إثبات الإصابع لله تعالى - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب إثبات الإصابع للَّه تعالى

عن ابن مسعود قال: جاء حبر إلى النبيّ ﷺ فقال: يا محمد -أو يا أبا القاسم- إنّ اللَّه يُمسك السّماوات يوم القيامة على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثّرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهنّ فيقول: أنا الملك، أنا الملك، فضحك رسولُ اللَّه ﷺ تعجبًا ممّا قال الحَبْر تصديقًا له، ثم قرأ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [سورة الزمر: ٦٧].

متفق عليه: رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٧٨٦) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدثنا فضيل (يعني ابن عياض)، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة السلمانيّ، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
ورواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٤) عن مسدّد، سمع يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني
منصور، بإسناده نحوه.
قال البخاريّ: قال يحيى بن سعيد: وزاد فيه فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللَّه: «فضحك رسول اللَّه ﷺ تعجبًا وتصديقًا له».
قال الأعظمي: وهو يشير إلى الإسناد الذي سقته.
عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ بالنبيّ ﷺ فقال له النبيُّ ﷺ: «يا يهوديّ! حدّثنا». فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع اللَّه السماوات على ذِه، والأرضين على ذِه، والماء على ذِه، والجبال على ذِه، وسائر الخلق على ذِه».
وأشار أبو جعفر محمد بن الصّلت بخنصره أولًا، ثم تابع حتى بلغ الإبهام، فأنزل اللَّه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [سورة الزمر: ٦٧]».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٤٠) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن الصّلتْ، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٢٦٧، ٢٩٨٨)، وابن أبي عاصم في السنة (٥٤٥)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٢٩)، وابن منده في الرد على الجهمية (٦٥) كلهم من طريق أبي كُدينة - واسمه يحيى بن المهلّب.
ورواه عبد اللَّه بن أحمد في السنة (٤٩٣) من طريق عمران بن عيينة، وابن منده في الرد على الجهمية (٦٦) من طريق حماد بن سلمة كلاهما من عطاء بن السائب، عن أبي الضّحى إِلَّا أنّ ابن منده أوقفه على مسروق، وهو لم يدرك النبيّ ﷺ. قال الترمذي: «حسن غريب صحيح».
قال الأعظمي: هو حسن فقط من أجل الاختلاف في عطاء بن السائب وقد اختلط بآخره، وكان حماد ابن سلمة قديم السماع منه إِلَّا أنه أرسله عن مسروق، فإذا ضمَّ إليه من وصله يتبين أن له أصلًا، وهو شاهد لما سبق، ولذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد كما سبق.
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: إنّه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ قلوب بني آدم كلَّها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلبٍ واحد يصرفه حيث يشاء». ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «اللَّهمَّ مصرّف القلوبَ صرِّف قلوبنا على طاعتك».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٤) من طرق عن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حَيَوَة، أخبرني أبو هانيء، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليّ، أنه سمع عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
عن النّواس بن سَمْعان الكِلابيّ قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما من قلب إِلَّا بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه». وكان رسول اللَّه ﷺ يقول: «يا مثبت القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك». قال: «والميزان بيد
الرّحمن يرفع أقوامًا، ويخفض آخرين إلى يوم القيامة».

صحيح: روه ابن ماجه (١٩٩) عن هشام بن عمّار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدّثنا ابن جابر، قال: سمعت بُسْر بن عبد اللَّه يقول: سمعتُ أبا إدريس الخولانيّ يقول: حدثني النواس ابن سمعان، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (٢١٩).
وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهشام بن عمار فيه ضعف يسير لأنه حين كبر صار يتلقّن إِلَّا أنه لم ينفرد به.
فقد رواه الإمام أحمد (١٧٦٣٠) عن الوليد بن مسلم قال: سمعت -يعني- ابن جابر، يقول: حدثني بُسْر بن عبيد اللَّه الحضرميّ، بإسناده مثله.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الدارقطنيّ في «الصفات» (٤٣).
وصحّحه ابن خزيمة فأخرجه في كتاب التوحيد (١٣٢)، وابن منده في الرد على الجهمية (٦٨) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، وابن حبان في صحيحه (٩٤٣) من طريق عبد اللَّه بن المبارك، والحاكم (١/ ٥٢٥) من طريق بشر بن بكر، كلهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بإسناده مثله.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: الوليد بن مسلم مدلس إِلَّا أنه صرّح بالتحديث كما أنه ينفرد به بل تابعه عبد اللَّه بن المبارك وبشر بن بكر عن ابن جابر، به مثله.
وأما ابن مصفى فرواه عن أبي المغيرة، ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، ثنا بسر بن عبيد اللَّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم بن همّار، قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر نحوه).
فجعله من مسند نعيم بن همار، فلعلّ هذا الوهم يعود إلى ابن مصفى - واسمه محمد فإنه وصف «صدوق له أوهام» كما في التقريب.
ومن طريقه رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٢٢١).
عن أنس قال: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك». فقلت: يا نبي اللَّه، آمنَّا بك، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع اللَّه يقلِّبها كيف يشاء».

حسن: رواه الترمذيّ (٢١٤٠) عن هنَّاد، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، فذكر مثله.
وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره. كذا قال الحافظ في «التقريب».
ومن طريقه رواه الإمام أحمد (١٢١٠٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٢٥)، والحاكم (١/ ٥٢٦)، وجعله شاهدًا صحيحًا لحديث النّواس بن سمعان، وأقرّ الذَّهبيُّ على تصحيحه.
قال الترمذيّ: «حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن في الإسناد أبا سفيان وهو طلحة بن نافع الواسطيّ وهو وإن كان من رجال الجماعة إِلَّا أنه «صدوق» كما في التقريب.
وأما ما رواه ابن ماجه (٣٨٣٤) من وجه آخر عن الأعمش، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس، فذكر مثله.
فإسناده ضعيف من أجل يزيد بن عبد اللَّه الرّقاشيّ.
عن أمّ سلمة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ يُكثر في دعائه أن يقول: «اللَّهمّ مقلّب القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينك». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أَوَ إِنَّ القلوب لتقلّبُ؟ قال: «نعم، ما من خلق اللَّه من بني آدم من بشر إِلَّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع اللَّه، فإن شاء اللَّه عز وجل أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدُنْه رحمةً، إنّه هو الوهَّاب». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ألا تُعلّمني دعوةً أدعو بها لنفسي؟ قال: «بلى، قولي: اللَّهُمَّ ربّ النّبيّ محمد اغفرْ ذنبيّ، وأَذْهِبْ غيظ قلبيّ، وأجرني من مُضلّات الفتن ما أحييتنا».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٦٥٧٦)، والطبراني في الكبير (٣٢/ ٣٣٨)، وفي الدّعاء (١٢٥٨) من طرق عن عبد الحميد قال: حدَّثني شهر بن حوشب، قال: سمعت أمَّ سلمة تحدّث أنّ رسول اللَّه ﷺ كان يُكْثر في دُعائه أن يقول (فذكره).
صحّحه ابن خزيمة ورواه في كتاب التوحيد (١٣٣) من وجه آخر عن شهر بن حوشب، به، مثله.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب فإنه صدوق، إذا لم يخالف في الإسناد، ولم يأت في المتن ما ينكر عليه. وهذا الحديث له شواهد أجزائه.
وعبد الحميد هو ابن بهرام الفزاريّ صاحب شهر بن حوشب، قال فيه أبو حاتم وابن عدي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ١٢٠).
وفي التقريب: «صدوق».
وعن سبرة بن فاكهة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يُزيغه أزاغه».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٢٠) عن هشام بن عمار، ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسيّ، حدثنا محمد بن الوليد الزّبيديّ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سبرة
ابن فاكهة، فذكره.
ورواه الطبرانيّ في «الكبير» (٧/ ١٣٧ - ١٣٨)، والآجريّ في الشريعة (٩٠٨) كلاهما من طريق هشام بن عمّار الدّمشقيّ بإسناده نحوه مختصرًا.
وإسناده حسن من أجل الكلام اليسير في أبي مطيع وهو معاوية بن يحيى غير أنه حسن الحديث، وكذلك شيخه هشام بن عمّار.
ولذا قال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢١١): «رواه الطبرانيّ ورجاله ثقات».
عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّما قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرّحمن».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٢٩) عن عمر بن الخطّاب، ثنا أبو صالح، ثنا اللّيث، ثنا يحيى بن سعيد، عن خالد بن أبي عمران، حدثني أبو عياش، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عياش هو ابن النعمان المعافري، روى عنه جمعٌ، ولم يُعرف فيه جرح، ولحديثه أصول ثابتة، وفات ابن حبان ذكرُه في ثقاته لأنه على شرطه.
وفي الباب عن عائشة قالت: إنّ رسولَ اللَّه ﷺ كان يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك وطاعتك» فقيل له: يا رسول اللَّه، إنّك تكثر أن تقول: يا مقلّب القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك وطاعتك؟ قال: «وما يُؤْمِنّي، وإنَّما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن، إنه إذا أراد أن يُقلّب قلْبَ عبد قلَّبه».
رواه الإمام أحمد (٢٦١٣٣)، وأبو يعلى (٤٦٦٩)، والطبراني في الدعاء (١٢٥٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٢٤، ٢٣٣) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن أمّ محمد، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل عليّ بن زيد وهو ابن جدعان فقد اتفق أهل العلم على تضعيفه.
وأمّ محمد لم يرو عنها إِلَّا علي بن زيد ولم يوثقها غير ابن حبان في «مجهولة».
وقد رُوي الحديث من وجه آخر عن الحسن، عن عائشة. رواه الإمام أحمد (٢٤٦٠٤)، والحسن مدلّس ولم يثبت سماعه من عائشة.
وفي الباب أيضًا عن أبي ذر في حديث طويل، رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٣٤)، وفيه شرحبيل بن الحكم وشيخه عمر بن نائل وهما ضعيفان، ولذا قال ابن خزيمة: «أنا أبرأ من عهدة شرحبيل بن الحكم، وعامر بن نائل، وقد أغنانا اللَّه -فله الحمد كثيرًا- عن الاحتجاج في هذا الباب بأمثالهما».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 88 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: إثبات الإصابع لله تعالى

  • 📜 حديث عن إثبات الإصابع لله تعالى

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إثبات الإصابع لله تعالى من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث إثبات الإصابع لله تعالى

    تحقق من درجة أحاديث إثبات الإصابع لله تعالى (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث إثبات الإصابع لله تعالى

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث إثبات الإصابع لله تعالى ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن إثبات الإصابع لله تعالى

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إثبات الإصابع لله تعالى.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب