سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله ﷺ، وذكر سدرة المنتهى، قال: «يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة، أو يستظل بظلها مائة راكب، - شك يحيى - فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال».

حسن: رواه الترمذي (٢٥٤١)، وهناد بن السري في الزهد (١١٥)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٢/ ٣٩، ٣٨) كلهم من طريق يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
الحديث:
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله ﷺ، وذكر سدرة المنتهى، قال: «يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة، أو يستظل بظلها مائة راكب، - شك يحيى - فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال».

1. شرح المفردات:

● سدرة المنتهى:
شجرة عظيمة في السماء السابعة عند عرش الرحمن، ينتهي عندها علم الخلائق، وهي مما رآه النبي ﷺ ليلة المعراج.
● الفنن:
جمع "فنن" وهو الغصن من الشجرة.
● يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة:
أي أن الغصن الواحد من أغصانها عظيم جدًا، حتى إن الراكب على دابته يسير في ظل غصن واحد منها مائة سنة دون أن يقطعه.
● يستظل بظلها مائة راكب:
أي أن ظل الشجرة واسع جدًا بحيث يمكن أن يجلس تحت ظلها مائة راكب مع دوابهم فيستظلون بها.
● شك يحيى:
المقصود به الراوي يحيى بن سعيد القطان، وهو من رواة الحديث، وقد شك في اللفظ: هل هو "يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة" أم "يستظل بظلها مائة راكب"؟ وهذا الشك لا يضر لأن المعنى متقارب وهو بيان عظم حجم هذه الشجرة.
● فراش الذهب:
أي أن أرض تحتها مغطاة بالذهب، أو أن أوراقها تشبه الذهب في لمعانها وجمالها.
● كأن ثمرها القلال:
القلال: جمع قلة، وهي الجرة الكبيرة من الفخار التي توضع فيها الماء أو غيرها. أي أن ثمر هذه الشجرة كبير جدًا في حجمه، يشبه الجرار الكبيرة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يصف النبي ﷺ سدرة المنتهى، التي رآها ليلة الإسراء والمعراج، وهي شجرة عظيمة تقع في السماء السابعة، عندها ينتهي علم الخلائق، وهي مما أطلع الله عليه نبيه ﷺ.
وصفها النبي ﷺ بأن أغصانها ضخمة جدًا، حتى إن الراكب على دابته لو سار في ظل غصن واحد منها لاستغرق مائة سنة دون أن يصل إلى نهايته.
أو أن ظلها واسع جدًا بحيث يمكن لمائة راكب مع دوابهم أن يجلسوا تحتها ويستظلوا بها.
وهذه الشجرة فيها من الجمال والبهاء ما لا يخطر على بال، فأرض تحتها من ذهب، وثمرها كبير الحجم يشبه الجرار الكبيرة.
وهذا الوصف يدل على عظمة خلق الله تعالى، وأن الجنة وما فيها من نعيم أمر超出 طاقة imagination البشر، كما قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظمة خلق الله تعالى:
الحديث يبين عظمة مخلوقات الله في الجنة، مما يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته التي لا حدود لها.
2- الإيمان بالغيب:
الحديث يذكر أمورًا غيبية لا نراها في الدنيا، ولكننا نؤمن بها لأن النبي ﷺ أخبرنا عنها، وهذا من الإيمان بالغيب.
3- الترغيب في الجنة:
وصف النبي ﷺ لسدرة المنتهى وما فيها من عظمة وجمال يزرع في نفس المؤمن الشوق إلى الجنة، ويحفزه على العمل الصالح لنيلها.
4- مكانة النبي ﷺ:
أن الله تعالى أكرم نبيه ﷺ بالإسراء والمعراج، وأراه من آياته الكبرى، مما يدل على منزلته العظيمة عند ربه.
5- التواضع في العلم:
شك الراوي يحيى في اللفظ يدل على أمانة الرواة في نقل الحديث، وحرصهم على الدقة، مما يعلمنا التواضع في نقل العلم وعدم الجزم بما ليس فيه يقين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- سدرة المنتهى مذكورة في القرآن الكريم في سورة النجم، قال تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)}.
- رؤية النبي ﷺ لسدرة المنتهى كانت في رحلة الإسراء والمعراج، والتي هي من معجزاته ﷺ.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على عظمة نعيم الجنة، وأنه超出 ما يتصوره البشر في الدنيا.

أسأل الله تعالى أن يبلغنا جنة الفردوس، وأن ينعم علينا برؤية سدرة المنتهى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٥٤١)، وهناد بن السري في الزهد (١١٥)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٢/ ٣٩، ٣٨) كلهم من طريق يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث كما في رواية هناد.
قال الترمذي: «حسن صحيح غريب» وفي نسخة: «حسن غريب».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1595 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

📜 حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية