حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دعاء النبي ﷺ لقومه بالعفو

عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

حسن: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٣٨)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٤٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٣) كلهم من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سهل بن سعد.

عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بتقديم شرح هذا الحديث النبوي الشريف، الذي يظهر عظيم رحمة النبي ﷺ وخلقه الكريم حتى مع من آذوه وقاتلوه.

الحديث:


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».


1. شرح المفردات:


● اللهم: يا الله، وهي صيغة نداء.
● اغفر: اسْتَرْ ذنوبهم، واصفح عنهم، وامحُ آثار معصيتهم.
● لقومي: لأهل قريتي وقبيلتي، أو لأمتي من العرب.
● لا يعلمون: لا يدركون حقيقة الأمر، ولا يعرفون الحق الذي جئتُ به.


2. شرح الحديث:


وقع هذا الدعاء من النبي ﷺ في غزوة أحد، بعد أن انقلب tide المعركة على المسلمين بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي ﷺ، حيث تسلّل المشركون من خلف الجبل وقُتِل عدد من الصحابة، وجُرح النبي ﷺ، وكُسرت رباعيته، وشُجّ رأسه الشريف.
وفي هذا الموقف العصيب، حيث كان الكفار يريدون قتله وإيذاءه، لم يدعُ عليهم النبي ﷺ بالهلاك أو العذاب، بل رفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».
وهذا يشبه قوله تعالى في سورة الأعراف عن موسى عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10]، لكن الفارق أن النبي ﷺ دعا هنا لأعدائه الذين يقاتلونه!


3. الدروس المستفادة منه:


1- الرحمة والشفقة بالخلق: كان النبي ﷺ يُوصف بأنه "رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ"، وهذا الموقف خير دليل على ذلك.
2- الصبر على الأذى: لم يردّ النبي ﷺ الإساءة بمثلها، بل قابلها بالدعاء والرحمة.
3- التعليم بالقدوة: النبي ﷺ يعلّم أمته كيف تكون الأخلاق العالية حتى في أقسى الظروف.
4- الاعتذار عن الجاهلين: "فإنهم لا يعلمون" تبرير لتصرفهم، فهم جاهلون بالحق، ولو علموه لما فعلوا ما فعلوا.
5- الدعاء للمخالفين: ليس بالضرورة أن ندعو على من أخطأ في حقنا، بل يمكن أن ندعو له بالهداية والمغفرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- روى هذا الحديث الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب المغازي، باب غزوة أحد.
- استجاب الله دعاء النبي ﷺ، فدخل كثير من قريش لاحقًا في الإسلام، مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وصاروا من قادة المسلمين.
- هذا الدعاء يشبه دعاء النبي ﷺ لأهل الطائف عندما رجموه، فقال: «اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون».


خاتمة:


هذا الحديث يذكرنا بقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]. فبدلًا من الانتقام، اختار النبي ﷺ العفو والدعاء، فتحول الأعداء إلى أصدقاء وإخوة في الدين.
نسأل الله أن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ في خلقه ودعوته وصبره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٣٨)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٤٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٣) كلهم من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سهل بن سعد.
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١١٧): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن محمد بن فليح فيه كلام ينزل من أجله حديثه إلى رتبة الحسن.
وقوله: «اغفر لقومي» أي ما بدر منهم من الأذى في حقي، وليس فيه دعاء لقومه من المشركين بالمغفرة لأن الله تعالى قد نهى عن ذلك في قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: ١١٣].
وقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ﴾ أي أنهم ماتوا على الشرك، وأما في حياهم فيُدعى لهم بالهداية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 189 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

  • 📜 حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قال رسول الله ﷺ يوم أحد: «اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب