حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كم يقيم مقصِّرًا

عن جابر بن عبد الله قال: أقام رسول الله ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصُر الصلاة.

صحيح: رواه أبو داود (١٢٣٥) عن الإمام أحمد، وهو في مسنده (١٤١٣٩) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: أقام رسول الله ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصُر الصلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام في غزوة تبوك عشرين يوماً كان يصلي فيها الصلاة الرباعية (الظهر، والعصر، والعشاء) ركعتين فقط، أي كان يقصر الصلاة.
وفي رواية أخرى: "أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبُوكٍ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلاَةَ".


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● أقام: بقي ومكث في المكان.
● تبوك: اسم مكان في شمال الجزيرة العربية، وهي الغزوة التي سميت باسمه (غزوة تبوك)، وكانت في ظروف صعبة من شدة الحرّ وبُعد المسافة.
● يقصُر الصلاة: أي يؤدي الصلاة الرباعية (الظهر، والعصر، والعصر) ركعتين فقط، بدلاً من أربع ركعات. وهذا هو حكم قصر الصلاة للمسافر.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء إقامته في تبوك خلال غزوة تبوك، مكث فيها عشرين يوماً كاملة، وكان خلال هذه الإقامة لا يزال يعتبر نفسه في حكم المسافر، فلم يصلّ الصلوات الرباعية كاملة، بل كان يقصرها (يصليها ركعتين).

# 3. الدروس المستفادة والفقهية:


هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي يستدل بها الفقهاء في مسألة مدة إقامة المسافر التي يجوز له فيها قصر الصلاة، وهو من المسائل التي وقع فيها خلاف بين العلماء، وهذا الحديث هو أحد أدلة من قال بعدم تحديد المدة.
● المذهب الأول (مذهب الجمهور: الحنفية، والمالكية، والشافعية): ذهبوا إلى أن المسافر إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام (غير أيام السفر) وجب عليه الإتمام وحرُم عليه القصر. واستدلوا بحديث آخر.
● المذهب الثاني (مذهب الإمام أحمد بن حنبل واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وعدد من المحققين): ذهبوا إلى أنه ما دام لم ينوِ الإقامة المطلقة أو الاستيطان (أي أن إقامته مؤقتة ولغرض محدد)، فإنه يبقى على حكم السفر ويجوز له القصر والفطر في رمضان، ولو طالت مدة إقامته. وهذا الحديث هو من أقوى أدلتهم، حيث أقام النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يوماً وهو يقصر، ولم يقل لأصحابه أتموا.
الترجيح: كثير من العلماء المعاصرين يرون أن الرأي الثاني هو الأقوى دليلاً، لأنه لا يوجد حدّ صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد المدة، وفعله في تبوك دليل على الجواز.
● دليل على سنية قصر الصلاة في السفر: حيث واظب النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك طيلة مدة إقامته.
● بيان يسر الإسلام ورفعه للحرج: فالشريعة راعت أحوال الناس، فشرعت للمسافر القصر تخفيفاً عنه وتيسيراً، ولم تشقّ عليه بإلزامه بالإتمام وهو على سفر.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● غزوة تبوك: كانت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وسُميت بغزوة العسرة due to the extreme hardship and heat that the Muslims endured.
● حكم قصر الصلاة: هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل للمسافر أن يقصر، وإن صلى أربعاً فالصلاة صحيحة ولكنّه خالف الأفضل.
● الفرق بين القصر والجمع: القصر هو تخفيف عدد الركعات (الرباعية تصير ثنائية)، أما الجمع فهو ضم صلاتين في وقت إحداهما (جمع تقديم أو جمع تأخير). ويمكن الجمع مع القصر أو بدونه.
الخلاصة: الحديث دليل على مشروعية قصر الصلاة للمسافر ولو أقام مدة طويلة (كعشرين يوماً) ما دامت إقامته مؤقتة ولم ينوِ الاستقرار الدائم. وهو بيان للرحمة والتيسير في شريعة الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٣٥) عن الإمام أحمد، وهو في مسنده (١٤١٣٩) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر فذكره.
والحديث في «مصنف» عبد الرزاق (٤٣٣٥) ومن طريقه أخرجه بن حبان في صحيحه (٢٧٥٢)، والبيهقي (٣/ ١٥٢).
ورجال إسناده ثقات، إلا أن أبا داود أعلَّه قائلًا: «غير معمر يُرسله لا يسنده».
وقال البيهقي: «تفرَّد معمر بروايته مسندًا، ورواه علي بن المبارك وغيره عن يحيى عن ابن ثوبان، عن النبيّ ﷺ مرسلًا».
قال الأعظمي: حديث علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين ليلة يُصلي صلاة المسافر ركعتين، رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٥٤) من طريقه.
قال الأعظمي: والحديث روي من وجهين: أحدهما مسندًا. رواه معمر كما سبق.
والثاني: مرسلًا. رواه علي بن المبارك وغيره.
والحكم في هذه الحال لمن زاد حسب القواعد الحديثية. وقد نصّ البخاري وغيره أنّ زيادة الثقة مقبولة.
فليس كلّ تفرد يُعلّ به الحديث، فإن ذكر التفرد قد يكون من الإخبار دون الإعلال. مثل بيان الاختلاف على الراوي كما يفعله كثيرًا النسائي في كتابه «الكبرى»، و«المجتبى»، والدارقطني في «العلل» لأنّ أغلب السنن رويت من أوجه كثيرة، ودور المحدّث الفقيه هو اختيار ما صح منها كما فعل الإمام البخاري انتقى صحيحه من ستمائة ألف حديث وجلس فيه أكثر من خمس عشرة سنة، فليس كلُّ ما اختاره في «صحيحه» يعلّ بالأسانيد التي تركها.
وذكره النوويُّ فقال: «الحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، ولا يقدح فيه تفرُّد معمر، فإنَّه ثقة حافظ، فزيادته مقبولة». انظر: «الخلاصة» (٢٥٦٧، ٢٥٦٨).
قال الأعظمي: وأقرَّه الزيلعيّ بعد أن نقل قوله هذا. انظر: «نصب الراية» (٢/ ١٨٦).
وأما ما رُوي عن عمران بن حُصين قال: غزوتُ مع رسول الله ﷺ، وشهدتُ معه الفتح، فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، ويقول: «يا أهل البلد! صلوا أربعًا، فإنا قوم سَفْرٌ» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٢٢٩)، والترمذي (٥٤٥) كلاهما من طريق علي بن زيد بن جُدْعان، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين فذكره واللفظ لأبي داود. ولفظ الترمذي: سئل عمران بن حُصين عن صلاة المسافر. فقال: حججتُ مع رسول الله ﷺ فصلَّى ركعتين، وحججت مع أبي بكر فصلَّى ركعتين، ومع عمر فصلَّى ركعتين، ومع عثمان ست سنين من خلافته، أو ثماني سنين فصلَّى ركعتين. قال الترمذي: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: بل هو ضعيف، لأنَّ فيه علي بن زيد بن جُدْعان تكلَّم فيه أحمد وأبو زرعة، وأبو حاتم والنسائي والجوزجاني وغيرهم.
قال المنذري في مختصر أبي داود: «في إسناده علي بن زيد بن جُدْعان، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمَّة. وقال بعضهم: هو حديث لا تقوم به حجة لكثرة اضطرابه».
قال الأعظمي: ورواه الإمام أحمد (١٩٨٦٥) من الطريق نفسه وزاد فيه: «إلا المغرب»، كما أنَّ سياقه أطول من هذا، فإنَّه جمع فيه بين الغزوة والحج والعمرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1090 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

  • 📜 حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب