حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تكثير الطعام

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة. فأصابنا جهد. حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله ﷺ فجمعنا مزاودنا. فبسطنا له نطعا.
فاجتمع زاد القوم على النطع. قال: فتطاولت لأحزره كم هو؟ فحزرته كربضة العنز. ونحن أربع عشرة مائة. قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعا. ثم حشونا جربنا. فقال نبي الله ﷺ: «فهل من وضوء؟» قال: فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة. فأفرغها في قدح. فتوضأنا كلنا. ندغفقه دغفقة. أربع عشرة مائة.
قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله ﷺ: «فرغ الوضوء».

متفق عليه: رواه مسلم في اللقطة (١٩: ١٧٢٩) عن أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا النضر (يعني ابن محمد اليمامي) حدثنا عكرمة (هو ابن عمار) حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع، فذكره.

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة. فأصابنا جهد. حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله ﷺ فجمعنا مزاودنا. فبسطنا له نطعا.
فاجتمع زاد القوم على النطع. قال: فتطاولت لأحزره كم هو؟ فحزرته كربضة العنز. ونحن أربع عشرة مائة. قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعا. ثم حشونا جربنا. فقال نبي الله ﷺ: «فهل من وضوء؟» قال: فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة. فأفرغها في قدح. فتوضأنا كلنا. ندغفقه دغفقة. أربع عشرة مائة.
قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله ﷺ: «فرغ الوضوء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، يحكي معجزة من معجزات النبي ﷺ الحسية، والتي تدل على صدق نبوته.

أولاً. شرح المفردات:


● جهد: شدة وجوع.
● ننحر بعض ظهرنا: أي نذبح بعض دوابنا التي نركبها (الإبل أو غيرها) لنأكلها بسبب شدة الجوع.
● مزاودنا: جمع مزود، وهو وعاء الطعام أو الكيس الذي يحمل فيه الزاد.
● نطعاً: بساط من الجلد.
● أحزره: أقدره وأخمن كميته.
● كربضة العنز: مثل حجم العنز الصغيرة وهي جالسة.
● جربنا: جمع جراب، وهو وعاء يوضع فيه الطعام.
● إداوة: إناء صغير من الجلد للماء.
● نطفة: قليل من الماء.
● ندغفقه دغفقة: نغترفه غترفة بسرعة وبقوة.
● طهور: ماء للوضوء.
● فرغ الوضوء: انتهى ماء الوضوء.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنهم خرجوا مع رسول الله ﷺ في غزوة (وهي غزوة الحديبية على الأرجح)، وأصابهم جوع شديد جداً، لدرجة أنهم فكروا في ذبح بعض دوابهم التي يركبونها ليأكلوها بسبب شدة المجاعة.
فأمر النبي ﷺ أن يجمع الصحابة كل ما بقي معهم من طعام، فبسطوا له بساطاً، ووضع كل شخص ما تبقى معه من زاد. وعندما نظر سلمة إلى حجم الطعام المجموع، قدّره بأنه بقدر حجم عنز صغيرة جالسة (أي كمية قليلة جداً)، وكان عدد الجيش كبيراً جداً يبلغ أربع عشرة مائة، أي 1400 رجل.
ثم بارك الله تعالى في هذا الطعام القليل ببركة دعاء النبي ﷺ، فأكل منه جميع الجيش حتى شبعوا، بل وملأوا أوعيتهم (جربهم) بما تبقى منه بعد الشبع.
بعد ذلك، سأل النبي ﷺ عن الماء للوضوء، فجاء رجل بإناء صغير فيه شيء يسير من الماء، فصبه النبي ﷺ في إناء آخر (قدح)، ثم توضأ منه جميع الجيش – 1400 رجل – كل يأخذ منه حاجته للوضوء بسرعة وقوة، ومع ذلك لم ينفد الماء.
ثم بعد أن انتهى الجميع من الوضوء، جاء ثمانية رجال متأخرين يسألون عن ماء للوضوء، فأخبرهم النبي ﷺ أن ماء الوضوء قد فرغ (أي انتهى استخدامه)، مما يدل على أن البركة كانت مقترنة بحضور النبي ﷺ ودعائه، وانتهت حين انتهى الوضوء.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان معجزة النبي ﷺ الحسية: وهي من الأدلة الواضحة على نبوته وصدقه، حيث بارك الله الطعام القليل والماء اليسير ليكفي جمعاً غفيراً.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم ينتظر المعجزة من دون فعل، بل أمرهم بجمع ما معهم من الطعام القليل، ثم دعا الله فبارك فيه.
3- بركة الطاعة والإيمان: نزلت البركة على يد النبي ﷺ المبارك بسبب طاعته لله وكونه سبباً للخير.
4- التعاون في الشدة: في أوقات الشدة والمجاعة يجب على الجميع التعاون والتضحية بما معهم، كما فعل الصحابة حين جمعوا كل ما تبقى من زاد.
5- حسن الظن بالله: في أشد لحظات اليأس (همّوا بنحر ظهورهم)، جاء الفرج من الله ببركة النبي ﷺ، فليس مع اليأس إلا الدعاء والصبر وحسن الظن بالله.
6- أن البركة حقيقة: وهي أمور خارقة للعادة يمنحها الله لمن يشاء من عباده الصالحين، وليست مجرد كلمة تقال.


رابعاً. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أعلى درجات الصحة.
● القصة حدثت في غزوة الحديبية سنة 6 هـ، وهي من الغزوات التي كانت فيها ابتلاءات عظيمة وظهرت فيها معجزات باهرة.
● في القصة دلالة على كرم النبي ﷺ وحرصه على أصحابه، حيث شاركهم الجوع والشدائد، وكان سببا في فرجهم.
● استجابة الله لدعاء نبيه تدل على منزلته العظيمة عند الله تعالى.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللقطة (١٩: ١٧٢٩) عن أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا النضر (يعني ابن محمد اليمامي) حدثنا عكرمة (هو ابن عمار) حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع، فذكره.
ورواه البخاري في الشركة (٢٤٨٤) من وجه آخر عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1164 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

  • 📜 حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب