حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الدعاء بالموت

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يتمنين أحد منكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل: اللهم! أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٥١)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٠) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يتمنين أحد منكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل: اللهم! أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه نهي عن تمني الموت مع بيان البديل الشرعي لمن غلبه الأمر.

أولاً. شرح المفردات:


● لا يتمنين: النهي عن تمني شيء وطلبه.
● الموت: خروج الروح من الجسد.
● لضر نزل به: بسبب شدة أو بلاء أو مرض أو فقر أصابه.
● فإن كان لا بد متمنيا: إذا غلب عليه الحال ولم يستطع دفع هذا التمني.
● فليقل: فليدعُ بهذا الدعاء.
● أحيني ما كانت الحياة خيرا لي: أبقني في الحياة طالما أن في بقائي مصلحة وخيراً لي في ديني ودنياي.
● وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي: اقبض روحي حين يكون موتي خيراً لي من حياتي.

ثانياً. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن أن يتمنى الموت بسبب بلاء أو ضرر يصيبه في الدنيا، كمرض شديد، أو فقر مدقع، أو خوف من فتنة، أو غير ذلك من المصائب.
والحكمة من هذا النهي أن تمني الموت يشعر بضيق الصدر وعدم الرضا بقضاء الله وقدره، وقد يكون في حياة الإنسان خير لا يعلمه، فربما يستغل لحظة من حياته في عمل صالح يكفر به سيئاته أو يرفع به درجاته. كما أن في الصبر على البلاء أجراً عظيماً.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم البديل الشرعي لمن غلبه حاله واشتد عليه البلاء حتى خطر بباله تمني الموت، فيوجهه إلى هذا الدعاء الجامع: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي).
فهذا الدعاء يتضمن التفويض الكامل لله عز وجل، والاعتراف بأنه سبحانه هو الأعلم بمصالح عبده في حياته وموته. فهو يسأل ربه أن يبقييه في الحياة إن كان في بقائه خير له في دينه أو دنياه، وأن يتوفاه إذا كان في موته خير له، كأن يخشى على نفسه الفتنة أو يحب لقاء ربه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم تمني الموت بسبب الضرر: فهو منافٍ للصبر والرضا بقضاء الله.
2- التفويض إلى الله في أمر الحياة والموت: فالعبد لا يعلم مصلحة نفسه، ولكن الله هو العليم الحكيم.
3- حسن الظن بالله تعالى: فحتى في أشد أوقات البلاء، يكون لله حكمة بالغة قد تخفى على العبد.
4- التعويض عن الخواطر السيئة بالأذكار والدعوات الشرعية: فبدل أن يستسلم للتمني المحظور، يحولها إلى دعاء مشروع.
5- الموت ليس راحة مطلقة: فربما كان بعد الموت ما هو أشد من بلاء الدنيا من سؤال القبر وعذابه، إلا للمؤمن الصالح.
6- الحرص على الحياة لما فيها من طاعة: طالما أن العبد يستطيع أن يعمل صالحاً، فإن الحياة خير له.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الدعاء من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم.
- يستحب للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء في كل وقت، خاصة عند نزول المصائب.
- جاءت أحاديث أخرى تبين استثناءات من هذا النهي، كأن يتمنى الموت خوفاً من الفتنة في الدين، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسناً فلعله يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله يستعتب» (رواه البخاري). وفي رواية: «ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب» أي يتوب.
نسأل الله أن يحيينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وأن يتوفانا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٥١)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٠) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 183 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

  • 📜 حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمنوا الموت لضر نزل بكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب