اقتتالهم.
لو استطاع اليهود القضاءَ على المسلمين لفعلوا، غير أنهم يجتهدون في مشاريع الإفساد اجتهادَ الساعي، لا تريُّثَ الماشي، ولكنَّ الله مطفئٌ نارَ كلِّ حربٍ أضرموها، ومصلحٌ ما أفسدوه.
سورة: المائدة - آية: 64  - جزء: 6 - صفحة: 118
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَسۡتُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۖ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 68]
التديُّن الصحيحُ هو القائم على الانقياد لنصوص الدين والعملِ بها، وبيانِها بلا مداهنةٍ ولا مصانعة، وإلا فهو دعوى بلا فحوى.
التسليم الكاملُ لنصوص الحقِّ يقتضي الاستجابةَ لها وإن خالفتِ الآراء، ولم تحقِّق مطالبَ الأهواء، فالحسد والبغيُ إن وقفا عائقَين عن قَبول الحقيقةِ فقد دلَّا على أن تديُّن صاحبهما مَظهَر لا مَخبَر.
مَن أعرضَ عن الهدى وقد جاءه، وحارب داعيَه وناوأه، فليس حقيقًا بالحزن عليه، والأسفِ على سوء المصير الذي يؤول إليه.
سورة: المائدة - آية: 68  - جزء: 6 - صفحة: 119
﴿لَقَدۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ رُسُلٗاۖ كُلَّمَا جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70]
من أشدِّ الناس غدرًا وخيانة قومٌ أخذ اللهُ عليهم الميثاقَ وأرسل إليهم الرسُلَ رحمةً بهم، فكذَّبوهم وقتلوهم.
أيُّ قلوبٍ يحملها هؤلاء وهذا صنيعُهم بميثاق الله وأنبيائه؟!
سورة: المائدة - آية: 70  - جزء: 6 - صفحة: 119
﴿وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ ﴾ [المائدة: 71]
لا يأمننَّ أحدٌ مكرَ الله تعالى إذا هو عصاه، كما فعلت يهود، فيوشك أن ينزلَ به عقابُه وهو غافلٌ معرِض.
أيتمادى في فنون الغَيِّ والفساد مَن استبانَ له المنهجُ القويم؟! إنه لا يخالفه إلا فاقدُ البصيرة، الذي يأنفُ من استماع صوت الحقِّ والنظر إلى براهينه.
سبحان مَن حَلُم على عبده وهو يعصيه، وأمهلَه وهو قادرٌ على عقابه! فيا ليت الجانيَ على نفسه بخطيئته يستثمر فرصةَ الإمهال، في عَقد التوبة وإصلاح الأعمال.
سورة: المائدة - آية: 71  - جزء: 6 - صفحة: 120
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77]
نهى القرآنُ عن الغلوِّ في الدين؛ لأنه الآفةُ التي رُفع بسببها نبيُّ الله عيسى وأمُّه الصدِّيقةُ إلى منزلة الربِّ العظيم، وابتُدِعَ من المحدثات ما لم يشرعه العليمُ الحكيم.
سورة: المائدة - آية: 77  - جزء: 6 - صفحة: 120
﴿۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82]
ما أشدَّ عداوةَ اليهود والمشركين للمؤمنين! كِلا الفريقين اجتمعا على الكفر، والانهماكِ في الهوى، والإمعان في التمرُّد، والاستعصاء على الأنبياء.
إن مَن انحرف عن جهلٍ وضلال مع إرادةٍ للحقِّ وتتبُّع لسُبله، لهو أقربُ إلى مُوادة المؤمنين ممَّن انحرف عنه كِبرًا وحسدًا.
سورة: المائدة - آية: 82  - جزء: 7 - صفحة: 121
﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ﴾ [المائدة: 116]
ما كان عيسى عليه السلام ليأمرَ قومَه بغير ما أمرَه الله به، فما حصل من قولٍ باطل فهو ممَّن زعموا أنهم على دينه، وهو منهم بَراء.
يا طاهرَ العِرض ويا عليَّ المقام، إذا رُميتَ بأوابد الزور والبهتان، فهوِّن عليك، فقد رُميَ بالبَهت مَن هو خيرٌ منك، واتُّهِمَ مَن هو أعلى مقامًا من مقامك.
حين يبلغ التوحيدُ في القلب غايةً عُليا يُصبح همُّ صاحبه تنزيهَ الله عمَّا لا يليق به، فيقدِّمه على تنزيه نفسه وتبرئةِ ساحتها.
إنها لَعظيمةٌ من العظائم تقعُ على النفس يوم يُنسَب لبريءٍ ما ليس منه، فكيف برسولٍ يدعو إلى التوحيد يُفترى عليه ما يناقض التوحيد؟! إن لم يكن للرسُل حقٌّ في الأُلوهيَّة فإن مَن دونَهم من باب أولى؛ فلا أحدَ يستحقُّ أن يكونَ إلهًا يُعبد من دون الله عزَّ وجلَّ.
إنه الأدبُ الجمـيل في حضـرة الربِّ الجليـل، وغـايةُ الخضـوعِ والتواضع، وحسنُ تفويضِ الأمور بالكليَّة إلى الحقِّ جلَّ جلاله.
سورة: المائدة - آية: 116  - جزء: 7 - صفحة: 127
﴿وَمِن قَوۡمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 159]
الإنصاف هو ميزانُ العدل في الحكم على الآخرين، فبعدَ أن ذكرَ اللهُ المفتونين من قوم موسى ذكرَ المهتدين منهم، مُثنِيًا عليهم.
سورة: الأعراف - آية: 159  - جزء: 9 - صفحة: 170
﴿وَإِذۡ قِيلَ لَهُمُ ٱسۡكُنُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ وَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ وَقُولُواْ حِطَّةٞ وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطِيٓـَٰٔتِكُمۡۚ سَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 161]
سبحانَ مَن لا تُحصى نِعمُه، ولا تُعدُّ فضائلُه، مع يسير ما يطلبُه، وعظيم ما يُثيبُه! السجود عنوانٌ لكمال الطاعة والخضوع لله، والعملِ بشرائعه وأحكامه، ولهذا كان من أسباب مغفرة السيِّئات ورفع الدرجات.
مَن أراد أن يُضاعَفَ أجرُه ويزدادَ خيرُه، فليكن محسنًا في عبادة الله، وإلى عباد الله.
سورة: الأعراف - آية: 161  - جزء: 9 - صفحة: 171
﴿سَآءَ مَثَلًا ٱلۡقَوۡمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَأَنفُسَهُمۡ كَانُواْ يَظۡلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 177]
الكلب في أقبح حالاته مثَلٌ ضربه اللهُ لمَن دفعَه إيثارُ الدنيا إلى التكذيب.
لا يضرُّ دينَ الله مَن تركه، ولا مَن حارب أولياءَه، وناصر أعداءه، بل لا يضرُّ إلا نفسَه.
سورة: الأعراف - آية: 177  - جزء: 9 - صفحة: 173
﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [النحل: 118]
قد يُحرَم العبدُ النِّعمَ بسبب ظلمه، فكم حُرِمت أمَّةٌ نِعمَ ربها بسبب ظلمها في عصور انحطاطها.
مَن تأمَّلَ وجدَ أكبرَ مَغبَّةِ الظلم تعودُ على الظالم نفسِه، ومن عرَف ذلك ارعَوى عن ظلمه، واستقام على صراط ربِّه.
كم يحرمُ العاصي نفسَه من الطيِّبات، بارتكابه بعضَ الخطيئات، ولو كان منع نفسَه عنها لوجدَ من اللذَّة في الطاعة ما لا يجده في المعصية.
سورة: النحل - آية: 118  - جزء: 14 - صفحة: 280
﴿وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 2]
شريعة موسى وشريعة محمَّد عليهما الصلاة والسلام أكملُ الشرائع، وكتاباهما أفضلُ الكتب، وأتباعهما أكثرُ المؤمنين؛ ولهذا يقرِن الله بينهما كثيرًا.
وسيلة الهدى لا تصل إلى هداية المدعوِّ إلا بجعلِ الله ذلك فيها، فالهدايةُ هداية الله.
لمَّا اشتملت التوراة قبل تحريفها على تحقيق التوحيد، بأن لا يتوكَّل العبدُ إلا على الله تعالى، ولا يعوِّل إلا عليه؛ كانت هدًى ونورًا.
سورة: الإسراء - آية: 2  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا ﴾ [الإسراء: 3]
مَن عرَف اللهَ تعالى، فشكر له نِعمَه، واستعملها في مَرضاته، نجَّاه ببركة شكره، وأحاطه برحمته.
سورة: الإسراء - آية: 3  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 4]
صدَّق التاريخ ما أنزله اللهُ على نبيِّه موسى عليه السلام، ولن يكذِّبَ أحدٌ ما أنزله الله على رسُله إلا أهلكه، مهما طال إمهالُه.
الفساد والاستعلاء يقترن ذكرُهما كثيرًا في القرآن؛ لأنه كثيرًا ما يقترنان في الواقع فينتجان مُرَّ الثمار .
إن في مصارع الأمم وفُشُوِّ الفساد فيها، ما يجعل للعاقل فيها معتبَرا، وعن سلوك طريق الفساد مُزدَجَرا.
من سنَّة الله في خلقه أن عاقبة الفساد والعصيان، العقوبةُ والخسران، فمَن رام سعادةَ الدارَين فعليه بالصلاح والاتِّباع.
سورة: الإسراء - آية: 4  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ﴾ [الإسراء: 5]
أيُّ أمَّةٍ أرادت تحصينَ نفسها من غارات المغيرين، ونهب الناهبين، فلتستقِم على شريعة ربِّ العالمين، ولتحكُم بالأمانة والعدل بين المحكومين.
مَن تأمَّل في تاريخ مَن غبَر، وقرأ واقعَ من حضر، رأى أن الله قد ينتقم من الظالم بظالم آخَر.
سبحان القادرِ الذي إذا أوعد وأراد حصولَ ما توعَّد، لا يرُدُّ قضاءه رادّ، ولا يصدُّه عما يشاء صادّ!
سورة: الإسراء - آية: 5  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 8]
كم من محنةٍ خرج من رحمها مِنحة، فمَن اعتبر بالبلاء واتَّعظ، فتابَ وأناب، كان البلاءُ له رحمةً وخيرًا.
الإفساد طريقُ العقوبات، فمن عاد إلى إفساده عاد اللهُ إلى عقوبته، فهل من معتبر؟ ليس عذابُ الدنيا خاتمةَ المطاف للمفسدين غيرِ التائبين، فهنالك نارٌ تنتظرهم فتحصُرهم، فلا يُفلِت منها أحد.
سورة: الإسراء - آية: 8  - جزء: 15 - صفحة: 283
﴿۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [المجادلة: 14]
محبَّة الله تقتضي محبَّةَ أوليائِه، وبغضَ خصومه وأعدائِه، ومن أعجَب العَجَب أن يدَّعيَ عبدٌ محبَّةَ الله ثم يواليَ مَن غضب الله عليه.
أشدُّ الناس حُمقًا مَن استدبر أهلَ ملَّتِه، وأقبل على أعداء دينه وأمَّتِه، فلم يحظَ برضاهم، وباء بسخَط من الله وغضب! أعمالُ القلوب من أعظم الأعمال، ولذا كانت موالاةُ أعداء الله من شرِّ ما يوجب غضبَ الله والعذابَ الأليم.
سورة: المجادلة - آية: 14  - جزء: 28 - صفحة: 544
﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]
إذا ما غفَلَ القلب عن ذكر الله حتَّى نسيَه، فسَدَ وماتَ وتمحَّضَ للشرِّ الخالص.
فلنحيِ قلوبنا بدوام الذِّكر والشُّكر.
مَن استغنى عن ربِّه وأطاع شيطانه وهواه، استغنى الله عنه وحرمَه من أعظم نِعَمه؛ نعمة الطاعة والذِّكر، وصلاح القلب والفِكر.
أدركَ الشيطانُ بخُبثه أن من أعظم الخِذلان، غفلةَ العبد وطولَ النسيان، فأنسى أتباعَه ذكرَ الله، فهاموا في متاهات الحرمان.
أول ما يصيب الإنسانَ من قيود الشيطان، تقييدُ لسانه عن الذِّكر والشُّكران، فإذا ما قُيِّد اللسان استسلم الجَنان، وتبعته سائر الأركان.
هما حزبان ورايتان؛ فإمَّا أن تكونَ من حزب الله وتمضي تحت رايته، وإمَّا أن تكونَ من حزب الشيطان وتنقادَ لرايته، فاختَر لنفسك.
سورة: المجادلة - آية: 19  - جزء: 28 - صفحة: 544


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


الإعراض عن الجاهلين الإشارة إلى الكيمياء فتنة الثروة الولاء والبراء رب آبائكم الأولين سنّ التكليف والبلوغ آجال الأمم محاججة المنكرين والجاحدين الجبن العفو عن الناس


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب