كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت
وقال تعالى: ﴿قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [سورة الأعراف: ١٤٤].
يقول البيهقيّ رحمه اللَّه تعالى: «فهذا كلام سمعه موسى ﵇ بإسماع الحّق إياه بلا ترجمان بينه وبينه». الأسماء والصفات (١/ ٤٨٥).
إنّ الكلام صفة من صفات اللَّه تعالى فهو لم يزل متكلّمًا إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وبما شاء، وهو يتكلّم بحرف وصوت يسمع، وإنّ كلامه قديم.
قال الأعظمي: لقد خاطب اللَّه موسى بقوله: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [سورة طه: ١١ - ١٤].
وفي سورة النمل: ﴿يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [سورة النمل: ٩].
وجاء في سورة القصص: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة القصص: ٣٠].
ففي هذه الآيات خاطب اللَّه موسى ﵇ وكلّمه بصوت وحرف مسموع، وغير جائز أن يخاطب ملك مقرب أو غير مقرّب أو أي مخلوق آخر بقوله: ﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٠)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢) كلاهما من حديث جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ.
وهو حديث مختصر، سيأتي بكامله في باب أنّ أمة محمد شطر أهل الجنة، وما جاء في يأجوج ومأجوج.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨١) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
قال علي: وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك، فإذا ﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [سورة سبا: ٢٣].
قال علي: وحدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا.
قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدّثنا أبو هريرة.
قال علي: قلت لسفيان: قال سمعت عكرمة، قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت السفيان: إنّ إنسانًا روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه، أنه قرأ: فرّغ قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا؟ قال سفيان: وهي قراءتنا.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٦) عن حسن بن الربيع وأحمد بن جَوَّاس الحنفي، قالا: حدّثنا أبو الأحوص، عمار بن رُزَيق، عن عبد اللَّه بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٩١٠) من طريق محمد بن بشار، قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمد بن كعب القرطي يقول: سمعت عبد اللَّه بن مسعود يقول (وذكر الحديث).
قال الترمذيّ: «ويروى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، رواه أبو الأحوص عن ابن مسعود رفعه بعضهم، ووقفه بعضهم عن ابن مسعود، هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه». ورواية أبي الأحوص المرفوعة التي أشار إليها الترمذيّ أخرجها الحاكم في المستدرك (١/ ٥٥٥) بإسناده عن صالح بن عمر، أنبأ إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ مع زيادة في الألفاظ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بصالح بن عمر»، وعلق عليه الذهبي بقوله: «صالح ثقة خرج له مسلم، لكن إبراهيم بن مسلم ضعيف» ولكن هذا الحديث لم ينفرد بروايته إبراهيم الهجري، والحديث له أسانيد وطرق، منها الإسناد الذي ذكره الترمذيّ وقد صححه، فالحديث صحيح.
صحيح: رواه أبو داود (٤٧٣٨) عن أحمد بن أبي سُريج الرازيّ، وعلي بن الحسين بن إبراهيم، وعلي بن مسلم، قالوا: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٢٨٠)، وابن حبان في صحيحه (٣٧) كلاهما من طريق علي بن الحسين بن إبراهيم وحده بإسناده، مثله.
ومسلم هو ابن صّبيح الهمدانيّ.
وقد رُوي موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود، رواه ابن خزيمة من طرق غير هؤلاء، عن أبي معاوية، والحكم لمن رفعه لأنّ معهم زيادة علم، ثم مثل هذا لا يُعرف إلّا بالوحي، وكان ابن مسعود يذكر هذا الحديث في تفسير قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾ فلعله نفسه كان يرفعه أحيانًا، ويوقفه أحيانًا حسب الحال، وقد كان رضي الله عنه شديد الاحتياط في رفع كلّ حديث إلى النبيّ ﷺ، وعلّقه البخاريّ (١٣/ ٤٥٢ - ٤٥٣) عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود أنه قال: إذا تكلم اللَّه بالوحي سمع أهل السموات شيئا، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت. . . وذكر مثله.
حسن: رواه الترمذيّ (٢٤٢٨) عن عبد اللَّه بن محمد الزهريّ البصريّ، حدّثنا مالك بن سُعَير أبو محمد الكوفي التميميّ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، فذكراه.
قال الترمذيّ: «هذا حديث صحيح غريب».
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة، فأخرجه في كتاب التوحيد (٣٠٨) من هذا الطريق.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في مالك بن شعير فإنه ضعّفه أبو داود ومشّاه الآخرون وهو حسن الحديث. وقال ابن حجر: «لا بأس به».
قال الترمذيّ: «ومعنى قوله: (اليوم أنساك كما نسيتني) أي اليوم أتركك في العذاب، وكذا فسّر بعضُ أهل العلم هذه الآية ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ﴾ [سورة الأعراف: ٥١] قالوا: معناه اليوم نترككم في العذاب».
حسن: رواه أحمد (١٦٠٤٢) -واللّفظ له-، والحارث بن أبي أسامة (٤٥) زوائده، والبخاريّ في الأدب المفرد (٩٧٠)، وفي خلق أفعال العباد (ص ٩٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٥١٤)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٣٧) كلهم من طرق عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه ﷺ فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشّام فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقال للبوّاب: قل له جابر علي الباب، فقال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول اللَّه ﷺ في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكيّ، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فإنهما لم يبلغا درجة «الثقات» وحسّنه أيضًا المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (٤/ ٢٠٢)، وإن كان الهيثمي ﵀ ضعّفه في «المجمع» (١/ ١٣٣) من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ولكن الصواب أنه حسن الحديث إلّا إذا خالف فلا يقبل كما قال الذهبيّ في ترجمته في «الميزان» وقد وافق على تصحيح الحاكم له في المستدرك، وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم (١/ ١٧٣) وقال: رحلي
جابر بن عبد اللَّه مسيرة شهر إلى عبد اللَّه بن أنيس في حديث واحد».
قال الحافظ في: الفتح (١/ ١٧٤): دوله طريق أخرى أخرجها الطبراني في: مسند الشاميين«، وتمام في: فوائده«من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وذكر نحوه وقال: وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها. الخطيب في: الرحلة«من طريق أبي الجارود العنسيّ -وهو بالنون الساكنة- عن جابر، فذكر نحوه، وفي إسناده ضعف». انتهى.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 101 من أصل 361 باباً
- 76 باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى
- 77 باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالى
- 78 باب إثبات العلو للَّه تعالى
- 79 باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
- 80 باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا
- 81 باب إثبات الصورة للَّه تعالى
- 82 باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى
- 83 باب إثبات العينين للَّه ﷿
- 84 باب إثبات السّمع والبصر للَّه ﷿
- 85 إثبات اليدين للَّه تعالى
- 86 باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
- 87 باب ما جاء في كفّ الرحمن ﷿
- 88 باب إثبات الإصابع للَّه تعالى
- 89 باب ما جاء أنّ يد اللَّه ملآى
- 90 باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
- 91 باب إثبات القدم للَّه ﷿
- 92 باب ما جاء في صور وجوه حملة العرش
- 93 باب ما جاء في السّاق
- 94 باب في إتيان الرّب ﷿ يوم القيامة
- 95 باب ما جاء من قول اللَّه تعالى في الحديث القدسي: «إن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».
- 96 باب ما جاء في الضّحك
- 97 باب ما جاء في إثبات العجب للَّه تعالى
- 98 باب إثبات الفرح للَّه ﷿
- 99 باب ما جاء في الاستحياء
- 100 باب في غيرة اللَّه تعالى
- 101 باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت
- 102 باب أنّ اللَّه يكلّمُ النّاسَ يوم القيامة بدون ترجمان وبدون حجاب
- 103 باب الذين لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم
- 104 باب قول اللَّه ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة الشورى: ٥١]
- 105 باب ما جاء أنّ القرآن كلام اللَّه
- 106 باب أنّ الرّوح من أمر الرّبّ ﷾
- 107 باب لا يعلم الغيب إلّا اللَّه ﷾
- 108 باب ما جاء في المعية والنّجوى
- 109 باب نفي التشبيه عن اللَّه تعالى
- 110 باب أنّ اللَّه يقول: يسُبُّ ابن آدم الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ
- 111 باب لا أحد أصبر على الأذى من اللَّه ﷿
- 112 باب أنّ أحدًا لن يرى اللَّه ﷿ حتّى يموت
- 113 باب من قال: إنّ النبيّ ﷺ رأى ربَّه ﵎، وتأويل ذلك بأنَّه رآه بقلبه
- 114 باب رؤية النّبيّ ﷺ ربّه في المنام
- 115 باب ما جاء من قوله ﷺ: «حجابه النّور»
- 116 باب ما جاء في رؤية المؤمنين ربّهم يوم القيامة دون الكفّار
- 117 باب ما رُوي: المؤمن يرى بنور اللَّه
- 118 باب ما يخالف التوحيد الخالص
- 119 باب النّهي عن أن يقال: ما شاء اللَّه وشئت، خوفًا من التسوية بينهما
- 120 باب أنّ اللَّه يحارب من يُعادي أولياءه
- 121 باب ما جاء في عرش الرّحمن بأنّه مخلوق، وأنّه كان على الماء
- 122 باب أنّ العرش أعلى المخلوقات وأعظمها
- 123 باب عظمة العرش
- 124 باب أنّ العرشَ أقربُ المخلوقات إلى اللَّه
- 125 باب ما جاء في زنة العرش
معلومات عن حديث: كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت
📜 حديث عن كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت
تحقق من درجة أحاديث كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت
تخريج علمي لأسانيد أحاديث كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت ومصادرها.
📚 أحاديث عن كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع كلام الله تعالى بأنه يسمع ويكون بحرف وصوت.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب