حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦)﴾
حسن: رواه الترمذي (٣٢٩١)، والحاكم (٢/ ٤٧٣) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم له دلالات بليغة، وها هو شرحه على النحو التالي:
الحديث بلفظه:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرج رسول الله ﷺ على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا. فقال: «لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيتُ على قوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذّب فلك الحمد».
(رواه الترمذي في سننه وقال: حديث حسن غريب، والطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني)
1. شرح المفردات:
● خرج رسول الله ﷺ على أصحابه: أي خرج من بيته أو مجلسه ووجدهم مجتمعين.
● سورة الرحمن: هي السورة الخامسة والخمسون في ترتيب المصحف، وتُعرف بعروس القرآن لكثرة ما فيها من ذكر النعم والآلاء.
● فسكتوا: لم يتكلموا أو يرددوا شيئاً استماعاً وتأملاً.
● على الجن ليلة الجن: أي في الليلة التي التقى فيها النبي ﷺ بوفد الجن واستمعوا إليه، وهي الحادثة المذكورة في سورة الأحقاف والأجناس.
● أحسن مردودا: أي أفضل رداً وأحسن جواباً واستجابة.
● آلاء: جمع "إلى" بمعنى النعم، أي نعم الله تعالى.
● تُكَذِّبَانِ: تستنكران أو تنكران.
2. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة من أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن كاملة، وهي سورة تعدد نعم الله الظاهرة والباطنة على الإنس والجن. وكان رد فعل الصحابة أن سكتوا واستمعوا بانتباه وخشوع، لكنهم لم يرددوا مع النبي الآية المتكررة في السورة.
فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ هذه السورة ذات مرة على الجن (وهم المخلوقات المكلفة من عالم الغيب) وكان ردهم أفضل، حيث كانوا كلما سمعوا الآية: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ يجيبون مباشرة قائلين: «لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد»، أي لا ننكر أي نعمة من نعمك يا ربنا، بل نقر بها جميعاً ونشكرك عليها.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل سورة الرحمن وعظمتها: فهي سورة تتلى على الخلق لتذكيرهم بنعم الله وعظيم فضله، وقد اختارها النبي صلى الله عليه وسلم ليعرضها على الصحابة والجن.
2- أدب الاستماع للقرآن: سكوت الصحابة يدل على أدبهم الكامل في الاستماع للقرآن، لكن النبي بين أن هناك مرتبة أعلى وهي المشاركة الوجدانية والتلبية لدعوة التذكير.
3- استشعار النعم وشكرها: الترديد الذي قام به الجن هو اعتراف بالنعمة وشكر لله عليها، وهو درس للمسلم أن يكون دائماً متذكراً للنعم، معترفاً بها، شاكراً لها.
4- الجن مخاطبون بالقرآن: وهذا يبين أن القرآن منهج للإنس والجن، وأن الجن كانوا يستمعون له ويتأثرون به.
5- الحكمة من التكرار في السورة: تكرار آية ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ فيه تنبيه متواصل على النعم، ودعوة مستمرة للاعتراف بها والاستجابة لها.
6- التواضع والاعتراف بالفضل: رد الجن كان مليئاً بالتواضع والاعتراف، وهو خلق ينبغي أن يتحلى به المؤمن.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● سبب نزول السورة: ذكر بعض المفسرين أن المشركين استنكروا أن يُذكر الجن مع الإنس في الخطاب، فأنزل الله سورة الرحمن موجهة الخطاب للفريقين.
● الجن الذين استمعوا للنبي: هم الجن الذين ذهبوا إلى قومهم بعد استماع القرآن منذرين، كما في سورة الأحقاف.
● مناسبة الحديث: يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يحفز الصحابة على التفاعل مع القرآن كما تفعل الجن، لا مجرد الاستماع فقط.
● العبرة في القصة: ليست في ذم الصحابة، فهم السابقون الأولون، بل في بيان فضل الجن في تلك الواقعة وتحفيز المسلمين على التفاعل مع آيات القرآن.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المقرين بفضله، المتدبرين لكتابه، والله أعلم.
تخريج الحديث
والوليد بن مسلم مدلس، ولكنه صرّح عند الحاكم. وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
ولكن قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد. قال ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يُروى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه، يعني: لما يروون عنه من المناكير. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير. وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة». انتهى كلام الترمذي.
قال الأعظمي: وهو كما قال، لكن في الباب عن ابن عمر وهو الآتي.
وزهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز. ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضُعِّفَ بسببها. قال أبو حاتم: حدّث بالشام من حفظه فكثُرَ غلطُه. ولكنْ لم يغلط في حديثه هذا لوجود أصل له من حديث ابن عمر وهو الآتي:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1591 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1566 سجد النبي ﷺ بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس
- 1567 لم يسجد النبي ﷺ في سورة النجم عند قراءتها
- 1568 كان يقرأ في الأضحى والفطر بـ ق واقتربت الساعة
- 1569 بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين السبابة والوسطى
- 1570 بعثت أنا والساعة هكذا
- 1571 بعثت انا والساعة كهاتين
- 1572 أنتم والساعة كهاتين
- 1573 كهاتين
- 1574 إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم
- 1575 ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة
- 1576 القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما
- 1577 انشقاق القمر في عهد رسول الله شاهدا على نبوته
- 1578 انشق القمر ونحن بمكة فقال كفار قريش هذا سحر سحرنا...
- 1579 انفلق القمر على عهد رسول الله ﷺ فقال: اشهدوا
- 1580 القمر انشق على زمان رسول الله ﷺ
- 1581 أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
- 1582 كيف تقرأ هذه الآية: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ أدالا أم ذالا؟
- 1583 عنوان الحديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد...
- 1584 لقد أنزل على محمد بمكة وإني لجارية ألعب
- 1585 يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر
- 1586 ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر
- 1587 القدر شامل لكل شيء حتى العجز والكيس
- 1588 إياكم ومحقرات الذنوب
- 1589 المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن
- 1590 خلق الملائكة من النور والجان من النار
- 1591 قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك...
- 1592 لما قرأ النبي سورة الرحمن سكت الصحابة فقال: الجن أحسن...
- 1593 من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويخفض...
- 1594 وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ وإن زنى وإن سرق
- 1595 سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال
- 1596 أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر
- 1597 وما في الجنة أعزب
- 1598 روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها
- 1599 للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين على كل...
- 1600 ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء...
- 1601 في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا
- 1602 يا ذا الجلال والإكرام
- 1603 عنوان الحديث: **"كان النبي إذا انصرف من صلاته استغفر...
- 1604 عن عائشة: كان النبي إذا سلم لم يقعد إلا مقدار...
- 1605 هل رأى أحد منكم رؤيا؟
- 1606 نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
- 1607 السدر المخضود يخضد الله شوكه ويجعل مكان كل شوكة ثمرة
- 1608 التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون...
- 1609 يسير الراكب في ظلها مائة عام
- 1610 إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام...
- 1611 إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة...
- 1612 يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
- 1613 تناولت عنقودا من الجنة لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت...
- 1614 إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا...
- 1615 الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء
معلومات عن حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
📜 حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قرأ سورة الرحمن على الجن فقالوا: لا بشيء من نعمك نكذب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








