حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة

عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: إن ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم فآووا إلى جبل فسقط عليهم فقالوا: يا هؤلاء يعني بعضهم لبعض تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله أن يفرج عنكم.
فقال أحدهم: اللهم! إنه كانت له امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت حاجتي منها، فقالت: أذكرك الله أن تركب مني ما حرم الله عليك فقلت: أنا أحق أن أخاف فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك، فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا قال: فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج.
وقال الثاني: اللهم! إنه كان أجراء يعملون عملا أحسبه قال: فأخذ كل واحد منهم أجره، وترك واحد أجره، وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه فعزلت أجره من مالي حتى كان خيرا وماشية فأتاني بعد ما افتقر وكبر، فقال: أذكرك الله في أجرتي فإني أحوج ما كنت إليه فانطلقت فوق بيت فأريته ما أنمى الله من أجره في المال، والماشية في الغائط يعني في الصحارى، فقلت: هذا لك فقال: لم تسخر بي أصلحك
الله؟ كنت أريد على أقل من هذا فتأبى علي، فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا أن يخرجوا.
وقال الثالث: يا رب! إنه كان لي أبوان كبيران فقيران، ليس لهما خادم ولا راع ولا وال غيري، أرعي لهما بالنهار، وآوي إليهما بالليل، وإن الكلاء تباعد فتباعدت بالماشية، فأتيتهما يعني ليلة بعد ما ذهب من الليل، وناما فحلبت يعني في الإناء، ثم جلست عند رؤوسهما بالإناء كراهية أن أوقظهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما، اللهم! إن كنت تعلم أني فعلت ذلك، من مخافتك وابتغاء مرضاتك ففرج عنا، فانصدع الجبل وخرجوا.

حسن: رواه البزار (٩٠٦)، وأبو عوانة في مسنده (٥٥٨٢) كلاهما من طريق عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا حنش بن الحارث، عن أبيه، عن علي فذكره.

عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: إن ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم فآووا إلى جبل فسقط عليهم فقالوا: يا هؤلاء يعني بعضهم لبعض تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله أن يفرج عنكم.
فقال أحدهم: اللهم! إنه كانت له امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت حاجتي منها، فقالت: أذكرك الله أن تركب مني ما حرم الله عليك فقلت: أنا أحق أن أخاف فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك، فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا قال: فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج.
وقال الثاني: اللهم! إنه كان أجراء يعملون عملا أحسبه قال: فأخذ كل واحد منهم أجره، وترك واحد أجره، وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه فعزلت أجره من مالي حتى كان خيرا وماشية فأتاني بعد ما افتقر وكبر، فقال: أذكرك الله في أجرتي فإني أحوج ما كنت إليه فانطلقت فوق بيت فأريته ما أنمى الله من أجره في المال، والماشية في الغائط يعني في الصحارى، فقلت: هذا لك فقال: لم تسخر بي أصلحك
الله؟ كنت أريد على أقل من هذا فتأبى علي، فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا أن يخرجوا.
وقال الثالث: يا رب! إنه كان لي أبوان كبيران فقيران، ليس لهما خادم ولا راع ولا وال غيري، أرعي لهما بالنهار، وآوي إليهما بالليل، وإن الكلاء تباعد فتباعدت بالماشية، فأتيتهما يعني ليلة بعد ما ذهب من الليل، وناما فحلبت يعني في الإناء، ثم جلست عند رؤوسهما بالإناء كراهية أن أوقظهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما، اللهم! إن كنت تعلم أني فعلت ذلك، من مخافتك وابتغاء مرضاتك ففرج عنا، فانصدع الجبل وخرجوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في فضل الأعمال الصالحة وبر الوالدين والإخلاص لله تعالى، وسأشرحه لكم وفق المنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● آووا إلى جبل: لجأوا إلى جبل واحتموا به.
● انصدع الجبل: انشق وتفتح.
● الاختلاف إليها: الذهاب إليها مرارًا.
● أطيل الاختلاف: أكثرت من زيارتها.
● أذكرك الله: أستحلفك بالله.
● أجراء: عمال.
● الغائط: الأرض الواسعة أو الصحراء.
● الكَلَأ: العشب والمرعى.
● حلبت في الإناء: وضعت اللبن في وعاء.

2. شرح الحديث:


يحكي الحديث قصة ثلاثة رجال علقوا تحت صخرة سقطت عليهم من جبل، فاتفقوا على أن يدعوا الله بأفضل أعمالهم الصالحة التي فعلوها خالصة لوجهه تعالى:
● الأول: دعا الله بتقواه في أمر النساء، حيث ترك امرأة جميلة كانت تحبه عندما استحلفته بالله ألا يراودها عن نفسها، فخاف من الله وتركها طاعة له وابتغاء لرضاه.
● الثاني: دعا الله بأمانته في التعامل مع الأجير، حيث كان لديه أجير ترك أجره عنده فاستثمره له حتى كثر، فلما عاد الأجير بعد سنين فقيرًا أعطاه كل ما نمى من ماله وماشيته، رغم أن الأجير طلب أقل من ذلك، ففعله خوفًا من الله وطلبًا لرضاه.
● الثالث: دعا الله ببره لوالديه، حيث كان يخدمهما ويحلب لهما ليلاً ويجلس بإناء اللبن عند رؤوسهما كي لا يوقظهما من نومه، حتى يستيقظا ويشربا، ففعل ذلك إخلاصًا لله وخوفًا منه.
فاستجاب الله للثالث فانفرجت الصخرة تمامًا وخرجوا جميعًا، لأن بر الوالدين من أعظم القربات.

3. الدروس المستفادة:


● فضل الإخلاص: الأعمال تقبل عند الله بالإخلاص والخوف منه.
● بر الوالدين: له فضل عظيم وهو من أسباب تفريج الكرب.
● الأمانة في المعاملات: خاصة مع الضعفاء والعمال.
● غض البصر وحفظ الفرج: من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة.
● الدعاء بالأعمال الصالحة: من أسباب إجابة الدعاء.
● التعاون على البر والتقوى: كما تعاون الثلاثة على الدعاء.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- فيه إشارة إلى أن بر الوالدين قد يكون أعظم من غيره من الأعمال في بعض الأحوال.
- القصة تدل على أن الله قد يبتلي عباده بالشدة ليرفع درجاتهم ويظهر فضل أعمالهم.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الأعمال الصالحة الخفية التي لا يعلمها إلا الله، فهي أعظم أجرًا.
أسأل الله أن يجعلنا من المخلصين له في القول والعمل، وأن يوفقنا لبر والدينا والقيام بحقوق العباد، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٩٠٦)، وأبو عوانة في مسنده (٥٥٨٢) كلاهما من طريق عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا حنش بن الحارث، عن أبيه، عن علي فذكره.
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن حنش عن أبيه، عن علي موقوفا وأسنده عبد الصمد بن النعمان وأشعث بن شعبة عن حنش، عن أبيه، عن علي، عن النبي ﷺ».
قال الأعظمي: أشعث بن شعبة أخرج حديثه أبو عوانة (٥٥٨١)، والطبراني في الدعاء (١٨٧). وأشعث هذا وثقه أبو داود والطبراني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: لين.
وتابعه عبد الصمد بن النعمان وهو مختلف فيه أيضا، وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي.
ورواه غيرهما عن حنش به موقوفا، والحكم للرفع.
ومدار الإسناد على حنش وهو حسن الحديث.
قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به.
وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
وأبوه الحارث وهو ابن لقيط النخعي الكوفي ثقة مخضرم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 200 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

  • 📜 حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة نفر آواهم الجبل فدعوا الله بأحسن أعمالهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب