حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أبي بكر وعمر

عن أبي هريرة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «بينا أنا نائم، رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن».

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٦٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٩٢ - ١٧) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «بينا أنا نائم، رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، فيه رؤيا منامية رآها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من نوع الرؤى الصادقة التي هي جزء من النبوة.

أولاً. شرح المفردات:


● قليب: البئر التي لم تُطوَّ ولم تُعْمَر، أي بئر غير مطوية بالحجارة.
● دلو: الآنية التي يُستقى بها الماء من البئر.
● نزعت: استقيتُ وشَخَطْتُ الماء.
● ذنوبًا أو ذنوبين: الذنوب هو الدلو الكبير الممتلئ، والمراد به هنا كمية كبيرة من الماء.
● ضعف: قلة قوة وقدرة في الاستقاء مقارنة بمن بعده.
● استحالت غربًا: تحولت الدلو إلى شيء أكبر وأعظم، والغرب هو الدلو الكبير جدًا.
● عبقريًا: الإنسان القوي الشديد الفائق في قوته وعلمه وحكمته.
● ضرب الناس بعطن: العطن هو مكان بروك الإبل، والمعنى أنه سقى الناس حتى رووا وامتلأوا وشبعوا، فبركت إبلهم عند الماء استغناءً عن الترحال لطلب الماء.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه رؤيا عظيمة ذات دلالة بليغة. فقد رأى نفسه على بئر عليها دلو (أداة للاستقاء)، فبدأ هو نفسه باستقاء الماء منها بقدر ما شاء الله، ثم أخذ الدلو من بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فنزع (أي استقى) منها ذنوبًا أو ذنوبين (أي قدرًا معتبرًا من الماء)، ولكن في استقائه كان هناك ضعفٌ نسبي مقارنة بمن بعده، وغفر الله له هذا الضعف. ثم تحولت هذه الدلو إلى "غرب" (أي صارت أكبر وأعظم مما كانت)، فأخذها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم شخصًا قويًا بارعًا في استقاء الماء مثل قوة عمر ومهارته، حتى استقى للناس كلهم فشبعوا ورووا وارتووا، ولم يعودوا محتاجين إلى الماء.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تأويل الرؤيا: هذه الرؤيا هي بشارة نبوية وتفسير لما سيحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم. فالبئر هي رمز للإسلام ومصدر الخير والهداية للعالمين. ونزع الماء منها هو رمز للدعوة إلى الله ونشر هذا الدين وحمل رايته.
2- فضل الخلفاء الراشدين: الحديث بيان لعظيم فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومنزلتهما العظيمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن خلافة أبي بكر ثم عمر كانت بتقدير من الله واختيار من نبيه في هذه الرؤيا الصادقة.
3- دور أبي بكر الصديق: نزع النبي صلى الله عليه وسلم أولاً يمثل بداية الدعوة ونشر الإسلام. ثم نزع أبي بكر (ذنوبًا أو ذنوبين) مع ضعف نسبي يشير إلى فترة خلافته القصيرة (سنتين وعدة أشهر) مقارنة بمن بعده، لكنها كانت فترة حاسمة ثبت فيها الدين وقُوتِضِعَ المرتدون. وقوله "والله يغفر له ضعفه" تواضع جم من النبي صلى الله عليه وسلم وإشارة إلى أن أبا بكر بذل كل ما في وسعه وجاهد حتى أتعب نفسه، فغفر الله له تقصيره البشري النسبي.
4- دور عمر الفاروق: تحول الدلو إلى غرب كبير ونزع عمر العبقري القوي يشير إلى عظم الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام انتشارًا هائلاً وكبيرًا في عهده رضي الله عنه، حتى عم الخير وبلغ الإسلام أقصى البلاد، وشبع الناس من عدله وعلمه وقوته في الحق. فكانت خلافته عطاءً متدفقًا لا ينضب.
5- إثبات فضائل الصحابة: الحديث من أقوى الأدلة على فضل أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما وتقديمهما على جميع الصحابة، وأن خلافتهم كانت مرضية عند الله ورسوله. وهو رد على كل من حاول الطعن في مكانتهما أو الترتيب التاريخي لخلافتهما.
6- التفاؤل بنشر الإسلام: الرؤيا تبشر بطبيعة هذا الدين وانتشاره وثباته على مر العصور، وأن الله سيقيض له من يحمله وينشره.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في إثبات فضل أبي بكر ثم عمر ووجوب محبتهما وتقديرهما واعتقاد فضلهما.
- يستفاد منه أن الرؤى الصادقة يمكن أن تكون من أنواع الوحي الإلهي، خاصة للأنبياء.
- فيه دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحققت هذه الرؤيا بعد وفاته كما رآها تمامًا.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٦٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٩٢ - ١٧) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

  • 📜 حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابن أبي قحافة نزع من القليب ذنوبًا أو ذنوبين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب