حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في تكثير الطعام
حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٤٤٩) عن علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثنا المطلب بن حنطب المخزومي، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، حدثني أبي قال، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يبارك في علمنا وعملك. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أبو عمرة الأنصاري رضي الله عنه، وفيه من الدروس والعبر ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمل فيه.
أولاً. شرح المفردات:
● مخمصة: مجاعة شديدة وقحط.
● نحر بعض ظهورهم: أي ذبح دوابهم التي يركبونها (الإبل والخيل).
● جياعاً رجالاً: أي راجلين على أقدامهم بلا دواب.
● بقايا أزوادهم: ما تبقى عندهم من طعام ولو كان قليلاً.
● الحثية: القبضة أو الكف الممتلئ بالطعام.
● يحتثوا: يأخذوا بملء أيديهم ويغرفوا.
● نواجذه: الأنياب أو أقصى الأضراس.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي أبو عمرة رضي الله عنه عن موقف عصيب وقع للمسلمين أثناء إحدى غزواتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اشتد بهم الجوع حتى لم يجدوا ما يأكلونه.
1- الموقف الصعب والحل العاجل: اشتد الجوع بالجيش حتى فكروا في حل سريع يزيل عنهم هذه الشدة، وهو ذبح بعض دوابهم التي يركبونها (نحر الظهور) ليأكلوا من لحومها، واستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
2- حكمة الفاروق ورشده: هنا برزت حكمة وحنكة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي نظر إلى العواقب البعيدة. ففكر: إذا ذبحنا دوابنا اليوم لأكلنا وشبعنا، فكيف سنقاتل الأعداء غداً ونحن راجلون بلا خيل أو إبل؟! إنه تفكير استراتيجي عميق، يجمع بين حل الأزمة الحالية والحفاظ على قوة الجيش المستقبلية.
3- الحل البديل المبارك: اقترح عمر رضي الله عليه حلّاً بديلاً يجمع بين الدعاء والتوكل على الله والاستفادة من القليل المتبقي. طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع ما تبقى من طعام عند الناس، ويدعو الله فيه بالبركة. وهذا من تمام توكله على الله، فهو يعلم أن بركة الدعاء النبوي يمكن أن تحول القليل إلى كثير.
4- استجابة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق الفكرة: استحسن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرأي السديد، فجمع ما لدى الناس من بقايا الطعام. وجاء الناس بما معهم، وكان أكثرهم من جاء بصاع من تمر (أي حوالي 3 كيلوغرامات) والقليل جاء بما هو أقل من ذلك. ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم ودعا الله تعالى في هذا الطعام القليل.
5- معجزة البركة: استجاب الله تعالى دعاء نبيه، فتحول ذلك الطعام القليل إلى وفرة عظيمة، حتى ملأ كل وعاء في الجيش، وبقي من الطعام قدر ما أُخذ! إنها بركة الدعاء وبركة الطاعة.
6- فرح النبي صلى الله عليه وسلم وشهادته: هذا الموقف العجيب الذي تجلت فيه قدرة الله ونعمته، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك فرحاً بشكر الله وحمدَه حتى بدت نواجذه. ثم انتهز هذه اللحظة العظيمة ليبشر كل مؤمن، فشهد الشهادتين وأخبر أن من لقي الله مؤمناً بهما، فإن إيمانه هذا سيكون حاجباً له وحافظاً له من النار يوم القيامة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- مشروعية المشورة وأخذ الرأي: النبي صلى الله عليه وسلم هو المعصوم المؤيد بالوحي، ومع ذلك كان يستشير أصحابه ويأخذ برأي الصواب منهم. وهذا درس للقادة في كل زمان ومكان.
2- الحكمة والنظر في عواقب الأمور: موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمنا ألا ننظر للحلول السريعة التي تزيل الأزمة لحظياً فقط، بل يجب التفكير في العواقب والمآلات البعيدة. فالحكمة هي وضع الأمور في مواضعها الصحيحة.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لم يقل عمر رضي الله عنه "دعونا ونتوكل" فحسب، بل جمع بين الأخذ بالأسباب المادية (جمع الطعام القليل) والسبب الإيماني (دعاء النبي). وهذا هو التوكل الحقيقي.
4- بركة الدعاء وبركة الطاعة: المعجزة التي حصلت كانت بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تذكرنا بأن البركة الحقيقية هي من الله، وهو القادر على أن يبارك في القليل فيكثر، وفي الضيق فيتسع.
5- فضل الشهادتين: ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف بالبشارة العظمى لكل مؤمن، وهي أن الإيمان الخالص بالله وبرسوله هو سبب النجاة من النار والفوز بالجنة. فهما أصل الدين وأساس النجاة.
6- البشاشة والفرح بنعم الله: ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وهذا يدل على مشروعية إظهار الفرح والسرور عند حصول النعم وبروز الآيات، شكراً لله تعالى.
رابعاً. معلومات إضافية:
● الغزوة: لم يحدد الحديث اسم الغزوة، وقد ذكر بعض المؤرخين أنها قد تكون غزوة تبوك التي اشتهرت بالشدة والجدب.
● الراوي: أبو عمرة الأنصاري، هو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في اسمه، وقيل هو بشر بن عمرو بن محصن.
● الاستدلال: يستدل العلماء بهذا الحديث على فضل عمر بن الخطاب ورجاحة عقله، وعلى فضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستجابة الله له، وعلى
تخريج الحديث
وهو في زهد عبد الله بن المبارك (٩١٧)
ورواه الطبراني في الكبير (٥٧٥) وصحّحه ابن حبان (٢٢١) والحاكم (٢/ ٦١٨ - ٦١٩) كلهم من طريق الأوزاعي.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل المطلب بن حنطب وهو المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي فيه كلام يسير لا يضر، وهو حسن الحديث، وقد رمي بالتدليس إلا أنه صرّح بالتحديث هنا.
وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ١٩ - ٢٠) وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1173 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 1148 إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة تشهد أني رسول...
- 1149 دعوة النبي ﷺ للشجرة فجاءت تمشي.
- 1150 استيقظ النبي ﷺ من نومه فشكوا إليه العطش
- 1151 معجزة تفجير الماء من بين أصابع النبي يوم الحديبية
- 1152 نَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
- 1153 صلاة الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا
- 1154 توضأ الناس من ماء نبع من تحت أصابع النبي ﷺ
- 1155 حيّ على الطهور المبارك والبركة من الله
- 1156 ناد بوضوء
- 1157 نزح بئر الحديبية ومج النبي ﷺ فيها ففارت بالماء
- 1158 على جبا الركية فإما دعا وإما بسق فيها فجاشت
- 1159 أخرجت أقراصا من شعير ولفتها في خمارها ثم أرسلتني إلى...
- 1160 رسول الله ﷺ يدعو ثلاثمائة رجل ليأكلوا من طعام قليل
- 1161 من كان طعامه يكفي لاثنين فليأت بثالث
- 1162 أمر النبي ﷺ بسواد البطن يشوى وأعطى كل واحد حزة
- 1163 جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق
- 1164 أكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا
- 1165 اذهب فصنف تمرك أصنافًا العجوة على حدة وعذق زيد على...
- 1166 أدع أهل الصفة فادعهم إلي
- 1167 لو تركته ما زال قائمًا
- 1168 لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم
- 1169 لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك فيهما، إلا دخل...
- 1170 أعطني الذراع أما إنك لو التمستها لوجدتها
- 1171 ناولني ذراعها
- 1172 من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ها...
- 1173 دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
- 1174 خذ منه شيئا فأدخل يدك ولا تنثره نثرا
- 1175 اذهب فأعطهم ما بقي إلا آصع من تمر
- 1176 معجزة تسبيح الطعام وهو يؤكل
- 1177 كان للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي فوضع يده...
- 1178 النبي ﷺ يخطب إلى جذع فتحول إلى المنبر فحن الجذع.
- 1179 منبر رسول الله ﷺ من أثل الغابة
- 1180 ادع الله يسقينا حوالينا ولا علينا
- 1181 رفع يديه وما في السماء قزعة فثار سحاب أمثال الجبال
- 1182 اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره
- 1183 دعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح...
- 1184 بعير قد أعيا فلا يكاد يسير
- 1185 لم تراعوا إنه لبحر
- 1186 أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت
- 1187 أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ هم...
- 1188 أرض تلفظ جثمان المرتد الذي كان يكتب للرسول.
- 1189 كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله ﷺ
- 1190 بعث رسول الله ﷺ إلى أبي رافع اليهودي رجالاً من...
- 1191 أثر ضربة في ساق سلمة يوم خيبر ونفث النبي ﷺ...
- 1192 ابسط رداءك فغرف بيده ثم قال ضمه فما نسيت حديثا...
- 1193 اللهم جمله وأدم جماله
- 1194 ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله
- 1195 مسح رسول الله ﷺ على وجه قتادة بن ملحان.
- 1196 لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
- 1197 ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله وجهي يوم...
معلومات عن حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
📜 حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعا النبي بالبركة في الطعام فامتلأت الأوعية
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








