حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة

عن أنس، عن النبي ﷺ: «أن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس، انطلقوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء، فدخلوا غارا، فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة، فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم،
قال: فقال رجل منهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه قد كان لي والدان، فكنت أحلب لهما في إنائهما، فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رءوسهما كراهية أن أرد سنتهما في رءوسهما، حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلث الحجر.
وقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره، وأنا غضبان فزبرته، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه، إلا أجره الأول، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلثا الحجر.
وقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة، فجعل لها جعلا، فلما قدر عليها وقر لها نفسها وسلم لها جعلها، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، فزال الحجر، وخرجوا معانيق يتماشون».

صحيح: رواه أحمد (١٢٤٥٤)، وأبو يعلى (٢٩٣٨)، والبزار (٧١٨٩) كلهم من طرق عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس، عن النبي ﷺ: «أن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس، انطلقوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء، فدخلوا غارا، فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة، فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم،
قال: فقال رجل منهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه قد كان لي والدان، فكنت أحلب لهما في إنائهما، فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رءوسهما كراهية أن أرد سنتهما في رءوسهما، حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلث الحجر.
وقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره، وأنا غضبان فزبرته، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه، إلا أجره الأول، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلثا الحجر.
وقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة، فجعل لها جعلا، فلما قدر عليها وقر لها نفسها وسلم لها جعلها، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، فزال الحجر، وخرجوا معانيق يتماشون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرقائق والترغيب في العمل الصالح، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يرتادون: يطلبون المرعى أو الطعام لأهلهم.
● السماء: المطر الشديد.
● متجاف: منجرف أو منحدر بقوة.
● خصاصة: فتحة أو ثقب.
● عفا الأثر: اختفى الأثر ولم يعد يُعرف مكانهم.
● بأوثق أعمالكم: بأخلص وأفضل أعمالكم.
● زبرته: زجرته وانهيته بعنف.
● وثمرته: نميته واستثمرته حتى كثر.
● معانيق: يمشون بسرعة ونشاط.

2. شرح الحديث:


يحكي النبي ﷺ قصة ثلاثة رجال من الأمم السابقة خرجوا يبحثون عن المرعى أو الطعام لأسرهم، فأصابهم مطر شديد، فلجأوا إلى غار ليحتموا به، فانحدرت صخرة كبيرة وسدت عليهم مدخل الغار تمامًا حتى لم يعدوا يرون منها أي فتحة. فأدركوا أنهم محبوسون ولا يعلم بمكانهم إلا الله تعالى، فاقترح أحدهم أن يدعوا الله تعالى بأخلص أعمالهم الصالحة التي يرجون أن تقبل منهم.
● الأول: دعا الله ببره لوالديه، حيث كان يحلب لهما ويحترم نومهما، فلا يوقظهما حتى يستيقظا自然يًا، وهذا من كمال البر. فاستجاب الله له، وتحولت الصخرة فزال ثلثها.
● الثاني: دعا الله بأمانته في التعامل مع أجير عنده، حيث استأجره لعمل ثم غضب عليه وزجره عندما طلب أجره، فترك الأجير أجره وغادر. لكن الرجل جمع هذا المال ونماه حتى صار مالًا كثيرًا، ثم عندما عاد الأجير بعد فترة دفع له كل المال المتجمع، مع أنه كان يمكنه أن يعطيه الأجرة الأصلية فقط. فاستجاب الله له، وزال ثلثا الصخرة.
● الثالث: دعا الله بعفته، حيث أعجبته امرأة ووعدها مالًا لقاء نفسها، فلما قدر عليها وتهيأت له، تذكر خوفه من الله وعذابه، فتركها وأعطاها المال دون أن يقترف إثمًا. فاستجاب الله له، وزالت الصخرة تمامًا، وخرجوا يمشون بأمان وسرعة.

3. الدروس المستفادة:


● قبول العمل الصالح: الله تعالى يتقبل العمل الخالص لوجهه، ولو كان من غير المسلمين (حيث كانوا من الأمم السابقة).
● بر الوالدين: بر الوالدين من أعظم القربات، وقد يكون سببًا في تفريج الكرب.
● الأمانة والعدل: الوفاء بالعهد وحسن التعامل مع العمال والخدم من أسباب رضا الله.
● العفة والورع: ترك المعصية خوفًا من الله، حتى مع توفر الفرصة، من أعظم الأعمال.
● الدعاء بالأعمال الصالحة: من السنن أن يدعو الإنسان الله تعالى بأخلص أعماله.
● التوكل على الله: في أشد الأزمات، لا ملجأ إلا إلى الله تعالى.
● قوة الإخلاص: كل منهم فعل عمله خالصًا لله، رجاء رحمته وخوفًا من عذابه.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري (ح2215) ومسلم (ح2743) وغيرهما.
- القصة تدل على أن الله يقبل التوبة من عباده، ويتجاوز عن السيئات إذا صدقوا في التوجه إليه.
- فيها إشارة إلى أن الأعمال الصالحة قد تكون سببًا في النجاة من المهالك في الدنيا قبل الآخرة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الأعمال الصالحة الخفية التي لا يعلمها إلا الله، فهي أعظم أجرًا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٤٥٤)، وأبو يعلى (٢٩٣٨)، والبزار (٧١٨٩) كلهم من طرق عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وقال البزار: «لا نعلم أحدا حدث به إلا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس».
قال الأعظمي: هؤلاء كلهم ثقات، ثبت سماع بعضهم عن بعض، ولا يعرف له علة إلا أنه روي عن أبي عوانة موقوفا عند أحمد (١٢٤٥٦) بإسناد صحيح، ولعل أبو عوانة حدث به على الوجهين،
والحكم للرفع.
ورواه عمران القطان عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة مرفوعا وهو الحديث
الآتي، وكلاهما صحيحان (أي محفوظان) كما قال أبو حاتم في العلل (٢٨٣٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

  • 📜 حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة نفر انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب