حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الدعاء بالموت

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا يتمنى أحدكم الموت، إما حسنا
فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب».

صحيح: رواه البخاري في التمني (٧٢٣٥) من عبد الله بن محمد، ثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد - اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر -، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا يتمنى أحدكم الموت، إما حسنا
فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ:

نص الحديث:


عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا يتمنى أحدكم الموت، إما حسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب».


1. شرح المفردات:


● يتمنى الموت: أي يدعو بالموت أو يرغب فيه ويشتهيه.
● حَسَنًا: أي صاحب حسنة وعمل صالح.
● يَزْداد: يزيد من الخير والطاعات والأجر.
● مُسيئًا: أي مقصرًا في الطاعات أو مرتكبًا للمعاصي.
● يَسْتَعْتِب: يتوب ويستغفر ويرجع إلى الله تعالى.


2. شرح الحديث:


ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن تمني الموت أو الدعاء به، سواء كان الإنسان صالحًا كثير الخير، أو مقصرًا في طاعة الله. والعلة في النهي عن تمني الموت ترجع إلى حال الإنسان:
● إن كان صالحًا (حَسَنًا): فإن تمنيه الموت يحرمه من فرصة زيادة حسناته وأجوره، فربما يعيش ساعة أو يومًا يزيد فيه من الطاعات، فيرتفع درجة عند الله، ويكتب له أجرٌ عظيم. فالحياة نعمة يمكن أن يستثمرها المسلم في الخير، وتمني الموت قد يحرمه من هذه الزيادة.
● إن كان مُسيئًا (مُسيئًا): فإن تمني الموت يقطع عليه فرصة التوبة والاستغفار والإقلاع عن الذنوب، فربما يعيش لحظة يتوب فيها إلى الله، فيغفر له ذنوبه، ويستبدل سيئاته حسنات. فالحياة مهلة للتوبة والإنابة، وتمني الموت قد يحرمه من هذه الفرصة.


3. الدروس المستفادة:


● الحياة فرصة للعمل: ينبغي للمسلم أن ينظر إلى عمره على أنه رأس مال يستثمره في الطاعة، فلا يتمنى زواله.
● النهي عن اليأس والقنوط: تمني الموت قد ينم عن يأس من رحمة الله أو ضعف في الصبر، والمسلم مأمور بالصبر والتفاؤل.
● استغلال الوقت في الخير: ينبغي للمسلم أن يستفيد من كل لحظة في حياته في زيادة الحسنات أو التوبة من السيئات.
● التعلق بأمل الرحمة: حتى المسيء لا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله، بل عليه أن يبادر بالتوبة ويستعد للقاء الله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- هناك استثناء من النهي عن تمني الموت في حال الخوف على الدين، كأن يخاف المسلم على نفسه الفتنة في الدين، كما في حال الاضطهاد أو التعذيب، فقد رخص النبي ﷺ في الدعاء بالموت عند خشية الضلال، لكن بشرط أن يكون خوفًا حقيقيًا على الدين لا مجرد ضيق أو هم دنيوي.
- ينبغي للمسلم أن يدعو بالحياة الطيبة والعمر المبارك، وأن يستعيذ بالله من العجز والكسل والهرم.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لاستغلال أوقاتنا في طاعته، وأن يتوفانا وهو راض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التمني (٧٢٣٥) من عبد الله بن محمد، ثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد - اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر -، عن أبي هريرة فذكره.
تنبيه: سقط من طبعة صحيح البخاري «عن أبي هريرة» والصواب إثباته كما في تحفة الأشراف (٩/ ٤٦٤)، والجمع بين الصحيحين للحميدي (٢٤٥٦).
وقد رواه البخاري في المرضى (٥٦٧٣) من طريق شعيب عن الزهري به بإثبات أبي هريرة مع زيادة في أول الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 184 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

  • 📜 حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب