أقام النبي تسعة عشر يقصر

حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

عن ابن عباس قال: أقام النبي ﷺ تسعة عشر يَقْصُر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا.

صحيح: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨٠) من طريق أبي عوانة عن عاصم وحُصَين، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: أقام النبي ﷺ تسعة عشر يَقْصُر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أقام النبي ﷺ تسعة عشر يَقْصُر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا".
رواه البخاري في صحيحه.

الشرح:

# 1. شرح المفردات:

● أقام: بقي في المكان ولم يرتحل.
● يَقْصُر: يصلي الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، والعشاء) ركعتين بدلاً من أربع.
● قصر الصلاة: هو رخصة للمسافر بأن يصلي الصلوات الرباعية ركعتين فقط.
● أتممنا: أي صلينا الصلاة كاملة أربع ركعات.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام في إحدى أسفاره تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة (أي يصلي الرباعية ركعتين)، فاستنبط الصحابة من ذلك أن مدة القصر في السفر هي تسعة عشر يوماً، فإذا زادت المادة على ذلك فإنهم يتمون الصلاة.

# 3. الدروس المستفادة منه:

● جواز قصر الصلاة في السفر: وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
● مدة قصر الصلاة: الحديث يدل على أن المسافر إذا نوى الإقامة في مكان مدة محدودة (أقل من عشرين يوماً) فإنه يقصر الصلاة، أما إذا نوى الإقامة أكثر من ذلك فإنه يتم الصلاة.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: فهم الصحابة رضي الله عنهم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المدة (تسعة عشر يوماً) هي الحد الأقصى للإقامة التي يجوز فيها القصر.
● الاجتهاد في فهم النصوص: حيث استنبط ابن عباس والصحابة الحكم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في تحديد مدة قصر الصلاة، وقد اختلف العلماء في المدة التي يجوز للمسافر أن يقصر فيها، والراجح أن المسافر يقصر ما لم ينوِ الإقامة المطلقة (أي الإقامة الدائمة)، أو ينوي الإقامة أكثر من أربعة أيام (على خلاف بين العلماء).
- القصر سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تيسير على الأمة.
- من نوى الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام (على رأي الجمهور) فإنه يتم الصلاة.

الخاتمة:
فهذا الحديث من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام ويسره، وأن الله تعالى قد رخص للمسافر قصر الصلاة تخفيفاً عنه، وعلى المسلم أن يتعلم أحكام السفر من قصر وجمع وصوم وفطر وغير ذلك حتى يعبد الله على بصيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨٠) من طريق أبي عوانة عن عاصم وحُصَين، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه أبو داود وغيره وفيه «سبع عشرة».
قال البيهقي (٣/ ١٥١): «اختلفت هذه الروايات في: تسع عشرة«و»سبع عشرة«وأصحهما عندي رواية من روى»تسع عشرة«وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح. فأخذ من رواها، ولم يختلف عليه على عبد الله بن المبارك، وهو أحفظ من رواه عن عاصم الأحول» انتهى.
وهو يشير إلى ما رواه البخاري في المغازي (٤٢٩٨) عن عبدان، عن عبد الله (ابن المبارك) أخبرنا عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس أقام النبي ﷺ بمكة تسعة عشر يومًا يصلِّي ركعتين. انتهى.
قال الأعظمي: وتابعه أبو عوانة كما تراه وأبو شهاب، البخاري (٤٢٩٩) كلاهما عن عاصم مثل رواية عبد الله بن المبارك.
انظر: لمزيد من التفصيل: «المنة الكبرى» (٢/ ١٣٨).
وقول ابن عباس: «وإن زدنا أتممنا» هو مذهبه، وإلا فقد ثبت عن غير واحِدٍ من أصحاب رسول الله ﷺ والتابعين أنَّهم كانوا يقصرون الصلاة بدون تحديد المدة، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وتُقصر الصلاة في كل ما يسمى سفرًا، سواء قلَّ أو كثر. ولا يتقدر بمدَّة. وهو مذهب الظاهرية، ونصره صاحب المغني فيه، وسواء كان مباحًا أو محرَّمًا. ونصره ابن عقيل في موضع، وقال بعض المتأخرين من أصحاب أحمد والشافعي: وسواء نوى إقامة أكثر من أربعة أيام أولا، وروي هذا عن جماعة من الصحابة». «الاختبارات الفقهية لشيخ الإسلام» (ص ٦٩).
قال الأعظمي: أقام أنس بن مالك بالشام شهرين يصلِّي ركعتين.
وأقام ابن عمر باذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة.
ووفد سعد بن أبي وقاص إلى معاوية فأقام عنده شهرًا يقصر الصلاة، أو شهر رمضان فيفطر.
وعن الحسن قال: كُنَّا مع عبد الرحمن بن سمرة ببعض بلاد فارس سنتين فكان لا يجمع، ولا يزيد على ركعتين.
وعن الحسن أيضًا أنه أقام مع أنس بن مالك بنيسابور سنتين فكان يصلي ركعتين ركعتين. انظر تخاريج هذه الآثار في «نصب الراية» (٢/ ١٨٥).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1089 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

📜 حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية