حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب كم يقيم مقصِّرًا
ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: كم أقام بمكة؟ قال: عشرًا.
متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨١)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٩٣) كلاهما من حديث يحيى بن أبي إسحاق، قال سمعتُ أنسًا يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1083) ومسلم في صحيحه (رقم 693) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفيما يلي الشرح المفصل له:
1. شرح المفردات:
* خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: أي صحبنا رسول الله ﷺ في هذه الرحلة.
* مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ: يشير إلى أن الرحلة كانت من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
* فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ: أي كان يؤدي الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، والعشاء) قصرًا إلى ركعتين فقط.
* حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ: استمرار حكم القصر طيلة مدة السفر حتى العودة إلى المدينة.
* قُلْتُ: السائل هنا هو راوي الحديث عن أنس، وهو حميد الطويل.
* كَمْ أَقَامَ بِمَكَّةَ؟: سؤال عن المدة التي بقيها النبي ﷺ في مكة خلال هذه الرحلة.
* قَالَ: عَشْرًا: أي عشرة أيام.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صحب النبي ﷺ في سفر من المدينة إلى مكة، وأن النبي ﷺ طوال هذه الرحلة (ذهابًا وإيابًا) كان يقصر الصلاة الرباعية، فيصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط، ولم يعد إلى إتمامها (أربع ركعات) إلا بعد أن عاد ودخل مدينة المدينة.
ثم يسأل الراوي (حميد) أنسًا: كم من الوقت مكث النبي ﷺ في مكة؟ فيجيب أنس: مكث عشرة أيام. والمقصود من هذا السؤال والجواب بيان أن النبي ﷺ كان يقصر الصلاة حتى مع إقامته هذه المدة في مكة، مما يدل على مشروعية القصر للمسافر إذا لم ينوِ الإقامة المطلقة (أي الاستيطان).
3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تُستنبط منها العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بصلاة المسافر:
1- مشروعية قصر الصلاة في السفر: الحديث دليل واضح على أن القصر سنة مؤكدة عن النبي ﷺ للمسافر. والقصر هنا خاص بالصلاة الرباعية (الظهر، العصر، العشاء) أما المغرب والفجر فتبقان على حالهما.
2- مدة قصر الصلاة: يستفاد من قوله: «حتى رجعنا إلى المدينة» أن حكم القصر يستمر طوال مدة السفر، حتى لو طالت، ما دام المسافر لم ينوِ الإقامة الدائمة أو يقطع نيته بالسفر (أي يدخل بلده أو ينوي الإقامة أكثر من أربعة أيام على رأي بعض العلماء).
3- أحكام إقامة المسافر: الاستفادة الكبرى من ذكر مدة الإقامة (عشرة أيام) أن النبي ﷺ أقام في مكة مدة غير قصيرة ومع ذلك قصر الصلاة. وهذا أصل عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والحنابلة) أن للمسافر أن يقصر ما دام لم ينوِ الإقامة المطلقة (أي الاستيطان)، وليس للإقامة مدة محدودة تمنع من القصر، بل المعتبر هو نية المسافر.
* فمن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام (عند الشافعية) يتم الصلاة.
* ومن لم ينوِ الإقامة المطلقة، ولو لأشهر، فله القصر (وهو قول الجمهور واستدلوا بهذا الحديث).
4- التيسير في الدين: في هذا الحديث تيسير عظيم من الله تعالى على عباده، حيث خفف عنهم عدد الركعات في حال السفر الذي يشق فيه التزام كامل الصلوات، مما يجسد رحمة الإسلام وسماحته.
5- بيان هدي النبي ﷺ العملي: الحديث يصور لنا تطبيق النبي ﷺ العملي لأحكام الشريعة، فهو لا يعلمنا بالقول فقط بل بالفعل، مما يجعله قدوة عملية لأمته في جميع أحوالها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* سبب الرحلة: غالبًا ما يُذكر أن هذه الرحلة كانت لغزوة الفتح (فتح مكة) أو لعمرة القضاء، والراجح أنها كانت لعمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة.
* حكمة القصر: من حكم مشروعية قصر الصلاة التيسير على الأمة وتخفيف المشقة عليهم في أسفارهم، وإرادة الخير لهم حيث أن القصر يجمع بين أجر الصلاة ورفع الحرج عن المكلف.
* هل القصر أفضل أم الإتمام؟: الأفضل للمسافر أن يقصر الصلاة اقتداءً بالنبي ﷺ، وإن أتم فلا حرج ولكن خالف الأفضل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي رواية عند مسلم يقول: خرجنا من المدينة إلى الحج، ثم ذكر مثله.
فأنس يشير إلى قيام النبي ﷺ في حجة الوداع، لأنه دخل مكة صبح رابعة من ذي الحجة، وهو يوم الأحد، وبات بالمحصب ليلة الأربعاء. وفي تلك الليلة أعمرت عائشة من التنعيم، ثم طاف عليه السلام طواف الوداع سحرًا قبل صلاة الصبح من يوم الأربعاء، وخرج صبيحته، وهو الرابع عشر. قاله المندري. انظر «نصب الراية» (٢/ ١٨٤) وحديث ابن عباس الآتي يختص بفتح مكة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1088 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1063 اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان
- 1064 دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة
- 1065 اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا
- 1066 يقنتُ في الصبح والمغرب
- 1067 قنت رسول الله شهرًا يدعو على أحياء من العرب
- 1068 اللهم أنج الوليد بن الوليد
- 1069 كانوا يَقْنُتُون؟ قال: أي بُنيَّ محدَثٌ
- 1070 اللهم انج الوليدَ
- 1071 كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 1072 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رِعْل وذكوان وعُصية
- 1073 رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة
- 1074 فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر
- 1075 فرض الله الصلاة في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين
- 1076 صلاة السفر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان
- 1077 صلاة السفر في القرآن
- 1078 عن قصر الصلاة صدقة من الله فاقبلوا صدقته
- 1079 {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} في صلاة العشاء
- 1080 خرج رسول الله ﷺ من المدينة إلى مكة لا يخاف...
- 1081 صلاة المسافر ركعتين مع النبي وأبي بكر وعمر
- 1082 يُحِبُّ الله أن تُؤتَى رُخَصُه
- 1083 يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه
- 1084 يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
- 1085 صلاة الظهر أربعًا والعصر ركعتين في السفر
- 1086 كما رأيت رسول الله ﷺ يفعل
- 1087 كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال صلى ركعتين
- 1088 كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
- 1089 أقام النبي تسعة عشر يقصر
- 1090 أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة
- 1091 حديث رقم 2781
- 1092 صليت مع رسول الله بمنى ركعتين
- 1093 صلى رسول الله ﷺ بمنى ركعتين
- 1094 صلى النبي ﷺ بمنى ركعتين
- 1095 يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
- 1096 إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت...
- 1097 الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر
- 1098 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر.
- 1099 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
- 1100 يجمع بين الصلاتين في السفر
- 1101 صلاة الظهر والعصر جميعًا في غير خوف ولا سفر
- 1102 صلى النبي المغرب والعشاء والفجر قبل ميقاتها
- 1103 كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي...
- 1104 صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه
- 1105 لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها
- 1106 يصلي النبي على راحلته حيث توجهت به
- 1107 يُسَبِّح النبي على الراحلة قبل أي وجه توجه
- 1108 يُصلي على راحلته حيث توجَّهَتْ
- 1109 لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب
- 1110 يُصَلِّي على راحلته أينما توجَّهت يومئُ
- 1111 يُصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر
- 1112 كان رسول الله ﷺ يُصلي على راحلته حيث كان وجهه
معلومات عن حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
📜 حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








