حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)﴾

عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

متفق عليه: رواه مسلم في الجنة (٢٨٢٧) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا المخزومي (وهو المغيرة بن سلمة)، حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا».
(متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● لَشَجَرَةً: (أداة التأكيد "لـ" + شجرة) أي: لشجرة عظيمة حقاً.
● يَسِيرُ الرَّاكِبُ: أي الشخص الذي يركب دابة سريعة وسيرها معتاد.
● مِائَةَ عَامٍ: مدة زمنية طويلة جداً (مائة سنة).
● لَا يَقْطَعُهَا: لا يصل إلى نهايتها أو يقطعها كلها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظمة نعيم الجنة واتساعها، التي أعدها الله تعالى لعباده المتقين. ويضرب مثلاً على هذا الاتساع والعظمة بشجرة من أشجار الجنة، ليست كأشجار الدنيا في حجمها ولا في ظلها.
- فالمعنى: أن هناك شجرة في الجنة عظيمة الاتساع، كبيرة الحجم، حتى أن الراكب على دابته السريعة (كالجواد الأصيل)، إذا أراد أن يجتاز ظلها فقط (وليس الشجرة كلها)، سيستغرق في سيره هذا مائة سنة كاملة دون أن يصل إلى نهاية هذا الظل أو يقطعه بالكامل.
- وهذا الحديث من أحاديث الوصف التي يصف فيها النبي صلى الله عليه وسلم الجنة لتحبيبها إلى النفوس، وترغيب الناس في العمل الصالح للفوز بها. وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما وردت.
- وليس المقصود تحديد اسم هذه الشجرة، فقد تكون شجرة "الطوبى" التي ورد ذكرها في أحاديث أخرى، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا» (رواه أحمد وهو حسن)، والله أعلم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات عظمة الجنة واتساعها: فإذا كان ظل شجرة واحدة فيها بهذا الحجم الهائل، فكيف بحجم الجنة كلها؟! وهذا يدل على سعة فضل الله وكرمه.
2- التعريف بنعيم الجنة: نعيم الجنة خارج عن إطار تصورات البشر ومقاييسهم الدنيوية، {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].
3- الحث على العمل للآخرة: مثل هذه الأوصاف تزرع في قلب المؤمن الشوق إلى الجنة، وتجعله أكثر حرصاً على طاعة الله واجتناب معصيته لينال هذا النعيم المقيم.
4- إثبات صفة الظل في الجنة: وهو ظل مريح ولطيف، ليس كظل الدنيا، {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30].
5- بيان حكمة الله تعالى: في ضرب الأمثال التي تقرب المعاني الغيبية إلى أذهان الناس، باستخدام ما يعرفون من مقاييس (الراكب، السنين).


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على عظمة خلق الله في الجنة، والتي هي من صنع الله لا من صنع البشر.
- يجمع العلماء بين هذا الحديث والأحاديث التي تصف سعة الجنة بأنها "مسيرة مائة عام" (كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه) بأن تلك الشجرة العظيمة هي جزء من تلك الجنة الواسعة، مما يؤكد ضخامة حجمها.
- ينبغي للمسلم أن يتدبر مثل هذه الأحاديث ليزداد يقيناً بالآخرة، وليتذكر أن الدنيا بما فيها من زهرة وزينة هي لا شيء أمام نعيم الجنة، فتزهد نفسه في الدنيا وتشتاق إلى الآخرة.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبلغنا الجنة ويرزقنا ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة (٢٨٢٧) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا المخزومي (وهو المغيرة بن سلمة)، حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
ورواه البخاري في الرقاق (٦٥٥٢) فقال: «وقال إسحاق بن إبراهيم» به، وهذا معلق في الظاهر ولكنه محمول على الاتصال عند الجمهور لأنه من شيوخه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1610 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

  • 📜 حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب