إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
& قال مجاهد: وكلتا يدي الرّحمن يمين.
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٨٨: ٢٥) عن سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن)، حدثني أبو حازم، عن عبيد اللَّه بن مقسم، فذكره.
وفي رواية عن ابن عمر: أنّ رسول اللَّه ﷺ قرأ هذه الآيات يومًا على المنبر: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [سورة الزمر: ٦٧] ورسول اللَّه ﷺ يقول هكذا بأصابعه يحرّكها، يمجدُ الربُّ نفسه أنا الجبّار، أنا المتكبّر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم» فرجف برسول اللَّه ﷺ المنبر حتى قلنا: ليخرنّ به.
رواه الإمام أحمد (٥٤١٤) عن عفّان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد اللَّه -يعني ابن أبي طلحة- عن عبيد اللَّه بن مقسم، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (١١٥)، وعنه ابن حبان في صحيحه (٧٣٢٧).
وقوله: «ويقبض أصابعه ويبسطها» أي رسول اللَّه ﷺ.
وأمّا ما رُوي عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد اللَّه، أخبرني عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا وفيه: «ثم يطوي الأرضين بشماله».
رواه مسلم (٢٧٨٨) عن أبي بكر بن أبي شية، حدّثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، فذكره.
وعلّقه البخاريّ (٧٤١٣) عن عمر بن حمزة ولم يذكر من لفظه إلّا قوله: «يقبض اللَّه الأرض». فذكر الشّمال تفرّد به عمر بن حمزة.
قال البيهقي في «الأسماء والصّفات» (٧٠٦): «ذكر الشّمال فيه تفرّد به عمر بن حمزة، عن سالم، وقد روي هذا الحديث نافعٌ، وعبيد اللَّه بن مقسم، عن ابن عمر ولم يذكرا فيه الشّمال. ورواه أبو هريرة وغيره، عن النبيّ ﷺ فلم يذكر فيه أحدٌ منهم الشّمال، ورّوي ذكر الشّمال في حديث آخر في غير هذه القصة إلّا أنه ضعيف بمرّة، تفرّد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرّقاشيّ وهما متروكان. وكيف يصح ذلك وصحيح عن النبيّ ﷺ أنّه سمّي كلتى يديه يمينًا، وكأنّ من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشّمال في مقابلة اليمين». انتهى.
ثم ذكر حديث عبد اللَّه بن عمرو الآتي بعد قليل.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٢) عن مقدم بن محمد، قال: حدثني عمّي القاسم ابن يحيى، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه مسلم في كتاب صفة القيامة (٢٧٨٨) من وجه آخر، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، ولفظه: «يطوي اللَّهُ عز وجل السّماوات يوم القيامة، ثم يأخذهنّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون، ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟». وتفرد عمر بن حمزة بذكر الشمال.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٨٢)، ومسلم في كتاب صفة القيامة (٢٧٨٧) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الإمارة (١٨٢٧) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٠)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٢)، كلاهما من حديث اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
قوله: «بالام» كلمة غير عربية لم يفهم معناها، ولذا قالوا: تبقى كما هي، ويحمل على أنها عبرية.
وفي رواية قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك».
وقال رسول اللَّه ﷺ: «يمين اللَّه ملآى، لا يغيضها سحّاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغضه ما في يمينه». قال: «وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض».
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٩)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث وهي الرواية الثانية عند مسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه.
والرواية الأولى عند مسلم من وجه آخر عن ابن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ورواية البخاريّ في النفقات (٥٣٥٢) عن إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزّناد مختصرًا جدًا.
ورواية إسماعيل هذه لا توجد في الموطآت الموجودة لدينا، ولم يذكر هذه الرواية الجوهريّ في كتابه «مسند الموطأ».
طيّب، ولا يصعد إلى اللَّه إلّا الطيب، فإنّ اللَّه يتقبّلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يُربّي أحدكم فلُوَّه حتى تكون مثل الجبل».
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٠)، ومسلم في الزكاة (١٠١٤) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.
صحيح: رواه مسلم في كتاب التوبة (٢٧٥٩) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عُبيدة يحدّث عن أبي موسى، فذكره.
حسن: رواه الترمذيّ (٣٣٦٨)، وصحّحه ابن خزيمة ورواه في كتاب التوحيد (١٠٧) وعنه ابن حبان في صحيحه (٦١٦٧)، وصحّحه الحاكم (١/ ٦٤) على شرط مسلم، كلّهم من طرق عن صفوان ابن عيسى، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة في حديث طويل مخرّج في القضاء والقدر.
قال الترمذيّ: «حسن غريب».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتجّ بالحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد رواه عنه غير صفوان، وإنما خرجه من حديث صفوان لأنّي علوت فيه».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في الحارث بن عبد الرحمن غير أنه حسن الحديث، وإنما تقع النكارة في رواية الدراوردي عنه كما قال أبو حاتم.
وأمّا ما رُوي عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: «الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، يصافح بها عباده» فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن عدي في «الكامل» (١/ ٣٣٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣٢٨)، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٨٤ - ٨٥) كلّهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهليّ، عن أبي معشر المدائنيّ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.
وإسحاق بن بشر وهو ابن مقاتل قد كذّبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال العقيليّ: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك، ونقل ابن عدي عن عدد من أهل العلم كذبوا إسحاق بن بشر وقال في نهاية
الترجمة: «وإسحاق بن بشر الكاهليّ قد روى غير هذه الأحاديث وهو في عداد من يضع الحديث».
ونقل المناوي في «فيض القدير» (٣/ ٤٠٩) عن ابن العربي أنه قال: «هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه».
وقال ابن الجوزيّ: «هذا حديث لا يصح، وإسحاق بن بشر قد كذّبه أبو بكر بن أبي شيبة وغيره، وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. قال: وأبو معشر ضعيف».
وله متابع، ولكن لا يُفرح به فإنّ في طريقه إليه من هو مثله في الضّعف، إن لم يكن أكثر منه، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (٦/ ٣٩٧): «فقد رُوي عن النبيّ ﷺ بإسناد لا يثبت».
فإذا ثبت أنه حديث لا يصح عن النبيّ فلا حاجة للخوض في معناه، ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: «والمشهور إنّما هو عن ابن عباس قال: «الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، فمن صافحه وقبَّله فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه». ومن تدبّر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إِلَّا على من لم يتدبره، فإنه قال: «يمين اللَّه في الأرض، فقيّده بقوله: «في الأرض»، ولم يطلق، فيقول: يمين اللَّه، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق.
ثم قال: «فمن صافحه وقبله فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه». ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين اللَّه أصلًا، ولكن شبه بمن يصافح اللَّه، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات اللَّه كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن اللَّه تعالى كما جعل للناس بيتًا يطوفون به، جعل لهم ما يستلمونه؛ ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فإن ذلك تقريب للمقبِّل وتكريم له، كما جرت العادة، واللَّه ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال الناس، بل لابد من أن يبين لهم ما يتقون، فقد بين لهم في الحديث ما ينفي من التمثيل». انتهى.
قال الأعظمي: ومع شهرة هذا الأثر عن ابن عباس ففي طريقه إليه إبراهيم بن يزيد الخوزيّ، وهو متروك كما قال الإمام أحمد والنسائي وغيرهما.
ومن طريقه رواه ابن قتيبة في غريب الحديث. انظر: للمزيد: «الضعيفة«للشيخ الألباني ﵀ (١/ ٢٥٧).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 86 من أصل 361 باباً
- 61 باب إطلاق اسم الكفر على العبد الآبق
- 62 باب ما جاء في تحريم الكهانة وإتيان الكهان
- 63 باب أخذ اللَّه الميثاق من عباده على ربوبيته
- 64 باب ما جاء في ردّ الوسوسة
- 65 باب أنّ الوسوسة من صريح الإيمان
- 66 باب ما ذكر في الذّات
- 67 باب ما جاء من الدّعوة إلى توحيد الإلهية
- 68 باب أن الإيمان باللَّه تعالى من أفضل الأعمال
- 69 باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب
- 70 باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه
- 71 باب وصية نوح ﵇ لابنه أن لا يشرك باللَّه
- 72 باب ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وهي توقيفية، أظهرها اللَّه لعباده للمعرفة والدّعاء والذّكر
- 73 باب أسماء اللَّه تعالى دالة على صفاته وأفعاله
- 74 باب قل هو اللَّه أحد صفة الرحمن
- 75 باب إثبات صفة الحياة للَّه تعالى
- 76 باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى
- 77 باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالى
- 78 باب إثبات العلو للَّه تعالى
- 79 باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
- 80 باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا
- 81 باب إثبات الصورة للَّه تعالى
- 82 باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى
- 83 باب إثبات العينين للَّه ﷿
- 84 باب إثبات السّمع والبصر للَّه ﷿
- 85 إثبات اليدين للَّه تعالى
- 86 باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
- 87 باب ما جاء في كفّ الرحمن ﷿
- 88 باب إثبات الإصابع للَّه تعالى
- 89 باب ما جاء أنّ يد اللَّه ملآى
- 90 باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
- 91 باب إثبات القدم للَّه ﷿
- 92 باب ما جاء في صور وجوه حملة العرش
- 93 باب ما جاء في السّاق
- 94 باب في إتيان الرّب ﷿ يوم القيامة
- 95 باب ما جاء من قول اللَّه تعالى في الحديث القدسي: «إن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».
- 96 باب ما جاء في الضّحك
- 97 باب ما جاء في إثبات العجب للَّه تعالى
- 98 باب إثبات الفرح للَّه ﷿
- 99 باب ما جاء في الاستحياء
- 100 باب في غيرة اللَّه تعالى
- 101 باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت
- 102 باب أنّ اللَّه يكلّمُ النّاسَ يوم القيامة بدون ترجمان وبدون حجاب
- 103 باب الذين لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم
- 104 باب قول اللَّه ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة الشورى: ٥١]
- 105 باب ما جاء أنّ القرآن كلام اللَّه
- 106 باب أنّ الرّوح من أمر الرّبّ ﷾
- 107 باب لا يعلم الغيب إلّا اللَّه ﷾
- 108 باب ما جاء في المعية والنّجوى
- 109 باب نفي التشبيه عن اللَّه تعالى
- 110 باب أنّ اللَّه يقول: يسُبُّ ابن آدم الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ
معلومات عن حديث: إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى
📜 حديث عن إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى
تحقق من درجة أحاديث إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى
تخريج علمي لأسانيد أحاديث إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى ومصادرها.
📚 أحاديث عن إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إثبات اليمين لله تعالى وكلتا يديه يمين لا شمال له تعالى.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب