من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

عن سهل بن سعد، أنّ عويمرًا أتي عاصم بن عدي -وكان سيّد بني عجلان- فقال: «كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلًا أيقتله، أم كيف يصنع به؟ سلْ لي رسول اللَّه ﷺ عن ذلك. فأتى عاصمٌ النّبيَّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه! فكره رسولُ اللَّه ﷺ المسائلَ: فسأله عويمر، فقال: إن رسول اللَّه ﷺ كره المسائل وعابها. قال عويمر: واللَّهِ! لا أنتهي حتّى أسأل رسول اللَّه عن ذلك. . .» إلخ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٤٥)، ومسلم في اللّعان (١٤٩٢) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، مع بيان فوائده ودروسه المستفادة:

نص الحديث بتمامه (كما في صحيح البخاري):

عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن عويمرًا أتى عاصم بن عدي -وكان سيد بني عجلان- فقال: «كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله، أم كيف يصنع به؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك». فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل، فسأله عويمر، فقال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها». قال عويمر: والله! لا أنتهي حتى أسأل رسول الله عن ذلك. فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله فيقتلان به، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك القرآن، فاذهب فأت بها». فقال سهل: فتلاعنا، وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغا من تلاعنهما، قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها. فطلقها ثلاثًا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن شهاب: فكانت سنة المتلاعنين.

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● عويمر: هو صحابي من الأنصار، واسمه عويمر بن مالك، ويُكنى أبا المنذر، وهو المعروف بالخزاعي.
● عاصم بن عدي: صحابي جليل، وكان سيد قبيلة بني عجلان من الأنصار.
● كره المسائل: أي كره الإكثار من السؤال عن الأمور التي لم تقع، أو عن تفاصيل فرضية قد لا تحدث.
● تلاعنا: أي حصل بينهما اللعان، وهو الحلف بالله مع التبرؤ واللعن في حالة الكذب، وهو الحكم الشرعي الذي نزل لحل مثل هذه القضايا.
● فسأله عويمر: أي أن عاصمًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم نيابة عن عويمر.
● قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك القرآن: أي أن الله تعالى أنزل حكم اللعان في سورة النور ردًا على سؤالك.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي سهل بن سعد رضي الله عنه عن قصة عويمر الذي شك في زوجته واتهمها بالزنا، فذهب ليسأل سيد قبيلته عاصم بن عدي عن حكم من يجد مع امرأته رجلاً، هل له أن يقتله؟ فطلب منه عاصم أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، لكن النبي كره السؤال عن أمور افتراضية لم تقع بعد. لكن عويمر أصر على السؤال، فذهب بنفسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله. فأخبره النبي أن الله قد أنزل حكم اللعان في سورة النور، وهو الحل الشرعي لمثل هذه الحالة. فطبقوا حكم اللعان، وبعد ذلك طلق عويمر زوجته.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● كراهية السؤال عن المسائل المفترضة التي لم تقع: وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد يفتح بابًا من المشقة أو يشرع حكمًا لا داعي له.
● العزم على طلب العلم واليقين في الأمور الشرعية: مع أن النبي كره السؤال أولاً، إلا أن عويمر أصر على معرفة الحكم، وهذا يدل على حرصه على فعل الصواب.
● نزول أحكام القرآن برد على أسئلة الصحابة: كثير من الآيات نزلت ردًا على أسئلة أو حوادث، كآيات اللعان في سورة النور.
● حكمة تشريع اللعان: وهو حل شرعي لحالات الشك في الزنا دون بينة، يحفظ الأعراض ويجنب المجتمع إراقة الدماء بغير حق.
● التطبيق العملي للقرآن: الصحابة كانوا يطبقون القرآن فور نزوله، كما حصل في قصة اللعان هذه.
● أن طلاق الزوجة بعد اللعان جائز: كما فعل عويمر حين طلق زوجته بعد اكتمال اللعان.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

● آيات اللعان في سورة النور: قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 6-9].
● حكم اللعان: إذا حصل اللعان، سقط حد القذف عن الزوج، وسقط حد الزنا عن الزوجة، ويفترق الزوجان ولا يجوز لهما العودة إلى بعضهما أبدًا.
● هذه القصة كانت سبب نزول آيات اللعان، كما ذكر ذلك المفسرون وأهل العلم.

الخاتمة: هذا الحديث من الأحاد

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٤٥)، ومسلم في اللّعان (١٤٩٢) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 187 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

📜 حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية