حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في السّاق

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ ﷺ في حديث طويل وجاء فيه: «فيتمثّل لهم الرّبُّ عز وجل فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد. فيقول: فيم تعرفون ربَّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأينا عرفناه. قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساقه، قال: فعند ذلك يكشف عن
ساق فيخرُّ كلّ من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقي فوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السُّجود فلا يستطيعون. . .».
وفي رواية: «يكشف اللَّه عن ساقه».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٩/ ٤١٦ - ٤٢١) عن عليّ بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره في حديث طويل.

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيّ ﷺ في حديث طويل وجاء فيه: «فيتمثّل لهم الرّبُّ ﷿ فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد. فيقول: فيم تعرفون ربَّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأينا عرفناه. قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساقه، قال: فعند ذلك يكشف عن
ساق فيخرُّ كلّ من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقي فوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السُّجود فلا يستطيعون. . .».
وفي رواية: «يكشف اللَّه عن ساقه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق على صحته.

شرح المفردات:


● يتمثّل: أي يتجلى ويظهر لهم.
● ما لكم لا تنطلقون: أي ما شأنكم لا تذهبون إلى الجنة كما ذهب الآخرون.
● صياصي البقر: قرون البقر، وهي تشبيه لظهور المنافقين المتصلبة التي لا تنحني للسجود.
● يكشف عن ساقه: كناية عن شدة الأمر وهول الموقف، والساق هنا من صفات الله تعالى التي تليق بجلاله دون تشبيه أو تمثيل.

المعنى الإجمالي للحديث:


يصف النبي ﷺ مشهدًا من أهوال يوم القيامة، حيث يتجلى الله تعالى للمؤمنين فيسألهم عن سبب تأخرهم عن دخول الجنة، فيقولون إنهم ينتظرون رؤية ربهم الذي لم يروه بعد. فيسألهم الله كيف يعرفونه إذا رأوه، فيذكرون علامة وهي كشف الساق، فيكشف الله عن ساقه -بما يليق بجلاله- فيسجد جميع المؤمنين سجودًا حقيقيًا طائعًا مختارًا، ويبقى المنافقون ظهورهم متصلبة كقرون البقر لا تستطيع السجود مع أنهم يريدونه.

الدروس المستفادة:


1- عظمة يوم القيامة: الحديث يصور جانبًا من أهوال ذلك اليوم وعظمة المشاهد.
2- شوق المؤمنين لرؤية الله: من أعظم نعيم الجنة رؤية المؤمنين لربهم، وهذا الشوق يظهر في تأخرهم عن دخول الجنة انتظارًا لهذه الرؤية.
3- الإيمان بصفات الله: إثبات صفة الساق لله تعالى كما يليق بجلاله دون تشبيه أو تمثيل، مع الإيمان بأننا لا نعلم كيفيتها.
4- مصير المنافقين: يظهر عجز المنافقين وخزيهم يوم القيامة حيث يحرمون من السجود لله مع أنهم يتمنونه.
5- الفرق بين السجود الاختياري والإجباري: المؤمنون يسجدون طوعًا وحبًا، بينما المنافقون يعجزون عن السجود رغم رغبتهم.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الصفات، وطريقة أهل السنة فيها الإيمان بما جاء فيها مع نفي الكيفية والتشبيه.
- السجود يوم القيامة يكون حقيقيًا، لكنه يختلف عن سجود الصلاة في الدنيا.
- المنافقون هم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وهم أشد عذابًا من الكفار.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يسجدون له طائعين، ويحرمنا من مصير المنافقين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٩/ ٤١٦ - ٤٢١) عن عليّ بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره في حديث طويل.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي خالد الدّالانيّ غير أنه حسن الحديث. انظر تخريجه مفصّلًا في باب رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة، وقد أشار البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٢/ ١٨٢) إلى حديث ابن مسعود هذا المرفوع.
والرّواية الثانية عند عبد اللَّه بن أحمد في السنة (١٢٠٣).
وقوله: «صياصي البقر» أي قرونها.
قال ابن منده في «الرّد على الجهمية» (ص ٣٦) بعد أن أخرج حديث أبي سعيد الخدريّ: «هذا حديث ثابت باتفاق من البخاريّ ومسلم بن الحجّاج».
وقد اختلف الصّحابة في معنى قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، فروي عن ابن مسعود ما يوافق المرفوع من طريقه: عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن مسلمة بن كهيل، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «عن ساقيه».
قال ابن منده: «هكذا قراءة ابن مسعود -يَكْشِفُ- بفتح الياء، وكسر الشّين. وعنه أيضًا في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: عن ساقه فيسجد كلُّ مؤمن، ويقسو كلّ كافر فيكون عظما واحدًا».
وقال البيهقيّ في «الأسماء والصّفات» (٢/ ١٨٢): «اختلفت الرّوايات عن عبد اللَّه بن عباس في قوله تعالى ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ فروى أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ بالياء وضمّها. وقال يعقوب الحضرميّ عن ابن عباس أنه قرأ ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ -تكشف- بالتاء المفتوحة، ومعنى تكشف القيامة عن شدّة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق، إذا صار إلى شدّة ومنه قول الشّاعر:
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشّر الصّراح
ذكره ابن جرير الطبريّ في تفسيره، انظر لمزيد من الآثار التي ساقها البيهقيّ في: الأسماء والصفات (٢/ ١٨٣).
قال الأعظمي: هذا التفسير عن ابن عباس بناءً على أنّ السّاق لم ينسب إلى اللَّه سبحانه وتعالى في الآية
الكريمة ولذا فسّره بكلام العرب، فلا يقال: إنّه أوّل صفة السّاق، وإليه يشير شيخُ الإسلام ابن تيمية ﵀ بقوله: «ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصّفات، فإنه قال: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ نكرة في الإثبات لم يضفها إلى اللَّه، ولم يقل: عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصّفات إِلَّا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنّما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف».
قال الأعظمي: إذ لو وقف ابن عباس على حديث أبي سعيد الخدريّ الذي فيه التصريح بإضافة السّاق إلى اللَّه سبحانه وتعالى لقال به كما هو معروف عن السّلف الوقوف عند النّص.
وأمّا ما رُوي عن أبي موسى مرفوعًا: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: «عن نور عظيم يخرّون له سجَّدًا». فهو ضعيف جدًّا.
رواه أبو يعلى (٧٢٤٦) عن القاسم بن يحيى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبيّ ﷺ، فذكره.
وأخرجه البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٧٥٢) من طريق الوليد بن مسلم وقال: «روح بن جناح هو شاميّ يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، وموالي عمر بن عبد العزيز فيهم كثرة».
قال الأعظمي: مولى عمر بن عبد العزيز مبهم لم يسم، وقد عرفتَ أنهم كثيرون، وقد ضعَّفه أيضًا الحافظ في «الفتح» (٨/ ٦٦٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 338 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

  • 📜 حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب