الساق - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في السّاق
قال اللَّه تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ﴾ [سورة القلم: ٤٢ - ٤٣].
عن أبي سعيد قال: سمعتُ النبيّ ﷺ يقول: «يكشِفُ ربُّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجدَ فيعود ظهره طبقًا واحدًا».
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩١٩) عن آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث، عن خالد ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكره مختصرًا هكذا.
ورواه في التوحيد (٧٤٣٩) عن يحيى بن بكير، حدثنا اللّيث بن سعد، بإسناده مطوَّلًا وهو مذكور في موضعه وفيه: «فيكشف عن ساقه. . .».
ورواه مسلم في الإيمان (١٨٣) من وجه آخر عن زيد بن أسلم، بإسناده وفيه: «فيكشف عن ساق».
عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا جمع اللَّهُ العباد بصعيد واحد نادى منادٍ: يلحقُ كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، فيلحق كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، ويبقى الناسُ على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال النّاس ذهبوا وأنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرّف إلينا عرفناه، فيكشفُ لهم عن ساقه فيقعون سجّدًا، فذلك قول اللَّه تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [سورة القلم: ٤٢]، ويبقى كلُّ منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنّة».
حسن: رواه الدّارميّ في سننه (٢٨٤٥) عن محمد بن يزيد البزّار، عن يونس بن بُكير، قال: أخبرني ابن إسحاق، قال: أخبرني سعيد بن يسار، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق وهو مدلس، ولكنّه صرّح بالتحديث فزالت تهمة التدليس.
رواه ابن منده في «الرّد على الجهمية» (٨) عن علي بن أحمد بن الأزرق بمصر، ثنا أحمد بن محمد بن مروان. . . ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد اللَّه البغداديّ، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «يكشف عز وجل عن ساقه».
وفي الإسناد من لم أعرفه.
عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ ﷺ في حديث طويل وجاء فيه: «فيتمثّل لهم الرّبُّ عز وجل فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد. فيقول: فيم تعرفون ربَّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأينا عرفناه. قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساقه، قال: فعند ذلك يكشف عن
ساق فيخرُّ كلّ من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقي فوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السُّجود فلا يستطيعون. . .».
وفي رواية: «يكشف اللَّه عن ساقه».
ساق فيخرُّ كلّ من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقي فوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السُّجود فلا يستطيعون. . .».
وفي رواية: «يكشف اللَّه عن ساقه».
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٩/ ٤١٦ - ٤٢١) عن عليّ بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره في حديث طويل.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي خالد الدّالانيّ غير أنه حسن الحديث. انظر تخريجه مفصّلًا في باب رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة، وقد أشار البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٢/ ١٨٢) إلى حديث ابن مسعود هذا المرفوع.
والرّواية الثانية عند عبد اللَّه بن أحمد في السنة (١٢٠٣).
وقوله: «صياصي البقر» أي قرونها.
قال ابن منده في «الرّد على الجهمية» (ص ٣٦) بعد أن أخرج حديث أبي سعيد الخدريّ: «هذا حديث ثابت باتفاق من البخاريّ ومسلم بن الحجّاج».
وقد اختلف الصّحابة في معنى قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، فروي عن ابن مسعود ما يوافق المرفوع من طريقه: عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن مسلمة بن كهيل، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «عن ساقيه».
قال ابن منده: «هكذا قراءة ابن مسعود -يَكْشِفُ- بفتح الياء، وكسر الشّين. وعنه أيضًا في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: عن ساقه فيسجد كلُّ مؤمن، ويقسو كلّ كافر فيكون عظما واحدًا».
وقال البيهقيّ في «الأسماء والصّفات» (٢/ ١٨٢): «اختلفت الرّوايات عن عبد اللَّه بن عباس في قوله تعالى ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ فروى أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ بالياء وضمّها. وقال يعقوب الحضرميّ عن ابن عباس أنه قرأ ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ -تكشف- بالتاء المفتوحة، ومعنى تكشف القيامة عن شدّة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق، إذا صار إلى شدّة ومنه قول الشّاعر:
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشّر الصّراح
ذكره ابن جرير الطبريّ في تفسيره، انظر لمزيد من الآثار التي ساقها البيهقيّ في: الأسماء والصفات (٢/ ١٨٣).
قال الأعظمي: هذا التفسير عن ابن عباس بناءً على أنّ السّاق لم ينسب إلى اللَّه سبحانه وتعالى في الآية
الكريمة ولذا فسّره بكلام العرب، فلا يقال: إنّه أوّل صفة السّاق، وإليه يشير شيخُ الإسلام ابن تيمية ﵀ بقوله: «ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصّفات، فإنه قال: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ نكرة في الإثبات لم يضفها إلى اللَّه، ولم يقل: عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصّفات إِلَّا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنّما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف».
قال الأعظمي: إذ لو وقف ابن عباس على حديث أبي سعيد الخدريّ الذي فيه التصريح بإضافة السّاق إلى اللَّه سبحانه وتعالى لقال به كما هو معروف عن السّلف الوقوف عند النّص.
وأمّا ما رُوي عن أبي موسى مرفوعًا: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «عن نور عظيم يخرّون له سجَّدًا». فهو ضعيف جدًّا.
رواه أبو يعلى (٧٢٤٦) عن القاسم بن يحيى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبيّ ﷺ، فذكره.
وأخرجه البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٧٥٢) من طريق الوليد بن مسلم وقال: «روح بن جناح هو شاميّ يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، وموالي عمر بن عبد العزيز فيهم كثرة».
قال الأعظمي: مولى عمر بن عبد العزيز مبهم لم يسم، وقد عرفتَ أنهم كثيرون، وقد ضعَّفه أيضًا الحافظ في «الفتح» (٨/ ٦٦٤).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 93 من أصل 361 باباً
- 68 باب ما جاء من الدّعوة إلى توحيد الإلهية
- 69 باب أن الإيمان باللَّه تعالى من أفضل الأعمال
- 70 باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب
- 71 باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه
- 72 باب وصية نوح ﵇ لابنه أن لا يشرك باللَّه
- 73 باب ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وهي توقيفية، أظهرها اللَّه لعباده للمعرفة والدّعاء والذّكر
- 74 باب أسماء اللَّه تعالى دالة على صفاته وأفعاله
- 75 باب قل هو اللَّه أحد صفة الرحمن
- 76 باب إثبات صفة الحياة للَّه تعالى
- 77 باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى
- 78 باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى
- 79 باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالى
- 80 باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالى
- 81 باب إثبات العلو للَّه تعالى
- 82 باب إثبات العلو للَّه تعالى
- 83 باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
- 84 باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا
- 85 باب إثبات الصورة للَّه تعالى
- 86 باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى
- 87 باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى
- 88 باب إثبات العينين للَّه ﷿
- 89 باب إثبات السّمع والبصر للَّه ﷿
- 90 باب إثبات السّمع والبصر للَّه ﷿
- 91 إثبات اليدين للَّه تعالى
- 92 باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
- 93 باب ما جاء في كفّ الرحمن ﷿
- 94 باب إثبات الإصابع للَّه تعالى
- 95 باب ما جاء أنّ يد اللَّه ملآى
- 96 باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
- 97 باب إثبات القدم للَّه ﷿
- 98 باب ما جاء في صور وجوه حملة العرش
- 99 باب ما جاء في السّاق
- 100 باب في إتيان الرّب ﷿ يوم القيامة
- 101 باب ما جاء من قول اللَّه تعالى في الحديث القدسي: «إن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».
- 102 باب ما جاء في الضّحك
- 103 باب ما جاء في إثبات العجب للَّه تعالى
- 104 باب إثبات الفرح للَّه ﷿
- 105 باب ما جاء في الاستحياء
- 106 باب في غيرة اللَّه تعالى
- 107 باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت
- 108 باب أنّ اللَّه يكلّمُ النّاسَ يوم القيامة بدون ترجمان وبدون حجاب
- 109 باب الذين لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم
- 110 باب قول اللَّه ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة الشورى: ٥١]
- 111 باب ما جاء أنّ القرآن كلام اللَّه
- 112 باب أنّ الرّوح من أمر الرّبّ ﷾
- 113 باب لا يعلم الغيب إلّا اللَّه ﷾
- 114 باب ما جاء في المعية والنّجوى
- 115 باب نفي التشبيه عن اللَّه تعالى
- 116 باب أنّ اللَّه يقول: يسُبُّ ابن آدم الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ
- 117 باب لا أحد أصبر على الأذى من اللَّه ﷿
معلومات عن حديث: الساق
📜 حديث عن الساق
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الساق من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الساق
تحقق من درجة أحاديث الساق (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الساق
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الساق ومصادرها.
📚 أحاديث عن الساق
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الساق.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, October 4, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب