لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

عن ابن الدّيلميّ قال: أتيتُ أُبيَّ بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيءٌ من القدر، فحدّثني بشيء لعلّ اللَّه أن يذهبه من قلبي، قال: لو أنّ اللَّه عذّب أهل سماواته، وأهل أرضه عذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أُحد ذهبًا في سبيل اللَّه ما قبله اللَّه منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلتَ النّارَ. قال: ثم أتيتُ عبد اللَّه بن مسعود، فقال مثل ذلك، ثم أتيتُ حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ زيد بن ثابت، فحدّثني عن النّبيّ ﷺ مثل ذلك.

حسن: رواه أبو داود (٤٦٩٩)، وابن ماجه (٧٧) كلاهما من طريق أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصيّ، عن ابن الدّيلميّ، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم في بيان أهمية الإيمان بالقدر، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، وإسناده صحيح.

شرح المفردات:

● وقع في نفسي شيء من القدر: أي حدث لي شك وتردد في مسألة القدر.
● مثل أُحد ذهبًا: جبل أحد بالمدينة المنورة، أي لو أنفقت ذهبًا بقدر حجم هذا الجبل.
● ما قبله الله منك: لا يتقبل الله هذا الإنفاق العظيم.
● لم يكن ليخطئك: ما أصابك كان لا بد أن يصيبك.
● لم يكن ليصيبك: ما لم يصبك كان لا بد ألا يصيبك.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي ابن الديلمي أنه شك في مسألة القدر، فذهب إلى أربعة من كبار الصحابة وهم: أُبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، فكلهم أجابه بنفس الجواب الذي تلخص في:
1. أن الله تعالى لو عذب الجميع في السماوات والأرض لكان عدلاً منه، ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم.
2. أن الإيمان بالقدر شرط لقبول الأعمال، فلو أنفق الإنسان كنوزاً عظيمة في سبيل الله ثم لم يؤمن بالقدر لم يتقبل الله منه.
3. أن المؤمن يجب أن يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
4. أن من مات على غير الإيمان بالقدر دخل النار.

الدروس المستفادة:

1- وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو أحد أركان الإيمان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
2- العدالة المطلقة لله تعالى: فالله لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وهو الحكم العدل.
3- شرطية الإيمان لقبول العمل: فبدون الإيمان الصحيح لا قيمة للأعمال وإن عظمت.
4- التسليم للقدر: فالمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم أن كل شيء بقدر الله.
5- خطر الشك في العقيدة: وأنه يجب على المسلم أن يسارع إلى علاج الشكوق بالسؤال والعلم.
6- اتفاق الصحابة على أصول العقيدة: وهذا يبين وحدة منهج السلف في مسائل الاعتقاد.

معلومات إضافية:

- الإيمان بالقدر يتضمن أربع مراتب:
1. العلم: أن الله علم كل شيء beforehand.
2. الكتابة: أن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ.
3. المشيئة: أن كل شيء يحدث بمشيئة الله.
4. الخلق: أن الله خالق every act.
- هذا الحديث من الأحاديث التي يؤخذ بها في مسائل العقيدة، وقد اجتمع على روايته أربعة من كبار الصحابة، مما يزيده قوة وثبوتاً.
نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، ويشرح صدورنا للقدر، ويذهب عنا الشكوك والوساوس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٩٩)، وابن ماجه (٧٧) كلاهما من طريق أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصيّ، عن ابن الدّيلميّ، فذكر مثله.
وصحّحه ابنُ حبان (٧٢٧) بعد أن رواه من هذا الوجه.
قال الأعظمي: والحديث من أوله موقوف على أبي بن كعب، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان. مرفوع من حديث زيد بن ثابت.
وإسناده حسن من أجل أبي سنان وهو سعيد بن سنان البرجميّ من رجال مسلم، تكلّم فيه الإمام أحمد وغيره. وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات».
ولكن جاء الحديث من وجه آخر عن معاوية بن صالح، أنّ أبا الزّاهريّة حدّثه، عن كثير بن مرّة، عن ابن الدّيلميّ، أنّه لقي زيد بن ثابت فقال له: إنّي شككتُ في بعض القدر، فحدِّثْني لعلّ اللَّه يجعل لي عندك فرجًا. قال زيد: نعم يا ابن أخي إنّي سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث نحوه).
أخرجه الآجريّ في الشّريعة (٣٧٣) عن الفريابيّ، قال: حدّثني ميمون بن الأصبغ النّصيبي، حدّثنا أبو صالح عبد اللَّه بن صالح، قال: حدّثني معاوية بن صالح، بإسناده.
ومعاوية بن صالح حسن الحديث، وله متابعات أخرى انظر «السنة» لابن أبي عاصم (٢٤٥).
وأما ما رُوي عن أبي أيوب الأنصاريّ أنه قال: يا رسول اللَّه، أيقدرُ اللَّهُ عليَّ أمرًا ثم يُعذِّبني عليه؟ قال: «نعم، وهو غير ظالم لك يا أبا أيوب، فلو كان لك مثل أحد ذهبًا تنفقه في سبيل اللَّه، ولم تؤمن بالقدر خيره وشرّه لم ينفعك ذلك شيئًا».
رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦١٤) وفي الإسناد أبو الحجاج وهو رشدين بن سعد المصريّ، ضعيف. قال النسائيّ: متروك الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 958 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

📜 حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية