من استعاذ بالله فأعيذوه

حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».

صحيح: رواه أبو داود (١٦٧٢، ٥١٠٩)، والنسائي (٢٥٦٨)، وأحمد (٥٣٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٣٤٠٨)، والحاكم (٢/ ٦٣ - ٦٤) كلهم من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:

شرح المفردات:

● استعاذ بالله: طلب العوذ والحماية والاعتصام بالله تعالى.
● فأعيذوه: أجيبوه إلى ما طلب وأعطوه الأمان والحماية.
● سأل بالله: طلب حاجةً وحلف بالله أو توسل به في سؤاله.
● فأعطوه: أعطوه ما سأل إن كان في مقدوركم.
● دعاكم: دعاكم إلى وليمة أو طعام أو شراب.
● فأجيبوه: استجيبوا لدعوته بحضور الوليمة إن أمكن.
● صنع إليكم معروفا: قدم لكم خيراً أو إحساناً.
● فكافئوه: ردوا إليه الإحسان بمثله أو خير منه.
● فادعوا له: اطلبوا من الله له الخير والثواب.

شرح الحديث:

يحتوي هذا الحديث العظيم على أربع وصايا نبوية كريمة تؤسس لعلاقات إنسانية قائمة على التعاون والبر والإحسان:
1- «من استعاذ بالله فأعيذوه»: إذا طلب منكم شخص الحماية والاعتصام بالله، فاجيبوه إلى ذلك وأمنوه، فهذا حق لله تعالى يُراعى. والاستعاذة بالله أمر عظيم، فلا يُرد من استعاذ به.
2- «ومن سأل بالله فأعطوه»: إذا سألكم شخص حاجةً وحلف بالله أو توسل به في سؤاله، فأعطوه ما سأل إن استطعتم، إجلالاً لله تعالى وتعظيماً لاسمه.
3- «ومن دعاكم فأجيبوه»: إذا دَعاكم شخص إلى وليمة أو طعام، فأجيبوا دعوته، فهذا من حقه ومن أسباب توثيق أواصر المحبة والأخوة.
4- «ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه»: إذا أحسن إليكم أحد، فكافئوه على إحسانه بمثل ما صنع أو أفضل، شكراً له وتقديراً لمعروفه.
ثم بين النبي ﷺ كيفية المكافأة عند العجز عن رد المعروف مادياً: «فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»، أي إذا عجزتم عن رد الإحسان بمثله، فادعوا له بالخير والبركة، حتى تشعروا أن دعاءكم له قد عوّض عن مكافأته مادياً.

الدروس المستفادة:

1. تعظيم حق الله تعالى في قلوب المؤمنين، بحيث أن من استعاذ به أو سأل به يُلبى طلبه.
2. الحث على إجابة الدعوات، لما فيها من تقوية للروابط الاجتماعية وإدخال للسرور على hearts المسلمين.
3. أهمية رد الإحسان بالإحسان، وشكر المحسنين على معروفهم.
4. المرونة في التعامل، حيث شرع البديل الروحي (الدعاء) عند العجز عن المكافأة المادية.
5. تربية المسلم على عدم إهمال حقوق الآخرين، حتى لو كانت معنوية.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وهو حسن.
- يدل الحديث على سمو الأخلاق الإسلامية وحثها على البر والمعروف.
- الدعاء للمحسن بديلٌ شرعي عن المكافأة المادية، وهو من أنواع الشكر المعنوي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٦٧٢، ٥١٠٩)، والنسائي (٢٥٦٨)، وأحمد (٥٣٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٣٤٠٨)، والحاكم (٢/ ٦٣ - ٦٤) كلهم من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه للخلاف بين أصحاب الأعمش».
والكلام عليه مبسوط في الزكاة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 530 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

📜 حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من استعاذ بالله فأعيذوه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية