حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل، فوقع عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم.
فقال أحدهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتُها فأبت عليَّ، فجعلت لها جعلا، فلما قرّبتْ نفسها، تركتُها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.
فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما، وهما نائمان، قمت قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا، شربا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال ثلث الحجر.
فقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما، فعمل لي نصف النهار، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره، فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال الحجر، وخرجوا يتماشون».

حسن: رواه الطيالسي (٢١٢٦)، والبزار (٩٥٥٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧١)، كلهم من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل، فوقع عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم.
فقال أحدهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتُها فأبت عليَّ، فجعلت لها جعلا، فلما قرّبتْ نفسها، تركتُها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.
فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما، وهما نائمان، قمت قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا، شربا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال ثلث الحجر.
فقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما، فعمل لي نصف النهار، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره، فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال الحجر، وخرجوا يتماشون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل، فوقع عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم.
فقال أحدهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتُها فأبت عليَّ، فجعلت لها جعلا، فلما قرّبتْ نفسها، تركتُها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.
فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما، وهما نائمان، قمت قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا، شربا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال ثلث الحجر.
فقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما، فعمل لي نصف النهار، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره، فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا قال: فزال الحجر، وخرجوا يتماشون».


1. شرح المفردات:


● يرتادون لأهليهم: يطلبون المرعى أو الرزق لأسرهم.
● أصابتهم السماء: المطر الشديد أو العاصفة.
● فلجؤوا إلى جبل: لجأوا إلى غار في الجبل للاحتماء.
● عفا الأثر: اختفى أثر الطريق ولم يعد يُعرف.
● أوثق أعمالكم: أخلصها وأصدقها وأقواها عند الله.
● جعلا: مالًا أو عطاءً.
● قرّبت نفسها: قربت من الجماع أو الاستجابة.
● تسخطه: استاء منه ورفضه.
● فوفرتها عليه: جمعت له المال وزادته.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يروي قصة ثلاثة رجال من الأمم السابقة، خرجوا يبحثون عن الرزق لأسرهم، فاضطروا للاحتماء بغار في جبل من المطر، فانحدرت صخرة كبيرة وسدت عليهم باب الغار، فأيقنوا أن لا مخرج لهم إلا بدعاء الله تعالى بأخلص أعمالهم الصالحة.
الأول: دعا الله بحفظه للعفة والورع، حيث امتنع عن الزنا مع امرأة أعجبته بعد أن أغراها بالمال، حين تذكر خشية الله ورجاء رحمته.
الثاني: دعا ببره لوالديه، حيث كان يحلب لهما ويصبر على خدمتهما حتى يستيقظا، ولا يوقظهما تعبًا لهما.
الثالث: دعا بعدله وإحسانه مع أجيره، حيث أعطاه أكثر من حقه طواعيةً خالصة لوجه الله.
فاستجاب الله دعاءهم واحدًا تلو الآخر، وزالت الصخرة تمامًا، وخرجوا سالمين.


3. الدروس المستفادة:


1- قوة الدعاء: الدعاء سبب عظيم للنجاة، خاصة عند الإخلاص والاضطرار إلى الله.
2- الإخلاص شرط القبول: كل عملٍ قُبل لصدق النية وخشية الله ورجاء رحمته.
3- العفة والورع: اجتناب المحرمات حتى في أشد الظروف طمعًا في رحمة الله.
4- بر الوالدين: من أعظم القربات، وهو سببٌ للفرج والبركة.
5- العدل والإحسان مع العمال: إعطاء الحقوق كاملة بل والزيادة فيها من أسباب رضا الله.
6- التوكل على الله: في الشدائد يجب اللجوء إلى الله وحده، فهو العالم بحالنا والقادر على تفريج كربنا.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة في المعنى.
- القصة تدل على أن الله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات إذا صدق العبد في رجائه وخشيته.
- يُستفاد منه أيضًا: أهمية اختيار الأعمال الصالحة الخالصة في الدعاء، والاعتماد عليها في الشدائد.
- العلماء يستدلون به على فضل البر والصدقة والعفة، وأنها أسباب للنجاة في الدنيا والآخرة.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطيالسي (٢١٢٦)، والبزار (٩٥٥٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧١)، كلهم من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده حسن من أجل عمران القطان وهو ابن داور فإنه حسن الحديث ما لم يتبين العكس.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة فيها مقال منها ما رواه البزار (٩٤٩٨) عن يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفا قال: سمعت خلاسا يقول: قال أبو هريرة فذكر نحوه.
وخلاس لم يسمع من أبي هريرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

  • 📜 حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة دعوا الله بأوثق أعمالهم ففرج عنهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب