حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه، ولا يذكر الله فيه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة».

حسن: رواه أبو داود (٤٨٥٥) - واللفظ له -، وأحمد (٩٠٥٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤٠٨)، والحاكم (١/ ٤٩١ - ٤٩٢) كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى أدب من آداب المجالس ويحذرنا من غفلة عظيمة. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً».
(رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● يَقُومُونَ: ينهضون ويتركوه.
● مَجْلِسٍ: المكان الذي يجلسون فيه للحديث أو الاجتماع.
● يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ: أي يختمون مجلسهم بالذكر المشروع، كأن يقولوا: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"، أو أي ذكر آخر.
● جِيفَةِ حِمَارٍ: الجيفة هي الحيوان الميت الذي لم يُذَكَّى (لم يذبح شرعاً)، والحمار معروف. وشبه المجلس الذي لم يختم بذكر الله بها لشدة قبحه وكرهه.
● حَسْرَةً: الندم والأسف الشديد على ما فات.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله� عليه وسلم في هذا الحديث أن أي مجموعة من الناس يجلسون في مجلس للتحدث أو للتشاور أو للراحة، ثم ينتهي بهم المجلس ويقومون من غير أن يختموه بذكر الله - سواء كان ذكراً خاصاً بختم المجالس أو أي نوع من أنواع الذكر - فإن هذا المجلس يكون قد شابه أقبح الأشياء وأكثرها نجاسة وقذارة، ألا وهي جيفة الحمار المتعفنة.
وقوله: «كَانَ لَهُمْ حَسْرَةً» يعني أنهم سيندمون على هذا التفريط يوم القيامة، عندما يعلمون الثواب العظيم الذي فاتهم بسبب تركهم لهذا الذكر البسيط الذي كان سيطهر مجلسهم ويجعله مباركاً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب اختتام المجلس بذكر الله: الحديث يحثنا على أن يكون آخر كلامنا في أي مجلس نكون فيه ذكر لله تعالى، تطهيراً للمجلس من اللغو والغيبة والنميمة وغيرها من الآفات التي قد تحصل أثناء الجلسة.
2- تنظيف المجلس من الذنوب: الذكر في نهاية المجلس كفارة لما قد يكون حصل فيه من خطأ أو لغو أو كلام لا فائدة فيه.
3- التحذير من الغفلة: المقصود بالذكر هنا ليس الذكر الدائم طوال المجلس (وهو أفضل)، بل على الأقل الذكر عند القيام والانتهاء، لئلا نكون من الغافلين.
4- شدة قبح الغفلة عن الله: تشبيه المجلس الذي خلا من ذكر الله بجيفة الحمار يدل على عظم قبح هذا الأمر عند الله، وأنه منكر يستحق أن يندم عليه العبد.
5- الترغيب في الأجر والثواب: في المقابل، من يختم مجلسه بالذكر يحصل على الأجر العظيم ويُكفّر عنه ما جرى في مجلسه من سيئات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● صيغة الذكر المأثورة لختام المجلس: جاء في حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ». (رواه أبو داود والترمذي وحسنه). ولكن الصيغة الأكثر شهرةً والتي تُطهر المجلس هي ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ». (رواه الترمذي وقال: حديث حسن).
● التطبيق العملي: ينبغي للمسلم أن يعوّد نفسه على هذه السنة العظيمة، فيختم أي مجلس يكون فيه – ولو كان قصيراً – بهذا الذكر أو بأي ذكر آخر، مثل "الحمد لله" أو "سبحان الله وبحمده".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن لا يحرمنا الأجر بسبب الغفلة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٥٥) - واللفظ له -، وأحمد (٩٠٥٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤٠٨)، والحاكم (١/ ٤٩١ - ٤٩٢) كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل سهيل بن أبي صالح فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

  • 📜 حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب