حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)﴾

عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع النبي ﷺ، فجاء أعرابي، فقال: يا رسول الله! أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكا منها يعني الطلح، فقال: «التيس الملبود يعني الخصي، فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر».

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٣٠) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا أبو مسهر ومحمد بن المبارك الصوري، قالا: ثنا يحيى بن حمزة، حدثني ثور بن يزيد، عن حبيب بن عبيد، عن عتبة بن عبد السلمي، قال: فذكره.

عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع النبي ﷺ، فجاء أعرابي، فقال: يا رسول الله! أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكا منها يعني الطلح، فقال: «التيس الملبود يعني الخصي، فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه وصف لنعيم الجنة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
الحديث بلفظه:
عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع النبي ﷺ، فجاء أعرابي، فقال: يا رسول الله! أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكا منها يعني الطلح، فقال: «التيس الملبود يعني الخصي، فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر».


1. شرح المفردات:


* الأعرابي: هو ساكن البادية من العرب، وكانوا يُعرفون بصدقهم وجرأتهم في السؤال.
* الطلح: هي شجرة معروفة في البادية (شجرة الأكاسيا أو السنط)، تتميز بكثرة أشواكها وقساوة خشبها.
* التيس الملبود: كلمة "التيس" في أصل اللغة تطلق على ذكر المعز، ولكنها هنا اسم لهذه الشجرة في الجنة. و"الملبود" من اللبد، أي المُصْلَبُ المُكْتَنِزُ العظيم، الذي لا شوك فيه. وقيل "الملبود" هو الخصي، أي الذي نُزعت منه صفة الذكورة والقسوة، فصار أليفاً طيباً.
* الخصي: هو الذي أُزيلت منه الغدد التناسلية، فيصبح هادئاً سميناً طيب اللحم. والمراد هنا التشبيه للدلالة على أن الشجرة في الجنة على عكس نظيرتها في الدنيا، فهي عظيمة المنظر، طيبة، ليس فيها شوك.


2. شرح الحديث:


* السياق: كان الصحابي عتبة بن عبد السلمي جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه أعرابي وسأله سؤالاً يعكس دهشته. فقد سمع النبي يذكر شجرة في الجنة يشبه اسمها أو وصفها شجرة "الطلح" المعروفة في الدنيا، وهي شجرة شديدة الشوك، لا فائدة منها سوى الظل وقود للحرائق.
* سؤال الأعرابي: تعجب الأعرابي وقال: كيف تذكر في الجنة -وهي دار النعيم- شجرة هي أقرب الأشجار في الدنيا إلى الشوك والأذى (الطلح)؟! سؤاله ينم عن فطرة سليمة تتصور أن نعيم الجنة كامل لا تشوبه شائبة.
* جواب النبي صلى الله عليه وسلم: أجابه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً بليغاً يحول التعجب إلى انبهار، ويحول صفة الأذى إلى صفة النعيم.
* «التيس الملبود يعني الخصي»: أي أن تلك الشجرة في الجنة ليست كشجرة الدنيا، بل هي شجرة عظيمة جليلة، مكتنزة كالتيس السمين المخصي الذي لا شر فيه ولا أذى، ليس فيها شوك إطلاقاً، بل هي لينة طيبة.
* «فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر»: هذا هو وصف عجيب لنعيم الله تعالى. فليس ثمر هذه الشجرة نوعاً واحداً، بل فيها سبعون نوعاً من الثمار والأطعمة، كل نوع بلون مختلف وطعم مختلف ومتعة مختلفة، لا يشبه أحدها الآخر. والعدد (سبعون) في لغة العرب يُراد به الكثرة والتعدد، فمعناه: أنواع لا تُعد ولا تُحصى من الأطعمة اللذيذة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة نعيم الجنة وكماله: نعيم الجنة لا يشبه نعيم الدنيا، فما نراه في الدنيا من أشياء مؤذية أو قليلة النفع، يكون في الجنة في أعلى درجات الكمال والجمال والمنفعة. قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].
2- إجابة النبي على حسب فهم السائل: أجاب النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي بلغة يفهمها ومشاهد يعرفها (كالتيس السمين)، مما يدل على حكمته صلى الله عليه وسلم وحرصه على إيصال المعلومة بأفضل صورة.
3- سعة فضل الله وكرمه: أن تكون شجرة واحدة متعددة الثمار بهذا الشكل يدل على سعة عطاء الله تعالى وكرمه الذي لا حد له لأهل الجنة.
4- جرأة السؤال في الخير: ينبغي للمسلم أن يسأل عن أمور دينه ونعيم آخرته، كما فعل هذا الأعرابي، ولا يستحي من طلب العلم.
5- أن أسماء أشياء الجنة قد تتشابه مع أسماء أشياء الدنيا، ولكن حقيقتها تختلف تماماً: كما في قوله تعالى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25]، أي متشابه في الأسماء فقط.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة".
* الشجرة المذكورة: هي من أشجار الجنة، وقد وردت الإشارة إلى شجرة الطلح في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة: 29]. وأكثر المفسرين على أن الطلح هنا هو من نعيم الجنة، وهو الموز، وسمي طلحاً لمشابهته شجرة الطلح في الدنيا في شكل الورق، ولكنه في الجنة منضود الثمر، ليس فيه شوك.
* الحكمة من ذكر الشوك: لعل الحكمة أن يتبين للعباد الفرق الهائل بين الدن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٣٠) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا أبو مسهر ومحمد بن المبارك الصوري، قالا: ثنا يحيى بن حمزة، حدثني ثور بن يزيد، عن حبيب بن عبيد، عن عتبة بن عبد السلمي، قال: فذكره.
وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤١٤): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».
وقال بعض أهل العلم: ﴿وَطَلْحٍ﴾ أي: موز، واحدتُها: طلحة، ﴿مَنْضُودٍ﴾ المتراكم بعضها تلو بعض. روي ذلك عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب.
قوله: ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ أي ظل دائم لا ينقطع، ممدود: غير منقطع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1608 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

  • 📜 حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب