حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أهل البيت

عن أبي حميد الساعدي، أنهم قالوا: يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله ﷺ: «قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٩)، ومسلم في الصلاة (٤٠٧ - ٦٩) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي، أخبرني أبو حميد الساعدي قال: فذكره.

عن أبي حميد الساعدي، أنهم قالوا: يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله ﷺ: «قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن صفة الصلاة على النبي ﷺ، والتي أمرنا الله بها في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسّم على النحو المطلوب:
### أولاً. شرح المفردات
● "صل على محمد": "الصلاة" من الله تعالى تعني: الثناء والرحمة والتعظيم. فمعنى "صلِّ عليه" أي: اثنِ عليه وأعطه منزلته التي يستحقها عندك.
● "أزواجه": هن زوجات النبي ﷺ الطاهرات، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن.
● "ذريته": هم أولاده وأحفاده من فاطمة وعلي رضي الله عنهما، وهم آل بيته الأطهار.
● "كما صليت على آل إبراهيم": "الكاف" للتعليل والتشبيه، أي: بمثل تلك الصلاة التي أنعمت بها على آل إبراهيم. و"آل إبراهيم" هم النبي إبراهيم خليل الرحمن ومن اتبعه من المؤمنين، أو ذريته الصالحون.
● "بارك على محمد": "البركة" هي: النماء والزيادة في الخير والثبات عليه. فمعنى "بارك عليه" أي: أنزل عليه وأمته الخير الكثير الدائم.
● "إنك حميد مجيد": "حميد" أي: المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله. و"مجيد" أي: ذو المجد والعظمة والكمال، وهو الكثير الإحسان والجود.
### ثانياً. شرح الحديث
يخبر الصحابي الجليل أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أن الصحابة سألوا النبي ﷺ عن *كيفية* الصلاة عليه، لا عن وجوبها، فهم يعلمون وجوبها من الآية الكريمة، لكنهم أرادوا أن يعرفوا الصيغة المفضلة أو المشروعة لفعل هذه العبادة العظيمة.
فأجابهم النبي ﷺ بهذه الصيغة الجامعة المباركة، التي ينبغي للمسلم أن يقولها عندما يُؤمر بالصلاة عليه، خاصة في التشهد الأخير في الصلاة، وهي من أكمل صيغ الصلاة عليه.
وتتضمن هذه الصيغة أمرين عظيمين:
1- الدعاء بالصلاة: وهو طلب التعظيم والثناء من الله تعالى للنبي ﷺ، ولأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته الطاهرين، بمقدار ومثل ما فعل الله مع آل إبراهيم عليه السلام. وهذا تشبيه بمعنى طلب المثل لا المساواة المطلقة، فلمحمد ﷺ من الفضل والمنزلة ما هو أعظم.
2- الدعاء بالبركة: وهو طلب الزيادة في الخير والنماء والثبات له ﷺ في دينه وشرعه، ولأهله من بعده، كما بارك الله على آل إبراهيم فجعل في ذريتهم الأنبياء وكثّرهم وجعلهم أئمة.
وختمت الصيغة بثناء على الله تعالى بصفات الكمال ("حميد مجيد")، وهو أدب من آداب الدعاء أن يختم الداعي بحمد الله والثناء عليه.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- وجوب الصلاة على النبي ﷺ: فسؤال الصحابة يدل على حرصهم على الامتثال لأمر الله، وتعليم النبي ﷺ لهم يدل على وجوب التعلم وكيفية أداء العبادات.
2- فضل أزواج النبي وذريته: بإدخالهم في الصلاة عليه، مما يوجب محبتهم وتوقيرهم والاقتداء بهم، فهم جزء من آل بيت النبوة الذين أمرنا الله بمودتهم.
3- التوسل إلى الله بصالح أعمال عباده: حيث طلبنا من الله أن يصلي على نبينا كما صلى على آل إبراهيم، وهذا من التوسل المشروع الذي يجلب استجابة الدعاء.
4- الاقتداء بالأنبياء والصالحين: حيث قُدّم آل إبراهيم كمثال للصلاة والبركة، ففيهم أسوة وقدوة.
5- إثبات صفات الكمال لله تعالى: حيث اختتمت الصيغة بوصف الله بـ "الحميد المجيد"، مما يعلمنا أن نختم أدعيتنا بالثناء على الله.
6- بيان رحمة النبي ﷺ وشموليته: حيث شمل الدعاء أهله وأزواجه، مما يدل على شمول دعوته ورحمته بأمته وبأقرب الناس إليه.
### رابعاً. معلومات إضافية مفيدة
● مواضع الصلاة على النبي ﷺ: يشرع للمسلم الإكثار من الصلاة على النبي في كل وقت، ويتأكد الأمر في مواضع منها: في التشهد في الصلاة، وفي يوم الجمعة وليلتها، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند ذكره ﷺ، وفي بداية الدعاء وخاتمته.
● فضل الصلاة عليه: لها فضائل عظيمة، منها أنها سبب لمغفرة الذنوب، ورفعة الدرجات، واستجابة الدعاء، وتكافئ صلاة الله على المصلي عشر مرات.
● هناك صيغ أخرى للصلاة عليه: وردت صيغ أخرى في أحاديث صحيحة، مثل الصلاة الإبراهيمية التي نقرأها في التشهد ("اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...")، وجميعها مشروعة، وهذه الصيغة التي معنا من أفضلها وأ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٩)، ومسلم في الصلاة (٤٠٧ - ٦٩) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي، أخبرني أبو حميد الساعدي قال: فذكره.
قال الأعظمي: وقد ورد عند الشيخين وغيرهما -كما سبق في الصلاة في موضعه- «وعلى آل محمد». مكان «أزواجه، وذريته» فدل على أن الآل يشملهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 186 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

  • 📜 حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب