حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تكثير الطعام

عن جابر بن عبد الله قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي ﷺ خمَصا شديدًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله ﷺ خمَصا شديدا، فأخرجت إلي جِرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله ﷺ، فقالت: لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي ﷺ وقال: «يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا، فحيهلا بكم». وقال رسول الله ﷺ: «لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء». فجئت وجاء رسول الله ﷺ يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها». وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا -أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٠٢) ومسلم في الأشربة (١٤١: ٢٠٣٩) كلاهما من حديث حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره ولفظهما سواء.

عن جابر بن عبد الله قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي ﷺ خمَصا شديدًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله ﷺ خمَصا شديدا، فأخرجت إلي جِرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله ﷺ، فقالت: لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي ﷺ وقال: «يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا، فحيهلا بكم». وقال رسول الله ﷺ: «لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء». فجئت وجاء رسول الله ﷺ يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها». وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا -أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه معجزات ودروس عظيمة. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● خمَصًا: الجوع الشديد وانخفاض البطن من شدة الجوع.
● انكفأت: رجعت مسرعًا.
● جِرابًا: وعاء من الجلد يُحفظ فيه الطعام.
● صاع: مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام تقريبًا.
● بهيمة داجن: حيوان أليف (مثل شاة أو عنزة) مُستأنس في البيت.
● بَرْمَتها: القدر أو الوعاء الذي يُطبخ فيه الطعام.
● سَوْرًا: وليمة أو طعامًا يُعد للضيافة.
● حَيَّهَلَا بِكُمْ: تعبير للترحيب والحث على الحضور، يعني: هلموا وتعالوا.
● اقدحوا: اغرفوا.
● تغط كما هي: أي تغلي بنفس القدر كما كانت قبل الأكل.
● انحرفوا: انصرفوا وشبعوا.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن موقف حدث أثناء غزوة الخندق (في السنة الخامسة للهجرة)، حيث كان المسلمون في حالة شدة وجوع بسبب الحصار الطويل.
- لاحظ جابر أن النبي ﷺ يعاني من جوع شديد، فتحركت غيرته وحرصه على إطعام النبي ﷺ.
- ذهب إلى زوجته وطلب منها ما عندها من طعام، فأخبرته أن لديها صاعًا من شعير وشاة.
- ذبحت الشاة وطحنت الشعير وطبخت الطعام، ثم طلبت من زوجها ألا يفضحها (أي لا يخبر النبي علانية لئلا يحضر الجميع ولا يكفي الطعام).
- ذهب جابر إلى النبي ﷺ وسارّه (أي أخبره سرًا) بأنهم أعدوا طعامًا ويدعوه هو وبعض الصحابة.
- لكن النبي ﷺ أراد أن يُظهر معجزة ويُطعم جميع الصحابة (وكانوا ألفًا)، فنادى علانية: "يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا فحيَّهلا بكم".
- ثم طلب النبي ﷺ ألا يُنزل القدر من النار ولا يُخبز العجين حتى يحضر هو.
- عندما حضر النبي ﷺ، بصق في العجين وفي القدر وبارك فيهما (وهذا من أسباب البركة).
- ثم طلب من الخابزة (المرأة التي تخبز) أن تخبز معه، وأمرهم أن يغرفوا من القدر دون إنزاله من النار.
- فأكل الجميع (ألف رجل) حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو لم ينقص!


3. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على النبي ﷺ: فقد تحرّك جابر رضي الله عنه فورًا عندما رأى الجوع على وجه النبي ﷺ.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: جهزت زوجة جابر الطعام القليل، ثم جاءت البركة من الله.
3- عدم إحراج الآخرين: طلبت الزوجة من زوجها ألا يفضحها، وهذا أدب في التعامل.
4- بركة النبي ﷺ: كانت معجزة حقيقية حيث بارك الله في الطعام القليل فأطعم الجيش كله.
5- الكرم والدعوة إلى الطعام: علمنا النبي ﷺ أن ندعو الآخرين للطعام ونشر الفرح.
6- الإيمان بقدرة الله: لا يستبعد المؤمن بركة الله حتى في أضيق الظروف.


4. معلومات إضافية:


- هذه الواقعة حدثت في غزوة الخندق (الأحزاب) وهي من أصعب الغزوات التي مرت على المسلمين.
- الحديث يدل على كرم النبي ﷺ وحبه للصحابة، حيث فضل أن يأكل الجميع ولا يأكل هو وحده.
- البصاق النبوي كان بركة وليس مقززًا كما يتوهم البعض، لأنه معجزة من الله.
- يستفاد من الحديث أهمية إطعام الطعام والدعوة إليه، وأن البركة تأتي من الله.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٠٢) ومسلم في الأشربة (١٤١: ٢٠٣٩) كلاهما من حديث حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1163 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

  • 📜 حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جابر بن عبد الله يصنع سورًا لأهل الخندق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب