خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله ﷺ يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به». فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي». فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٨) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد! خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله ﷺ، وسمعت
حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد! خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد! ما سمعت من رسول الله ﷺ، قال: يا ابن أخي، والله! لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ﷺ، فما حدثتكم فاقبلوا، ومالا فلا تكلِّفونيه، ثم قال: قام رسول الله ﷺ يومًا فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرسول ﷺ الذي أوصى فيه بأمرين عظيمين قبل وفاته، وهما كتاب الله عز وجل وعترته أهل بيته. وسأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا إن شاء الله تعالى.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وغيرهم من أئمة الحديث.
### ثانيًا. شرح المفردات
● يوشك: يقرب ويدنو.
● رسول ربي: يعني ملك الموت.
● فأجيب: أي أجيب دعوته وأموت.
● الثقلين: الثقل يعني الشيء النفيس الكريم، وسميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما.
● أهل بيتي: هم آل بيت النبي ﷺ الذين حُرِمت عليهم الصدقة.
● حرم الصدقة: أي لا تحل لهم الصدقة الواجبة، أما الهبة والهدية فحلال لهم.
### ثالثًا. شرح الحديث
قام النبي ﷺ خطيبًا في مكان بين مكة والمدينة يسمى "خُمًّا" في يوم عظيم، وكان ذلك في حجة الوداع، فبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم وعظ الناس وذكّرهم، ثم أخبرهم بأنه بشر سيموت، وأنه سيترك فيهم أمرين عظيمين هما:
1- كتاب الله تعالى: وهو القرآن الكريم الذي فيه الهداية والنور، فأمرهم بالأخذ به والتمسك به، وحثهم على ذلك ورغبهم فيه.
2- أهل بيته: وهم آل بيته الذين حُرِمت عليهم الصدقة، وقد أكد عليهم ثلاث مرات ليعظُم شأنهم ويبيّن مكانتهم، فقال: «أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاث مرات.
ثم بين زيد بن أرقم رضي الله عنه أن أهل البيت هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، رضي الله عنهم جميعًا، وأنهم حُرِمت عليهم الصدقة.
### رابعًا. الدروس المستفادة من الحديث
1- عظمة القرآن الكريم: وجوب التمسك به والعمل به، فهو الهدى والنور.
2- مكانة أهل البيت: وجوب محبتهم وتوقيرهم واحترامهم، لأن النبي ﷺ أوصى بهم.
3- التحذير من التفريط في هذين الأمرين: فالتمسك بهما يضمن السلامة من الضلال.
4- بيان أن النبي بشر: يموت كما يموت الناس، وهذا من كمال عقيدتنا.
5- الحث على الوصية بالأمور المهمة: خاصة عند الوداع أو قرب الأجل.
### خامسًا. معلومات إضافية
- أهل البيت يشملون أزواج النبي ﷺ كما في قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} إلى قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، ولكن المقصود في هذا الحديث هم الذين حُرِمت عليهم الصدقة وهم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
- التمسك بالثقلين يعني الأخذ بعلمهم والاقتداء بهم، ومحبتهم من صميم الإيمان.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه والمقتدين بسنة نبيه ﷺ، المحبين لأهل بيته وصحبه الكرام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠٨) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد! خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله ﷺ، وسمعت
حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد! خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد! ما سمعت من رسول الله ﷺ، قال: يا ابن أخي، والله! لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ﷺ، فما حدثتكم فاقبلوا، ومالا فلا تكلِّفونيه، ثم قال: قام رسول الله ﷺ يومًا فذكره.
وليس في هذا الحديث الأمر بالتمسك بهدي أهل بيت النبي ﷺ وإنما فيه وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوءهم إذا كانوا متمسكين بالكتاب والسنة، وهذا الذي فهمه الصحابة فقال أبو بكرالصديق رضي الله عنه: والذي نفسي بيده! لقرابة رسول الله ﷺ أحب إلي أن أصل من قربتى. رواه البخاري (٣٧١٢).
وأما الأخذ بأقوالهم والاعتصام بأعمالهم مع كتاب الله فلم يثبت فيه شيء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 187 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

📜 حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية