قوله ﷺ حجابه النور - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء من قوله ﷺ: «حجابه النّور»

عن أبي موسى قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ بخمس كلمات: فقال: «إنّ اللَّه عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عملُ اللّيل قبل عمل النّهار، وعمل النّهار قبل عمل اللّيل، حجابه النّور، لو كشفه لأحْرقتْ
سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٧٩) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، فذكره.
قوله: «سبحات وجهه» أي جلال وجه اللَّه ونوره، وفي النهاية: أضواء وجهه.
أي أنّ أنوار اللَّه سبحانه وتعالى التي هي محجوبة عن الخلق، لو انكشفتْ لأهلكتْ كلَّ من وقع عليه ذلك النّور.
وفي الحديث دليل على أنّ اللَّه تعالى لا يُرى في الدّنيا؛ لأنّ نوره يحجب الأبصار، وإليه أشار النبيّ ﷺ بقوله حين سئل: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: «نور أنّى أراه».
وجاء عن ابن عمر، قال: احتجب اللَّه من خلقه بأربع: بنار وظلمة، ونور وظلمة. رواه الدّارميّ في الرّد على الجهمية (١١٨) عن محبوب بن موسى الأنطاكيّ، أنبا أبو إسحاق الفزاريّ، عن سفيان، عن عبيد المكتب، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره.
وهو حديث موقوف وإسناده صحيح، وهو جزء من الحديث الذي رواه الحاكم (٢/ ٣١٩) من طريق سفيان بإسناده، وقال: «صحيح الإسناد» وقال الذهبي في «العلو» (١٦٩): «إسناده جيد».
وفي الباب أحاديث ضعيفة بل موضوعة أورد بعضها الهيثميّ في «المجمع» (١/ ٧٩ - ٨٠) وحكم عليها: منها حديث أنس، عن النبيّ ﷺ قال: سألتُ جبريل: «هل ترى ربّك؟ قال: إنّ بيني وبينه سبعين حجابًا من نور، لو رأيت أدناها لاحترقتُ».
قال: «رواه الطبراني في: الأوسط«وفيه قائد الأعمش، قال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة. وذكره ابن حبان في: الثقات«وقال: يهم».
ومنها حديث عبد اللَّه بن عمرو، وسهل بن سعد، قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «دون اللَّه سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، ما تسمع نفس شيئًا من حسن تلك الحجب إلّا زهقت نفسها».
قال: «ورواه أبو يعلى، والطبرانيّ في: الكبير«عن عبد اللَّه بن عمرو وسهل أيضًا، وفيه موسى بن عبيدة لا يحتجّ به».
ومنها حديث أبي هريرة: أنّ رجلًا أتى النّبي ﷺ فقال: يا محمّد هل احتجب اللَّه عز وجل عن خلقه بشيء غير السموات والأرض؟ قال: نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابًا من نور، وسبعون حجابًا من نار، وسبعون حجابًا من ظلمة، وسبعون حجابًا من رفارف الاستبرق، وسبعون حجابًا من رفارف السندس، وسبعون حجابًا من در أبيض وسبعون حجابًا من درّ أحمر، وسبعون حجابًا من درّ أصفر. . . . إلخ الحديث.
قال الهيثمي: «رواه الطبرانيّ في: الأوسط, وفيه عبد المنعم بن إدريس كذّبه أحمد، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
وأورد بعضها الشّوكانيّ في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» (ص ٣٨٨).
ورُوي عن أبي أمامة قال: كان من أشدّ الناس تكذيبًا لرسول اللَّه ﷺ وأكثرِهِ ردًّا عليه: اليهود. فسألوه: أي البقاع شرّ؟ فقال: «حتى أسأل صاحبي جبريل». فجاء فسأله، فقال: حتى أسأل ربّي، قال: فسأل ربَّه فقال: «شرّ البقاع أسواقها، وخير البقاع مساجدها». فهبط جبريل فقال: يا محمد قد دنوتُ من اللَّه عز وجل دنوًّا ما دنوتُ مثله قطّ، فكان بيني وبينه سبعون حجابًا من نور، فقال: «إنّ شرّ البقاع أسواقها، وخير البقاع مساجدها».
ذكره الذهبيّ في «العلو» (٢١٦) عن هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره.
وقال: «ليس إسناده بالقويّ».
قال الأعظمي: عثمان بن أبي العاتكة الأزديّ أبو حفص الدّمشقي القاضي، قال الحافظ في «التقريب»: «ضعّفوه في روايته عن علي بن زيد الألهانيّ». وهذا منه.
وعلي بن زيد الألهانيّ ضعّفه أيضًا جماهير أهل العلم.
وأمّا متن الحديث فهو صحيح وسيأتي في المساجد.
وفي الباب عن أنس قال: بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه السلام، فوكز بين كتفي فقمت -يعني- إلى شجرة فيها مثل وكريّ الطير، فقعد جبريل في أحدهما وقعدت في الآخر، فسمتْ وارتفعت حتى سدت الخافقين، وأنا أقلب طرفي، فلو شئت أن أمس السماء لمسست، فالتفت إلى جبريل فإذا هو كأنه حِلْس فعرفتُ فضل علمه باللَّه علي، ففتح لي باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم، وإذا دوني حجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إلي ما شاء أن يوحي».
وقال غيره: في هذا الحديث في آخره،»ولُطَّ دوني الحجاب رفرف الدر والياقوت».
رواه البيهقي في الدلائل (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩) واللفظ له، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣١٦) وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٤٤٦) كلهم من حديث الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (ص ٢٥١): «إسناده جيد حسن، والحارث من رجال مسلم». ولكن فيه علة خفية وهي أن الحارث بن عبيد مع ضعفه خولف.
قال أبو نعيم: «غريب لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران، تفرد به الحارث بن عبيد أبو قدامة».
وقال البيهقي: «هكذا رواه الحارث بن عبيد، ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد: أن رسول اللَّه ﷺ كان في ملإ من أصحابه فجاءه جبريل، فنكت في ظهره، فذهب به إلى الشجرة فيها مثل وكريْ الطير، فقعد في أحدهما، وقعد جبريل في الآخر فتسامت بنا حتى بلغت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها، فدُلِّيَ بسبب، وهبط النور، فوقع
جبريل مغشيًّا عليه كأنه حِلْس، فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحي إلي: نبيًّا مَلِكًا أو نبيًّا عبدًا؟ أو إلى الجنة؟ ما أنت؟ فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضعْ قال: قلت: «لا، بل نبيًّا عبدًا».
ومحمد بن عمير بن عطارد ليس له صحبة فالصحيح أنه مرسل، وقيل: بزيادة «عن أبيه» وهو لا يصح، ثم لا يوجد من الصحابة من اسمه عمير بن عطارد.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 115 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: قوله ﷺ حجابه النور

  • 📜 حديث عن قوله ﷺ حجابه النور

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ قوله ﷺ حجابه النور من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث قوله ﷺ حجابه النور

    تحقق من درجة أحاديث قوله ﷺ حجابه النور (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث قوله ﷺ حجابه النور

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث قوله ﷺ حجابه النور ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن قوله ﷺ حجابه النور

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع قوله ﷺ حجابه النور.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب