كم يقيم مقصرا - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب كم يقيم مقصِّرًا
ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: كم أقام بمكة؟ قال: عشرًا.
متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨١)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٩٣) كلاهما من حديث يحيى بن أبي إسحاق، قال سمعتُ أنسًا يقول: فذكره.
وفي رواية عند مسلم يقول: خرجنا من المدينة إلى الحج، ثم ذكر مثله.
فأنس يشير إلى قيام النبي ﷺ في حجة الوداع، لأنه دخل مكة صبح رابعة من ذي الحجة، وهو يوم الأحد، وبات بالمحصب ليلة الأربعاء. وفي تلك الليلة أعمرت عائشة من التنعيم، ثم طاف عليه السلام طواف الوداع سحرًا قبل صلاة الصبح من يوم الأربعاء، وخرج صبيحته، وهو الرابع عشر. قاله المندري. انظر «نصب الراية» (٢/ ١٨٤) وحديث ابن عباس الآتي يختص بفتح مكة.
صحيح: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨٠) من طريق أبي عوانة عن عاصم وحُصَين، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه أبو داود وغيره وفيه «سبع عشرة».
قال البيهقي (٣/ ١٥١): «اختلفت هذه الروايات في: تسع عشرة«و»سبع عشرة«وأصحهما عندي رواية من روى»تسع عشرة«وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح. فأخذ من رواها، ولم يختلف عليه على عبد الله بن المبارك، وهو أحفظ من رواه عن عاصم الأحول» انتهى.
وهو يشير إلى ما رواه البخاري في المغازي (٤٢٩٨) عن عبدان، عن عبد الله (ابن المبارك) أخبرنا عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس أقام النبي ﷺ بمكة تسعة عشر يومًا يصلِّي ركعتين. انتهى.
قال الأعظمي: وتابعه أبو عوانة كما تراه وأبو شهاب، البخاري (٤٢٩٩) كلاهما عن عاصم مثل رواية عبد الله بن المبارك.
انظر: لمزيد من التفصيل: «المنة الكبرى» (٢/ ١٣٨).
وقول ابن عباس: «وإن زدنا أتممنا» هو مذهبه، وإلا فقد ثبت عن غير واحِدٍ من أصحاب رسول الله ﷺ والتابعين أنَّهم كانوا يقصرون الصلاة بدون تحديد المدة، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وتُقصر الصلاة في كل ما يسمى سفرًا، سواء قلَّ أو كثر. ولا يتقدر بمدَّة. وهو مذهب الظاهرية، ونصره صاحب المغني فيه، وسواء كان مباحًا أو محرَّمًا. ونصره ابن عقيل في موضع، وقال بعض المتأخرين من أصحاب أحمد والشافعي: وسواء نوى إقامة أكثر من أربعة أيام أولا، وروي هذا عن جماعة من الصحابة». «الاختبارات الفقهية لشيخ الإسلام» (ص ٦٩).
قال الأعظمي: أقام أنس بن مالك بالشام شهرين يصلِّي ركعتين.
وأقام ابن عمر باذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة.
ووفد سعد بن أبي وقاص إلى معاوية فأقام عنده شهرًا يقصر الصلاة، أو شهر رمضان فيفطر.
وعن الحسن قال: كُنَّا مع عبد الرحمن بن سمرة ببعض بلاد فارس سنتين فكان لا يجمع، ولا يزيد على ركعتين.
وعن الحسن أيضًا أنه أقام مع أنس بن مالك بنيسابور سنتين فكان يصلي ركعتين ركعتين. انظر تخاريج هذه الآثار في «نصب الراية» (٢/ ١٨٥).
صحيح: رواه أبو داود (١٢٣٥) عن الإمام أحمد، وهو في مسنده (١٤١٣٩) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر فذكره.
والحديث في «مصنف» عبد الرزاق (٤٣٣٥) ومن طريقه أخرجه بن حبان في صحيحه (٢٧٥٢)، والبيهقي (٣/ ١٥٢).
ورجال إسناده ثقات، إلا أن أبا داود أعلَّه قائلًا: «غير معمر يُرسله لا يسنده».
وقال البيهقي: «تفرَّد معمر بروايته مسندًا، ورواه علي بن المبارك وغيره عن يحيى عن ابن ثوبان، عن النبيّ ﷺ مرسلًا».
قال الأعظمي: حديث علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين ليلة يُصلي صلاة المسافر ركعتين، رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٥٤) من طريقه.
قال الأعظمي: والحديث روي من وجهين: أحدهما مسندًا. رواه معمر كما سبق.
والثاني: مرسلًا. رواه علي بن المبارك وغيره.
والحكم في هذه الحال لمن زاد حسب القواعد الحديثية. وقد نصّ البخاري وغيره أنّ زيادة الثقة مقبولة.
فليس كلّ تفرد يُعلّ به الحديث، فإن ذكر التفرد قد يكون من الإخبار دون الإعلال. مثل بيان الاختلاف على الراوي كما يفعله كثيرًا النسائي في كتابه «الكبرى»، و«المجتبى»، والدارقطني في «العلل» لأنّ أغلب السنن رويت من أوجه كثيرة، ودور المحدّث الفقيه هو اختيار ما صح منها كما فعل الإمام البخاري انتقى صحيحه من ستمائة ألف حديث وجلس فيه أكثر من خمس عشرة سنة، فليس كلُّ ما اختاره في «صحيحه» يعلّ بالأسانيد التي تركها.
وذكره النوويُّ فقال: «الحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، ولا يقدح فيه تفرُّد معمر، فإنَّه ثقة حافظ، فزيادته مقبولة». انظر: «الخلاصة» (٢٥٦٧، ٢٥٦٨).
قال الأعظمي: وأقرَّه الزيلعيّ بعد أن نقل قوله هذا. انظر: «نصب الراية» (٢/ ١٨٦).
وأما ما رُوي عن عمران بن حُصين قال: غزوتُ مع رسول الله ﷺ، وشهدتُ معه الفتح، فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، ويقول: «يا أهل البلد! صلوا أربعًا، فإنا قوم سَفْرٌ» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٢٢٩)، والترمذي (٥٤٥) كلاهما من طريق علي بن زيد بن جُدْعان، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين فذكره واللفظ لأبي داود. ولفظ الترمذي: سئل عمران بن حُصين عن صلاة المسافر. فقال: حججتُ مع رسول الله ﷺ فصلَّى ركعتين، وحججت مع أبي بكر فصلَّى ركعتين، ومع عمر فصلَّى ركعتين، ومع عثمان ست سنين من خلافته، أو ثماني سنين فصلَّى ركعتين. قال الترمذي: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: بل هو ضعيف، لأنَّ فيه علي بن زيد بن جُدْعان تكلَّم فيه أحمد وأبو زرعة، وأبو حاتم والنسائي والجوزجاني وغيرهم.
قال المنذري في مختصر أبي داود: «في إسناده علي بن زيد بن جُدْعان، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمَّة. وقال بعضهم: هو حديث لا تقوم به حجة لكثرة اضطرابه».
قال الأعظمي: ورواه الإمام أحمد (١٩٨٦٥) من الطريق نفسه وزاد فيه: «إلا المغرب»، كما أنَّ سياقه أطول من هذا، فإنَّه جمع فيه بين الغزوة والحج والعمرة.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 359 من أصل 423 باباً
- 334 وتر النبي ﷺ بثلاث ركعات
- 335 باب وتر النبي ﷺ بخمس
- 336 وتر النبي ﷺ بتسع ركعات
- 337 باب ما جاء في الوتر بثلاث عشرة وبسبع
- 338 باب ما جاء من الفصل بين الشفع والوتر
- 339 باب تخيير المُوتِر بين الواحدة والثلاث والخمس
- 340 باب من لم يستطع أن يُوتر يومِئُ إيماءً برأسه
- 341 باب النهي عن تشبيه صلاة الوتر بصلاة المغرب
- 342 باب ما يقرأ به في الوتر
- 343 باب ما يُدعى به في قنوت الوتر
- 344 باب القنوت بعد الركوع
- 345 باب من قال: إنّ القنوت في الوتر قبل الرّكوع
- 346 باب في القنوت في النازلة قبل الركوع وبعده
- 347 باب ما كان يقوله النبي ﷺ بعد التسليم من صلاة الوتر
- 348 باب ما جاء في بدءِ القنوت
- 349 باب ما جاء في استحباب القنوت في الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازِلةٌ والجَهْرُ به
- 350 القنوت في الصبح والمغرب
- 351 باب ما جاء في ترك القنوت بعد زوال سببه
- 352 باب ما جاء أنّ النبيّ ﷺ ما كان يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 353 باب تأمين المأمومين خلف الإمام إذا دعا في القنوت
- 354 باب رفع اليدين في دعاء القنوت
- 355 باب صلاة المسافر
- 356 باب جواز تقصير الصلاة في السفر ولو كان الطريق آمنًا
- 357 باب استحباب قصر الصلاة في السفر
- 358 باب من أين يبدأ المسافر القصر
- 359 باب كم يقيم مقصِّرًا
- 360 باب الصلاة بمكة للمسافر
- 361 باب قَصْر الصلاة في منًى
- 362 باب الجمع بين الصلاتين في السَّفر
- 363 باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
- 364 باب من قال: إن الجمع في المدينة مِن غير عُذْرٍ كان جمعًا صوريًّا
- 365 باب ما جاء في تعجيل الظهر في السفر
- 366 باب ترك التطوع في السفر
- 367 باب لا تؤدى الفريضة على الراحلة دون النافلة
- 368 باب أن السجدتين من المتنفل على الراحلة تكون في الإيماء أخفض من الركوع
- 369 باب ما جاء أن الإمامَ يصلِّي لكلِّ طائفة ركعة، ثم يسلِّم، وتقضي كلُّ طائفةٍ ركعةً لنفسها
- 370 باب ما جاء أنَّ الإمام يصلِّي بكلِّ طائفةٍ ركعةً، ثم ينتظر حتى تقضي كل طائفة لنفسها ثم يسلم مع الجميع
- 371 باب ما جاء للإمام أربع ركعات وللمأموم ركعتان ركعتان
- 372 باب من قال: وفي الخوف ركعة
- 373 باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا
- 374 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 375 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 376 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 377 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 378 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 379 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 380 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 381 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 382 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 383 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
معلومات عن حديث: كم يقيم مقصرا
📜 حديث عن كم يقيم مقصرا
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ كم يقيم مقصرا من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث كم يقيم مقصرا
تحقق من درجة أحاديث كم يقيم مقصرا (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث كم يقيم مقصرا
تخريج علمي لأسانيد أحاديث كم يقيم مقصرا ومصادرها.
📚 أحاديث عن كم يقيم مقصرا
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع كم يقيم مقصرا.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب