قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن عاد (قوم هود) في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]
صلاح الأرض مرتهَن بتوحيد الله وطاعة رسوله، وكلُّ شرٍّ بمخالفته، أو مخالفةِ رسوله. ما أسوأَ الإفسادَ بعد الإصلاح، وما أقبحَ أن يصيرَ الإنسانُ من المفسدين الذين يطمِسون عملَ المصلحين! العقاب يقتضي الخوف، والثواب يقتضي الطمع، وتلك مقاماتُ المحسنين، وما أقربَهم من رحمةِ أرحم الراحمين! المحسن بعمله يحسن اللهُ إليه برحمته؛ يقرِّبُ منه مطلوبَه، ويُنيله مرغوبَه، ويدفع مرهوبَه. يا مَن ترجو رحمةَ الله الرحيم الرحمن، اصعَد إليها على سُلَّم الإحسان، فكلَّما زدتَّ في إحسانك أفضلَ عليك من رحمته التي تُغنيك. |
﴿فَأَنجَيۡنَٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَقَطَعۡنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ وَمَا كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 72]
المصلحون موعودون بالنجاة والغلَبة مهما طالت أزمنةُ الشدَّة عليهم؛ رحمةً من الله بهم، ومكافأةً منه لهم على جهادهم للباطل وصبرهم عليه. حين يسمع المؤمنُ أن النجاةَ للمؤمنين المصلحين، وأن الهلاك خاصٌّ بالمكذِّبين المفسدين، تزدادُ رغبتُه في الإيمان والإصلاح، فهما سببُ النجاة والفلاح. إذا جاء عذابُ الله بالإهلاك لمَن يريده لم ينجُ منهم أحد، أمَّا ملوكُ الدنيا فيَعجِزون عن الاستقصاء في الطلب، فيُفلت منهم الهاربون، ويغيب عن علمهم آخرون. التكذيب والإشراكُ سببان لقطع الدَّابر والهلاك، فلو كان القوم مؤمنين موحِّدين لكانوا في عِداد الناجين الفائزين. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70]
حين لا يفكِّرُ ذوو القوَّة بمَصارع الأقوياء قبلهم، تجري عليهم السُّننُ الإلهيَّة على حين غِرَّة، فيُؤخَذون وهم في نَعمائهم يتقلَّبون. لا تنفعُ عِظاتُ الماضي إلا مَن تتفتَّحُ بصائرُهم لإدراك سنَّة الله التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل، ولا تُحابي أحدًا من الناس. القوَّة إذا لم تُقَد بالهداية توجَّهت إلى مُراد بطشها عمياءَ؛ لا ترى عِبرَ الماضي، ولا تفكِّر في فواجع المستقبل العادل. أرأيتَ شدَّةَ مَصارع الأمم؟ أما لو نظرتَ إلى قبيح أفعالهم وشدَّةِ عنادهم لربِّهم لعلمتَ أنهم هم الذين جنَوا على أنفسهم، وأنهم أهلٌ لما حلَّ بهم. |
﴿وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ ﴾ [هود: 50]
تذكير الداعي لقومه بالأواصر التي تجمعُهم تجعلهم في طُمَأنينة، فتُقبِل نفوسُهم عليه؛ وإن الرائد لا يَكذِبُ أهلَه، والناصحَ الأمين لا يغُشُّ قومَه. فليكُن التوحيدُ أساسَ الدعوة إلى الله تعالى؛ فبه تُحرَّكُ القلوبُ، وتُقنَعُ العقولُ، ويُعملُ بمقتضاه في الحياة. لا مفتريَ أعظمُ ممَّن زعم أن مع الله إلهًا آخرَ يستحقُّ العبادةَ معه؛ فإنه بذلك يكذِّب الفِطرةَ والعقلَ والشرع. |
﴿وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادٗا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّعَادٖ قَوۡمِ هُودٖ ﴾ [هود: 60]
ما كان أقربَهم إلى الله تعالى وإلى كلِّ خيرٍ لهم لو استجابوا لرسولهم! ولكنهم طُرِدوا عن كلِّ خير بتكذيبهم له. |
﴿وَيَٰقَوۡمِ لَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شِقَاقِيٓ أَن يُصِيبَكُم مِّثۡلُ مَآ أَصَابَ قَوۡمَ نُوحٍ أَوۡ قَوۡمَ هُودٍ أَوۡ قَوۡمَ صَٰلِحٖۚ وَمَا قَوۡمُ لُوطٖ مِّنكُم بِبَعِيدٖ ﴾ [هود: 89]
أيُّ عاقلٍ يَرفضُ أمرًا لا تَصلُح حياتُه إلا به، بسبب أنه كارهٌ لمن يَعرِضُه عليه؟! كم في تاريخ الأمم من عِبر وعظات، ترغِّب في الطاعات، وترهِّب من السيِّئات، وطوبى لمَن اعتبرَ بغيره. العِبرةُ من الأحداث القريبة أكثرُ وقعًا في النفس من الأحداث البعيدة. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ ﴾ [إبراهيم: 9]
لا تستغرب كفرَ الكافرين، وتغيُّظَهم من هذا الدين؛ فلقد مرَّ في الأزمان السابقة رسلٌ كثيرون لَقُوا من أقوامهم الغيظَ الشديد، والكفرَ الصريح. الشكوك قد تكون لمرضِ صاحبها وعِناده، لا لضَعف الأدلَّة المعروضة عليه؛ فقد جاء الرسُل أقوامَهم بلسانهم الذي يعرفون، وأتَوهم بالبيِّنات التي لا ينكرها عاقلٌ منصف. |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَعَادٞ وَثَمُودُ ﴾ [الحج: 42]
يسلِّي اللهُ تعالى نبيَّه وصفيَّه الكريم ﷺ، ويصبِّره على ما يقاسيه من فنون البلاء العظيم، كذلك هو تسلية لمَن جاء من بعده وسار على نهجه. مع كلِّ ما أُوتيه موسى عليه السلام من الآيات البيِّنات، والدلائل الباهرات، فقد كذَّبه قومه، ورمَوه بالسحر والافتراءات. إذا رأيتَ عُداةَ الحقِّ وشدَّة تكذيبهم ومحاربتهم له، فلا تَقصُر نظرك على مشهد الحال، ولكن انظر إلى أفق المستقبل؛ فإن العاقبة الوخيمة تنتظرهم، والعقوبة المخزية هي نهايتهم. لقد كان إنكارُ الله على الكافرين عظيما، وعذابه لهم عذابًا أليما، فهل من معتبِر في الآخرين، بما جرى للمكذِّبين السالفين؟ |
﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَأَصۡحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونَۢا بَيۡنَ ذَٰلِكَ كَثِيرٗا ﴾ [الفرقان: 38]
ما أكثر مَن كذَّب الرسل من أصحاب القرون الأولى! فأين المعتبرون بهلاكهم ممن جاء بعدهم؟! |
﴿وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا ﴾ [الفرقان: 39]
يا شقاءَ المكذِّبين للحقِّ بعد أن رأوا براهينَه وعلِموه حتى استبان لهم صدقُه! فعاقبتهم ستكون وخيمة، وعقوبتهم ستصير أليمة. |
﴿كَذَّبَتۡ عَادٌ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 123]
لم تتَّعظ عادٌ بما جرى لقوم نوح المكذِّبين من العذاب، فسلكت طريقَهم، لتلقى في النهاية مصيرَهم، ومَن لم يعتبر بغيره صار عبرةً لغيره. |
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 140]
مَن عاند رسالات الله كان ربه له بالمرصاد قاهرًا مذلًّا، ومَن آمن به فإن الله غفور له، رحيم به، يتولاه ويحفظه. |
﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 38]
تلك مساكنُ القوم عادٍ وثمودَ بعدما أصابهم العذاب ينطِق صمتها بالموعظة، ويرسُم خواؤها العِبرةَ وهي دارسةٌ بعد فناء أهلها. لا عذرَ لأمَّةٍ إن سلكت سبيل الغَيِّ والضلال، بعد أن حذَّرتها رسُل الله وأنذرتها، وأوضحت لها مَحجَّة سلامتها وحسن عاقبتها. قد يكون للرجل عقلٌ ينتفع به، وبين يديه دلائل هدًى ترشده، ولكن الشيطان يأتيه فيستهويه، ويجعله يغترُّ بعمله وماله، وقوته ومتاعه، حتى يَضِل ويَهلِك. |
﴿كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ ذُو ٱلۡأَوۡتَادِ ﴾ [ص: 12]
حاشا أن يكونَ تَكرار قِصص النبيِّين وعاقبة أقوامهم المكذِّبين ضربًا من العبَث، ولكنَّه تكرارٌ مقصود مُعتبَر، مَن تدبَّره استخلص منه أبلغ المواعظ والعِبَر. في الذاهبين الأوَّلين من القرون لنا بصائر، فهذه الأمم من قبلُ اجتمعت أحزابًا للصدِّ عن الحقِّ ومناوأة أهله، فمحقَها الله مَحقًا وأبادها إبادة، وإنها لسُنَّة ماضية إلى قيام الساعة. |
﴿مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعِبَادِ ﴾ [غافر: 31]
الداعية الأمين يُظهر خوفَه على مدعوِّيه من نزول العقوبات عليهم إن بقُوا على الخطيئة؛ فلعلَّ مَن يرى شفقته وحرصَه يستجيب للحق. الهلاك سُنَّة ماضية مستمرَّة لأهل التكذيب، ومَن لم يعتبر بهلاك المكذِّبين قبله جعله الله عِبرةً لمَن بعده. عقوبة الله عدلٌ للمعاقَبين ولمَن يأتي بعدهم، فإنما يأخذ الله المفسدين بذنوبهم؛ جزاءً وِفاقًا. |
﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13]
إنما ذكر الله عزَّ وجلَّ عادًا وثمودَ دون غيرهما من الأمم المُهلَكة لعلم قريشٍ بهما، فيكون ذلك أبلغَ في التذكير، وأدعى لاجتناب سوء المصير. |
﴿إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ ﴾ [فصلت: 14]
من فضل الله على الخلق أن الرسُلَ عليهم الصلاة والسلام لم تنقطع قبل محمَّد ﷺ، بل تتابعت من قبل هؤلاء الأقوام المهلَكين ومن بعدهم، وكلُّ رسولٍ منهم يدعو إلى توحيد الله، فويل لمَن أشرك بعد ذلك كلِّه. سَمتُ المستكبرين اللَّجاج، وعادتهم العناد، ولو أرادوا الحقَّ لطلبوه، ولو صدقوا ما ضيَّعوه، فإنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع. |
﴿فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ ﴾ [فصلت: 15]
ويلٌ لمَن نازع اللهَ في صفات عظمته وجلاله، وقد قال سبحانه على لسان رسوله ﷺ: «العظمةُ إزاري، والكبرياء ردائي، فمَن نازعَني واحدًا منهما عذَّبته». هذا أقصى ما يصل إليه الطغاةُ من شعورٍ في خِضمِّ طغيانهم وتجبُّرهم؛ يجهلون حقيقتَهُم، وينسُون خالقَهُم. إذا عاين العبد دلائلَ قُدرة الله أيقن أنه لا طاقةَ له بالتعرُّض لعذابه وعقابه، فإنَّ العلم بقوَّة الله يمنع صاحبَه من التعرُّض لسخَط الله. |
﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ ﴾ [فصلت: 16]
لم يخطُر ببال المكذِّبين أن يحوِّلَ الله النَّسَمة الهادئة، إلى ريح هوجاء عاصفة، تدمِّر بيوتهم، وتنزِع أرواحهم؛ ﴿وما يعلَم جنودَ ربِّكَ إلَّا هو﴾ . إن معصية الله وعدم امتثال أمره سببُ النحس والشُّؤم والنكَد، والبلاء والشقاء، فما أسعدَ الطائعين! وما أشقى العاصين! |
﴿۞ وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [الأحقاف: 21]
في قَصَص الأنبياء وأقوامهم عِبرةٌ للدعاة والمؤمنين تُورثهم الصبر على عناء الطريق؛ كي يثبتوا ولا يتضجَّروا، وعِبرةٌ للمكذِّبين بأن عاقبتهم وخيمةٌ إن استمرُّوا على إعراضهم وتكذيبهم. مقتضى القرابة أن يَحرِصَ القريب على مصلحة قريبه وهدايته، وأن يقبلَ الآخر ذلك النصحَ والتوجيه. ما أعظمه من يوم! وما أشدَّ أهوالَه! ترى الناس فيه تَهِيج وتموج، وتتنقل من فزع إلى فزع، فقدِّم لنفسك ما يؤمِّنك في ذلك اليوم المشهود؛ فإن السلامة في طاعة الله، والهلاكَ في معصيته. |
﴿قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَأۡفِكَنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 22]
ما أحمق الإنسان إذ يستعجل هلاكه، ويستبطئ حتفه، فيستهزئ بوعيد الله تعالى، وحين يأتيه ذلك الوعيد سيعلم يقينًا أي منقلب سينقلب. |
﴿قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 23]
لقد سلكَ هودٌ وغيره من الرسُل الطريقَ الذي رسَمه لهم الحقُّ تعالى في دعوة الناس؛ فهم للناس مُبلِّغون ما أُمروا بتبليغه، وما ليس لهم به علمٌ وكلوه إلى عالِمه، فعلى الداعي إلى الله أن يكونَ مبلِّغًا ما يعلم، غير متقوِّل على الله ما لا يعلم. |
﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [الأحقاف: 24]
إن أشدَّ العذاب وأكثره إيلامًا حين يأتي في صورة رحمة فيكون أشدَّ وقعًا، وأعظمَ صدمةً، حيث جاءهم على حال توقَّعوا فيها الخيرَ والعافية. قالت عائشةُ رضي الله عنها: (كان النبيُّ ﷺ إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرف في وجهه)؛ وذلك لخشيته أن يكونَ ذلك عذابًا، ومَن عرَف الله خشيَ عذابه وعقابه. |
﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 25]
لئن عصى اللهَ أكثرُ الإنس والجنِّ إن لله تعالى من غيرهم مَن يطيعه ولا يعصيه؛ فالريح جنديٌّ من جنوده قامت بما أمرها به ربُّها كما أراد منها. من كان بعض جنوده بهذه القوَّة كيف ستكون قوَّته؟! فما أعظمك ربنا، وما أجل شأنك! هلَكت عادٌ وبقيت ديارهم خاويةً على عروشها، لتبيِّن للناس كافَّة سُنَّة الله في المجرمين، ولتُظهرَ عاقبةَ الكافرين والمكذِّبين. |
﴿وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأحقاف: 26]
لم تحظَ قريشٌ بما حظيت به عاد؛ فقد كانت عادٌ أكثرَ أموالًا، وأبسطَ أجسامًا، وأشدَّ أبدانًا، فلم يُغنِ عنهم ذلك شيئًا، والأولى بمَن كان أضعف منهم أن يدَّكر ويتَّعظ. أشدُّ ما يُعرِّض العبدَ لعذاب الله وسخَطه أن يستعملَ نِعم الله في معصيته، وأن يغترَّ بما آتاه الله من نِعم، وما حباه من مِنَن. متى ما قضى الله على مَن عصاه بعقوبته فلن تدفعَها عنه قُواه وقدراته، ولا استعداداته وتحصيناته، فليطمئنَّ المؤمن إلى قوَّة الله وقدرته في الانتصار على أعداء دينه. |
﴿وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ ﴾ [ق: 13]
من سُنن الله في خَلقه أن يُهلكَ من يجحَد دينَه، ويكذِّب أنبياءه، جزاءً وِفاقًا. حَذارِ أن تسلكوا مسلكَ من سبقَ في التكذيب والنُّكران، فإن الله لا يُحابي أحدًا من خَلقه، ومصير المكذِّبين الهُلك والخُسران. هو درسٌ بليغٌ للدعاة في كلِّ مكان؛ أنِ اصبروا وصابروا، فما أكثرَ المكذِّبين بالرسُل على طول الزمان. |
﴿وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]
لئن اعتدتَّ أن تكونَ الرياحُ لحَمل المطَر، وتلقيح الشجَر، إنَّ منها ما يكون عذابًا للبشَر، فلا يُغني يومئذٍ حذَر. |
﴿مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾ [الذاريات: 42]
لئن اعتدتَّ أن تكونَ الرياحُ لحَمل المطَر، وتلقيح الشجَر، إنَّ منها ما يكون عذابًا للبشَر، فلا يُغني يومئذٍ حذَر. |
﴿أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 53]
دَيدَنُ المجرمين المستكبرين، اتِّهامُ المؤمنين، ووَصمُ المصلحين؛ بكلِّ سُبَّة شنيعه، وخَلَّة وَضيعه. عجبًا لأهل الباطل من الأوَّلين والآخِرين؛ كيف تواردوا على فعل واحد؛ في التشنيع على أنبيائهم والسُّخريَّة منهم! |
﴿كَذَّبَتۡ عَادٞ فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 18]
لا تزالُ العِبَر تُلقى على قلوب المؤمنين؛ تصبيرًا لهم وتسكينًا لأفئدتهم؛ إذ عواقبُ المكذِّبين في كلِّ أمَّة واحدة. من حِلم الله سبحانه ورحمته أنه يقدِّم لعباده بالنذُر؛ إنذارًا بعد إنذار، عساهم يَرْعَوون ويَفيئون إلى الرُّشد، فإن أبَوا أهلكهم ولم يُبال. |
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ ﴾ [القمر: 19]
أعظم الشُّؤم معصيةُ الله تعالى والجنوحُ عن صراطه، فهي السببُ في شقاء الدنيا والآخرة. يا لهول مشهد الكفَّار وقد غدَوا جثثًا بلا رؤوس، كأنهم أعجازُ نخل قُلعت من تُربتها! إن لم يوقظ هذا المشهدُ القلوبَ خشيةً لله فما يوقظُها؟ |
﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ ﴾ [القمر: 20]
أعظم الشُّؤم معصيةُ الله تعالى والجنوحُ عن صراطه، فهي السببُ في شقاء الدنيا والآخرة. يا لهول مشهد الكفَّار وقد غدَوا جثثًا بلا رؤوس، كأنهم أعجازُ نخل قُلعت من تُربتها! إن لم يوقظ هذا المشهدُ القلوبَ خشيةً لله فما يوقظُها؟ |
﴿فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 21]
تُلقى بعضُ الأسئلة وتُترك بلا جواب، حين يكون جوابها أعظمَ من أن يُتحدَّثَ عنه. يَفيض الوحيُ بألوان النذُر الموقظة للقلوب من غفلتها، فيا لضلال من يبقى في غَفلته على كثرة المواعظ! |
﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ ﴾ [القمر: 22]
قال ابن عبَّاس: (لولا أن الله يسَّر القرآنَ على لسان الآدميِّين ما استطاعَ أحدٌ من الخَلق أن يتكلَّمَ بكلام الله). |
﴿كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ ﴾ [الحاقة: 4]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ ﴾ [الحاقة: 5]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ ﴾ [الحاقة: 6]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ ﴾ [الحاقة: 7]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ ﴾ [الحاقة: 8]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم. من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟! |
﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾ [الفجر: 6]
قد تملك أمَّةٌ القوَّةَ والحضارة والبنيان، فيكونُ كلُّ ذلك وَبالًا عليها لا خيرًا لها، فالعبرة بحُسن الاستعمال والتوظيف مع حُسن التصوُّر والتفكُّر. |
﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ﴾ [الفجر: 7]
قد تملك أمَّةٌ القوَّةَ والحضارة والبنيان، فيكونُ كلُّ ذلك وَبالًا عليها لا خيرًا لها، فالعبرة بحُسن الاستعمال والتوظيف مع حُسن التصوُّر والتفكُّر. |
﴿ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ ﴾ [الفجر: 8]
قد تملك أمَّةٌ القوَّةَ والحضارة والبنيان، فيكونُ كلُّ ذلك وَبالًا عليها لا خيرًا لها، فالعبرة بحُسن الاستعمال والتوظيف مع حُسن التصوُّر والتفكُّر. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
التبايع والرهان عظمة القرآن الكريم الفضيحة عدم كتمان العلم احتجاج الكفار بالقدر لا يستوي المؤمن بالكافر غرور اليهود شفاعة الملائكة ملك الناس جنات النعيم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب