حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن كثرة المسألة عمَّا لم يكن ولم ينزل به وحي

عن أبي موسى الأشعريّ، قال: سئل رسول اللَّه ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال: «سلوني». فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه! مَنْ
أبي؟ فقال: «أبوك حذافة». ثم قام آخر فقال: يا رسول اللَّه، مَنْ أَبي؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول اللَّه ﷺ من الغضب قال: إنّا نتوب إلى اللَّه عز وجل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٦٠) كلاهما من حديث أبي أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكر الحديث.

عن أبي موسى الأشعريّ، قال: سئل رسول اللَّه ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال: «سلوني». فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه! مَنْ
أبي؟ فقال: «أبوك حذافة». ثم قام آخر فقال: يا رسول اللَّه، مَنْ أَبي؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول اللَّه ﷺ من الغضب قال: إنّا نتوب إلى اللَّه ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن أبي موسى الأشعريّ، قال: سئل رسول اللَّه ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال: «سلوني». فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه! مَنْ أبي؟ فقال: «أبوك حذافة». ثم قام آخر فقال: يا رسول اللَّه، مَنْ أَبي؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول اللَّه ﷺ من الغضب قال: إنّا نتوب إلى اللَّه.

1. شرح المفردات:


● كرهها: أي سئل عن أمور لم يرتح لها النبي ﷺ لكونها من الفضول أو مما لا فائدة فيه.
● أكثروا عليه المسألة: بالغوا في السؤال وتكريره بما يشق عليه.
● سلوني: أمرهم بالسؤال تحديًا لهم؛ ليعلموا أنهم لا يستطيعون تعجيزه بعلمه الواسع.
● مَنْ أبي؟: سؤال عن نسبه الحقيقي، وكان بعضهم يجهل آباءهم في الجاهلية.
● حذافة: اسم والد السائل الأول.
● سالم مولى شيبة: سالم هو والد السائل الثاني، وكان مولى (عبدًا) لشيبة بن عثمان.
● نتوب إلى الله: نستغفر الله ونعترف بخطئنا في الإكثار من الأسئلة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور هذا الموقف كيف أن بعض الصحابة رضي الله عنهم أسرفوا في سؤال النبي ﷺ عن أمور قد لا فائدة عملية منها، أو كانت من نوع الفضول، فغضب ﷺ من هذا الإلحاح، وتحداهم أن يسألوه عن أي شيء، فتجرأ رجلان وسألا عن آبائهما الحقيقيين (وكانا يجهلان ذلك لظروف النشأة في الجاهلية)، فأجابهما النبي ﷺ بإعجاز علمي، فعرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هذا الغضب إنما هو من الله تعالى، فبادر بالاستغفار والتوبة نيابة عن الصحابة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● تحذير من الإكثار في السؤال عن الأمور غير الضرورية أو التي لا طائل تحتها، وهو ما يسمى "الفضول"، وقد ورد النهي عنه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].
● إثبات علم النبي ﷺ الغيبي بما أطلعه الله عليه، فهو لا يعلم الغيب بذاته، ولكن الله يعلمه بما شاء، كما في هذا الحديث حيث أخبر عن آباء السائلين.
● غضب النبي ﷺ كان لله تعالى، لا لغرض شخصي، وذلك حين يُعتدى على حرمات الله أو يُتعدى فيها.
● حكمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفقهه حيث عرف من وجه النبي ﷺ الغضب، فبادر بالتوبة والاستغفار.
● التأدب مع العلماء وعدم إتعابهم بكثرة الأسئلة غير المجدية، وهذا أدب ينبغي أن يتحلى به طالب العلم.
● جواز التوبة الجماعية والاستغفار عن الخطأ الذي وقع فيه الجماعة، كما فعل عمر رضي الله عنه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- سبب غضب النبي ﷺ هو أن السائلين قد يسألون عن شيء فيحرمونه بسبب السؤال، كما في حديث: «إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته» (رواه البخاري ومسلم).
- قول عمر: "إنا نتوب إلى الله" يدل على عظيم أدبه مع النبي ﷺ، وسرعة استجابته لأدنى إشارة.
- في الحديث إثبات صفة الغضب للنبى ﷺ، ولكن غضبه كان لله تعالى، لا لحظ النفس.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٦٠) كلاهما من حديث أبي أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 182 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

  • 📜 حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب