ظل العرش - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في ظلّ العرش
وعن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «سبعةٌ يظلّهم اللَّه في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه متعلّق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابّا في اللَّه واجتمعا على ذلك وتفرّقا عليه، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تنفقُ يمينُه».
متفق عليه: رواه مالك في الشعر (١٤) عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاريّ، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه مسلم في الزكاة (١٠٣١).
ورواه البخاريّ في الأذان (٦٦٠)، ومسلم في الزكاة كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه، قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، بدون شك.
وقوله: «ويظلهم اللَّه في ظله» -أي ظل عرشه- كما بينته الأحاديث الأخرى، وبه قال أئمة أهل السنة والجماعة، ولم نجد لهم مخالفًا إلا أن أهل الكلام أوَّلوه بالرحمة والعناية.
وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلُّهم في ظلّي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي».
صحيح: رواه مالك في الشعر (١٣) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
ومن طريقه رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٦).
عن العرباض بن سارية قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قال اللَّه عز وجل: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي».
حسن: رواه الإمام أحمد (١٧١٥٨)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٥٨) كلاهما من حديث إسماعيل ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن العرباض بن سارية، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش الحمصيّ فإنه صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منه، فإنّ صفوان بن عمرو وهو السكسكيّ من حمص وهو ثقة.
وعبد الرحمن بن ميسرة هو أبو سلمة الحمصي أيضًا وثقه العجلي وابن حبان، وروى عنه جمع، والراوي عنه صفوان بن عمرو الحمصي من بلده، وهو أعرف عنه من غيره، فمثله يحسن حديثه وخاصة في الشواهد، وإلا فهو «مقبول» كما قال الحافظ في «التقريب»، أي يحتاج إلى المتابعة.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٢٧٩) وقال: «رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما جيد». وكذا قال المنذريّ في الترغيب والترهيب أيضًا (٤/ ٤٨) إلّا أنه قصر على أحمد.
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «المتحابون في اللَّه في ظل العرش يوم القيامة».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٠٣١) عن روح، حدثنا الحجاج بن أسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام مع الانقطاع فإنه لم يلق معاذ بن جبل.
ولكن رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٧٨)، والبزار في البحر الزّخار (٢٦٧٢)، وعبد اللَّه بن المبارك في الزهد (٧١٥) كلّهم من حديث عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال:
حدثني عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، قال: قلت لمعاذ بن جبل. فذكر القصة.
وعائذ اللَّه هو أبو إدريس الخولانيّ، وقد اختُلف في سماعه من معاذ بن جبل، فالصحيح أنه سمع منه.
وأخرجه الحاكم (٤/ ١٦٩) من وجه آخر عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد جمع أبو إدريس بإسناد صحيح بين معاذ وعبادة بن الصّامت في هذا المتن».
انظر مزيدًا من التخريج في باب استواء اللَّه سبحانه وتعالى على العرش.
وأضيف هنا بأنه رواه أيضًا عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند (٢٢٧٨٢) وابن حبان (٥٧٧) من طريق أبي المليح الرقي، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني قال: قلتُ لمعاذ بن جبل، فذكر الحديث وزاد فيه: «يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء» وفيه قصة.
وأبو المليح هو الحسن بن عمر الفزاري مولاهم، ثقة كما قال الحافظ.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أنظر معسرًا، أو وضع له، أظله اللَّه يوم القيامة تحت ظلِّ عرشه، يوم لا ظلَّ إلّا ظلُّه».
صحيح: رواه الترمذيّ (١٣٠٦) عن أبي كريب، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، عن داود ابن قيس، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
والحديث رواه الإمام أحمد (٨٧١١) عن إسحاق بن سليمان، بإسناده إلّا أنه لم يذكر قوله: «يوم لا ظل إلا ظلّه». وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
عن أبي اليسر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «مَن أنظر معسرًا، أو وضع له، أظله اللَّه في ظل عرشه».
صحيح: رواه أبو بكر بن أبي شيبة (٧/ ٥٥٢) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، قال: حدثني أبو اليسر، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا أحمد (١٥٥٢١) وإسناده صحيح، وأبو اليسر هو: كعب بن عمرو ابن عباد السَّلمي -بالفتح- الأنصاري صحابي بدوي جليل.
وأصل هذا الحديث في صحيح مسلم (٣٠٠٦) ضمن حديث طويل فانظره.
عن محمد بن كعب القرظيّ، أنّ أبا قتادة كان له على رجل دين، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبئُ منه، فجاء ذات يوم فخرج صبيٌّ، فسأله عنه فقال: نعم هو في
البيت يأكلُ خزيرةً، فناداه: يا فلان، اخرُج، فقد أُخبرتُ أنّك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يُغيِّيُك عني؟ قال: إنّي معسرٌ وليس عندي. قال: اللَّه إنّك معسرٌ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من نفّس عن غريمه أو محا عنه، كان في ظلّ العرش يوم القيامة».
البيت يأكلُ خزيرةً، فناداه: يا فلان، اخرُج، فقد أُخبرتُ أنّك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يُغيِّيُك عني؟ قال: إنّي معسرٌ وليس عندي. قال: اللَّه إنّك معسرٌ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من نفّس عن غريمه أو محا عنه، كان في ظلّ العرش يوم القيامة».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٦٢٣) عن عفّان، حدّثنا حماد -يعني ابن سلمة- أخبرنا أبو جعفر الخطميّ، عن محمد بن كعب القرظيّ، فذكره.
وإسناده حسن، لأجل أبي جعفر الخطميّ وهو: عمير بن يزيد بن عمير الأنصاريّ أبو جعفر الخطميّ، فإنه «صدوق» كما في التقريب، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي في كتاب البيوع حديث أبي قتادة الذي في صحيح مسلم (١٥٦٣) وليس فيه ذكرٌ للعرش.
وأمّا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا: «ثلاثة في ظل العرش: القرآن يحاج العباد، والرحم ينادي صلْ من وصلني واقطع من قطعني، والأمانة» فهو لا يصح.
رواه العقيليّ في الضعفاء (٤/ ٥)، والبغويّ في شرحه (٣٤٣٣) كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، حدثنا كثير بن عبد اللَّه اليشكريّ، حدثني الحسن بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكر مثله.
قال العقيلي: «لا يصح إسناده».
وقال أيضًا: «والرواية في الرحم والأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد جياد، بألفاظ مختلفة، وأما القرآن فليس بمحفوظ». انتهى.
ونقل الذهبي في الميزان (٣/ ٢٠٩) تضعيفه من العقيليّ.
وكذلك ما رُوي عن سلمان الفارسيّ أنه قال: سبعة يظلّهم اللَّه في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، ورجل لقي رجلًا فقال: واللَّه إنّي لأحبُّك في اللَّه وقال الآخر: مثل ذلك، ورجل كان قلبه معلقًا بالمساجد من حبّها، ورجل جعل شبابه ونشاطه فيما يحبُّ اللَّه ويرضاه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فتركها من خشية اللَّه، ورجل أعطى صدقته بيمينه كاد أن يخفيها من شماله، ورجل إذا ذكر اللَّه فاضت عيناه من خشية اللَّه تعالى. فهو موقوف وضعيف.
رواه أبو جعفر ابن أبي شيبة في كتاب العرش (٥٦) عن محمد بن عبيد المحاربيّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن إبراهيم، عن الوليد بن عتبة، عن سلمان من قوله.
وإسماعيل بن إبراهيم التيميّ هو الأحول أبو يحيى التيمي الجمهور على تضعيفه غير ابن معين قال فيه: يكتب حديثه، وضعّفه الحافظ في التقريب.
وشيخه إبراهيم هو ابن مسلم العبديّ الهجريّ، ومن طريقه رواه سعيد بن منصور في سننه قال: حدثنا أبو معاوية، عنه، عن الوليد بن عتبة، عن سلمان.
ذكره السيوطي في «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش» (ص ٣٥).
فإذا كان في طريق سعيد بن منصور إبراهيم الهجري ففي قول الحافظ في «الفتح» (٢/ ١٤٤): «رواه سعيد بن منصور بإسناد حسن». فيه نظر؛ لأنّ إبراهيم الهجريّ، الجمهور مجمعون على تضعيفه وقال هو في التقريب: «لين الحديث، رفع الموقوفات».
قال الأعظمي: بعض هذه الأحاديث فيها مقال كما رأيتَ، إلا أنّها تقوّى بشواهدها الصّحيحة؛ ولذا ادّعى الذهبي في كتابه «العرش» بقوله: «وقد ورد في ظلّ العرش أحاديث تبلغ التواتر».
وقد جمع الحافظ ابن حجر الأحاديث الموجبة لظل العرش في كتابه «معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال» ولخّصه وأضاف عليه السيوطيّ في كتاب سمّاه: «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة الظل العرش» طبع بتحقيق الأستاذ مشهور سلمان، طبع بمكتبة المنار عام ١٤٠٧ هـ.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 128 من أصل 361 باباً
- 103 باب الذين لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم
- 104 باب قول اللَّه ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة الشورى: ٥١]
- 105 باب ما جاء أنّ القرآن كلام اللَّه
- 106 باب أنّ الرّوح من أمر الرّبّ ﷾
- 107 باب لا يعلم الغيب إلّا اللَّه ﷾
- 108 باب ما جاء في المعية والنّجوى
- 109 باب نفي التشبيه عن اللَّه تعالى
- 110 باب أنّ اللَّه يقول: يسُبُّ ابن آدم الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ
- 111 باب لا أحد أصبر على الأذى من اللَّه ﷿
- 112 باب أنّ أحدًا لن يرى اللَّه ﷿ حتّى يموت
- 113 باب من قال: إنّ النبيّ ﷺ رأى ربَّه ﵎، وتأويل ذلك بأنَّه رآه بقلبه
- 114 باب رؤية النّبيّ ﷺ ربّه في المنام
- 115 باب ما جاء من قوله ﷺ: «حجابه النّور»
- 116 باب ما جاء في رؤية المؤمنين ربّهم يوم القيامة دون الكفّار
- 117 باب ما رُوي: المؤمن يرى بنور اللَّه
- 118 باب ما يخالف التوحيد الخالص
- 119 باب النّهي عن أن يقال: ما شاء اللَّه وشئت، خوفًا من التسوية بينهما
- 120 باب أنّ اللَّه يحارب من يُعادي أولياءه
- 121 باب ما جاء في عرش الرّحمن بأنّه مخلوق، وأنّه كان على الماء
- 122 باب أنّ العرش أعلى المخلوقات وأعظمها
- 123 باب عظمة العرش
- 124 باب أنّ العرشَ أقربُ المخلوقات إلى اللَّه
- 125 باب ما جاء في زنة العرش
- 126 باب ما جاء في قوائم العرش
- 127 باب ما جاء في اهتزاز العرش
- 128 باب ما جاء في ظلّ العرش
- 129 باب أنّ اللَّه كتب في كتابه وهو عنده فوق العرش: «إنّ رحمتي غلبتْ غضبي»
- 130 باب ما جاء في «تحت العرش»
- 131 باب ما جاء في عدَم فناء العرش
- 132 باب تعاطف التسبيح والتهليل والتحميد على صاحبه حول العرش
- 133 باب ما جاء في الكرسي
- 134 باب ما جاء في خلق الملائكة من نور
- 135 باب ما جاء في كثرة الملائكة، وأنه لا يحصيهم إلا اللَّه ﷾
- 136 باب ما جاء في صلاة الملائكة وسجودهم للَّه تعالى
- 137 باب تعاقب ملائكة الليل والنهار في الناس
- 138 باب وصف الملائكة عند نزول الوحي
- 139 باب ما جاء في كتابة الملائكة الدّاخلين إلى المساجد يوم الجمعة الأوّل فالأول إلى أن يجلس الإمام للخطبة
- 140 باب تحية الملائكة هي تحية آدم وذريّته
- 141 باب نزول الملائكة عند قراءة القرآن مثل الظُّلّة فيها أمثال المصابيح
- 142 باب أنّ المهرة بالقرآن يكونون مع الملائكة
- 143 باب مصافحة الملائكة لو داوم الإنسان على الذّكر والفكر في الأمور الآخرة
- 144 باب لا تدخل الملائكةُ بيتًا فيه كلب أو صورة أو جرس
- 145 باب لا تصحب الملائكةُ رُفقة فيها كلبٌ ولا عيرًا التي فيها جرسٌ
- 146 باب أنّ الملائكةَ يستغفرون للمصلي ما دام في مصلاه
- 147 باب أنّ اللَّه ﷿ يباهي الملائكة بأهل عرفة
- 148 باب قدرة الملائكة أن يتمثّلوا بالرّجل
- 149 باب ما جاء في تأمين الملائكة
- 150 باب ما جاء في ملك الجبال
- 151 باب أنّ اللَّه وكّل بالرّحم ملكًا يكتب عمل الإنسان
- 152 باب ذكر حملة العرش وعظم خلقهم
معلومات عن حديث: ظل العرش
📜 حديث عن ظل العرش
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ظل العرش من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ظل العرش
تحقق من درجة أحاديث ظل العرش (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ظل العرش
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ظل العرش ومصادرها.
📚 أحاديث عن ظل العرش
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ظل العرش.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب