حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في السّاق

عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا جمع اللَّهُ العباد بصعيد واحد نادى منادٍ: يلحقُ كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، فيلحق كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، ويبقى الناسُ على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال النّاس ذهبوا وأنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرّف إلينا عرفناه، فيكشفُ لهم عن ساقه فيقعون سجّدًا، فذلك قول اللَّه تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [سورة القلم: ٤٢]، ويبقى كلُّ منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنّة».

حسن: رواه الدّارميّ في سننه (٢٨٤٥) عن محمد بن يزيد البزّار، عن يونس بن بُكير، قال: أخبرني ابن إسحاق، قال: أخبرني سعيد بن يسار، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول (فذكر الحديث).

عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا جمع اللَّهُ العباد بصعيد واحد نادى منادٍ: يلحقُ كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، فيلحق كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، ويبقى الناسُ على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال النّاس ذهبوا وأنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرّف إلينا عرفناه، فيكشفُ لهم عن ساقه فيقعون سجّدًا، فذلك قول اللَّه تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [سورة القلم: ٤٢]، ويبقى كلُّ منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يصف مشهدًا من مشاهد يوم القيامة المهيبة، وهو مليء بالعبر والدروس.

أولاً. شرح المفردات:


● بصعيد واحد: أرض واحدة مستوية، وهي أرض المحشر.
● نادى منادٍ: ينادي ملك بأمر الله تعالى.
● يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون: يتبع كل فريق المعبودات الباطلة التي كانوا يعبدونها في الدنيا من دون الله.
● ويكشف عن ساقه: كشف عن عظمته وجلاله، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون تكييف.
● يقعون سجدًا: يسجد المؤمنون تعظيمًا لله تعالى.
● كل منافق: الذين كانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن مشهد عظيم يوم القيامة، بعد أن يجمع الله جميع الخلائق في أرض المحشر، فيأمر منادٍ أن يلحق كل مجموعة بما كانت تعبده في الدنيا من الأصنام والأنداد الباطلة، فتذهب تلك الطوائف مع معبوداتها إلى النار. ويبقى المؤمنون الموحدون لله في مكانهم، فيأتيهم -وهو الله تعالى- فيسألهم عن سبب بقائهم، فيخبرونه أنهم ينتظرون ربهم الذي كانوا يعبدونه. وعندما يتجلى لهم الله تعالى بتعريفه نفسه لهم، يسجد المؤمنون جميعًا إلا المنافقين الذين لا يقدرون على السجود لعظم خوفهم أو لقسوة قلوبهم، ثم بعد ذلك يُقاد المؤمنون إلى الجنة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التحذير من الشرك والعبادات الباطلة: الحديث يظهر مصير الذين يعبدون غير الله، حيث يصيرون إلى النار مع معبوداتهم.
2- فضل التوحيد والإخلاص لله: المؤمنون الموحدون يبقون في مكانهم منتظرين ربهم، وهذا دليل على علو منزلتهم.
3- عظمة الله وجلاله: مشهد الكشف عن الساق والسجود لله يدل على عظمة الموقف وهول المطلع.
4- خطر النفاق: المنافقون لا يستطيعون السجود مع المؤمنين، وهذا يدل على خسرانهم في الآخرة.
5- الجزاء من جنس العمل: الذين عبدوا غير الله في الدنيا يلحقون بهم في الآخرة، والذين عبدوا الله يلحقون به.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تذكر أهوال يوم القيامة، ويجب الإيمان بها كما جاءت.
- قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم:42]، تفسر بهذا الحديث، كما جاء عن ابن عباس وغيره من السلف.
- هذا الموقف يكون بعد المحاسبة والقصاص بين العباد، وقبل دخول الجنة والنار.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يثبتنا على التوحيد والإخلاص حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدّارميّ في سننه (٢٨٤٥) عن محمد بن يزيد البزّار، عن يونس بن بُكير، قال: أخبرني ابن إسحاق، قال: أخبرني سعيد بن يسار، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق وهو مدلس، ولكنّه صرّح بالتحديث فزالت تهمة التدليس.
رواه ابن منده في «الرّد على الجهمية» (٨) عن علي بن أحمد بن الأزرق بمصر، ثنا أحمد بن محمد بن مروان. . . ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد اللَّه البغداديّ، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «يكشف عز وجل عن ساقه».
وفي الإسناد من لم أعرفه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 337 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

  • 📜 حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب