حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التوسل إلى الله تعالى في الدعاء بأسمائه الحسنى وصفاته العلى

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أصاب عبدًا قطّ همٌّ ولا غمٌّ ولا حزن، فقال: اللهمّ! إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلّا أذهب الله همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا» قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهنّ؟ قال: بلى، ينبغي لمن يسمعهنّ أن يتعلمهنّ».

حسن: رواه أحمد (٣٧١٢)، وأبو يعلى (٥٢٩٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٠٩ - ٢١٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٢)، والحاكم (١/ ٥٠٩) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن
ابن مسعود، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أصاب عبدًا قطّ همٌّ ولا غمٌّ ولا حزن، فقال: اللهمّ! إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلّا أذهب الله همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا» قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهنّ؟ قال: بلى، ينبغي لمن يسمعهنّ أن يتعلمهنّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«ما أصاب عبدًا قطّ همٌّ ولا غمٌّ ولا حزن، فقال: اللهمّ! إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلّا أذهب الله همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا».
قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهنّ؟ قال: «بلى، ينبغي لمن يسمعهنّ أن يتعلمهنّ».
[رواه أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني]


شرح الحديث:

# 1- شرح المفردات:
● همٌّ: الشدة والقلق الذي يحدث بسبب توقع مكروه في المستقبل.
● غمٌّ: الحزن والأسى على شيء فات أو حصل.
● حزنٌ: الألم النفسي بسبب المصيبة.
● ناصيتي بيدك: الناصية هي مقدمة الرأس، والمراد أن الله تعالى هو المتصرف في العبد كما يشاء.
● ماضٍ فيَّ حكمك: نافذٌ فيَّ قضاؤك وقدرك.
● عدلٌ فيَّ قضاؤك: قضاؤك عادل لا ظلم فيه.
● استأثرت به: اختصصت به في علم الغيب عندك.
● ربيع قلبي: سبب حياة قلبي وبهجته كما أن الربيع سبب حياة الأرض.
● نور صدري: ضياءٌ يزيل الظلمات والشكوك من صدره.
● جلاء حزني: إزالة الحزن وزواله.


# 2- شرح الحديث:
هذا الحديث يعلمنا دعاءً عظيمًا يُقال عند الهم والغم والحزن، وهو يتضمن:
● التذلل لله تعالى: بقول "عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك" إظهارًا للعبودية والخضوع.
● الإقرار بقدرة الله تعالى: "ناصيتي بيدك" أي أنك المسيطر عليّ، المتصرف في أمري.
● الإيمان بقضاء الله وقدره: "ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك" أي أن قضاء الله نافذ لا راد له، وهو عادل لا ظلم فيه.
● التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى: "بكل اسم هو لك" سواء علمناه أو لم نعلمه، مما يدل على عظمة الله وكمال أسمائه وصفاته.
● طلب تأثير القرآن في القلب: بأن يكون القرآن ربيعًا للقلب (يحييه ويُنعشه)، ونورًا للصدر (يشرحه ويُزيل همومه)، وجلاءً للحزن (يزيله ويُذهبه).
ويعد هذا الدعاء من أعظم الأدعية لأنه يجمع بين الاعتراف بالعبودية، والإيمان بالقدر، والتوسل بالأسماء الحسنى، والطلب بآثار القرآن الإيمانية.


# 3- الدروس المستفادة:
● الدعاء سبب لتفريج الهموم: فمن أدّى هذا الدعاء بإخلاص وصدق، فإن الله سيُذهب همه وغمه ويبدله فرحًا.
● التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى: من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
● القرآن شفاءٌ للقلوب: فهو يُزيل الهموم ويُنير الصدور ويُحيي القلوب.
● التعليم والتذكير بالخير: كما طلب الصحابة تعلم هذا الدعاء، فينبغي للمسلم أن يتعلم الأدعية النبوية ويعلمها غيره.
● الإيمان بالقدر خيره وشره: والإقرار بعدل الله وحكمته في قضائه.


# 4- فوائد إضافية:
- هذا الدعاء يُقال في أوقات الشدة والضيق، وهو من الأدوية النبوية للهم والحزن.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويُردده عند الحاجة، مع حضور القلب والإيمان بأن الله سيُفرج عنه.
- من هدي النبي ﷺ أن يُعلّم أصحابه ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وهذا من جملة ذلك.
أسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٧١٢)، وأبو يعلى (٥٢٩٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٠٩ - ٢١٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٢)، والحاكم (١/ ٥٠٩) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن
ابن مسعود، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
وفي التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته أحاديث كثيرة مخرجة في مواضعها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 195 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

  • 📜 حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم! إني عبدك، ابن عبدك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب