حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (٥٨)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا».

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٤٥) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٤: ١٧) كلاهما من طريق معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يصور لنا نعيم أهل الجنة وعلو منزلتهم، وخاصة الصفوة المختارة منهم الذين يدخلون الجنة في أول زمرة. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
### أولاً. نص الحديث
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3327) ومسلم (رقم 2834) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا».

### ثانياً. شرح المفردات
● تلج: تدخل.
● صورة القمر ليلة البدر: يعني أن وجوههم مشرقة منيرة نضرة، كاملة الحسن والجمال، تشبه القمر في الليلة الرابعة عشرة عندما يكون بدراً كاملاً.
● لا يبصقون فيها: لا يحتاجون إلى البصاق لإخراج ما قد يضر من البلغم أو نحو ذلك.
● ولا يمتخطون: لا يحتاجون إلى الاستنثار (إخراج المخاط من الأنف).
● ولا يتغوطون: لا يحتاجون إلى قضاء الحاجة (التبرز).
● آنيتهم: جمع إناء، أي أواني طعامهم وشرابهم.
● أمشاطهم: الأدوات التي يسرحون بها شعرهم.
● مجامرهم: المباخر التي يوقد فيها البخور.
● الألوة: نوع من الطيب والعود ذي الرائحة الزكية، وهو العود الهندي المعطر.
● رشحهم: العرق الذي يخرج من أجسادهم.
● يرى مخ سوقهما: "المخ" هو نخاع العظم، و"السوق" هي الساق. والمعنى أن شفافية جسديهما وحسنهما بلغا مبلغاً يرى من خلال لحم الساق النخاع من شدة الصفاء والنقاء.
● لا اختلاف بينهم: لا يوجد بينهم خلاف في الرأي أو المشاحنة.
● ولا تباغض: لا يحمل بعضهم لبعض أي حقد أو كراهية.
● قلوبهم قلب واحد: متحدة في المحبة والتعاون وطاعة الله، كأنها قلب واحد.
● يسبحون الله بكرة وعشيا: يذكرون الله ويقدسونه في أوقات الصباح والمساء.

### ثالثاً. شرح الحديث
يصف النبي ﷺ في هذا الحديث حال السابقين الأولين من المؤمنين الذين يدخلون الجنة في أول مجموعة، وهم أعلى أهل الجنة منزلة بعد الأنبياء والصديقين.
1- "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر":
- هؤلاء هم خيرة المؤمنين، وقد منَّ الله عليهم بوجوه نيرة مشرقة، تشع نوراً وجمالاً كالقمر في كماله. وهذا النور هو نور الإيمان والطاعة الذي كان في وجوههم في الدنيا، فأكمله الله لهم في الآخرة.
2- "لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون":
- هذه من أعظم النعم، فالجنة دار كمال ونقاء، لا يوجد فيها شيء من الأذى أو القذارة التي تستدعي هذه الأفعال. فأجساد أهل الجنة تطهرت من كل ما يخرج من الأوساخ والفضلات، فهم في نعيم كامل لا يشوبهم أي أذى أو نقص.
3- "آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة":
- في الدنيا حرم استعمال أواني الذهب والفضة على الرجال للزهد والتواضع، ولكن في الجنة فإن كل شيء مباح، بل هو من النعيم الذي يكرمهم الله به. فالحظر في الدنيا للاختبار، أما في الجنة فالممنوع يصبح مباحاً ومكرمة.
4- "مجامرهم الألوة، ورشحهم المسك":
- حتى روائحهم طيبة، فبخورهم من أفضل أنواع العود، وعرقهم الذي يخرج منهم - إن احتاجوا إلى ما يشبهه - يكون كالمسك في طيب رائحته. فكل شيء في الجنة نقي وزكي.
5- "ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن":
- هذا في غاية الوصف للجمال، حيث بلغت الحور العين درجة من الصفاء والنقاء حتى يرى النخاع من خلال لحم الساق، من شدة البياض والنضارة والحسن. وهذا كناية عن الكمال في الجمال الذي لا يعتريه أي نقص.
6- "لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد":
- هذه من أعظم النعم، فالنفوس مطمئنة، والقلوب متحابة، لا حقد ولا حسد ولا خصام. فهم في سلام دائم ومحبة خالصة، يعيشون في أجواء أخوية كريمة، قلوبهم موحدة في محبة الله وطاعته.
7- "يسبحون الله بكرة وعشيا":
- حتى في نعيمهم، فهم لا ينشغلون عن ذكر الله وشكره وتسبيحه. فالتسبيح هو غذاء أرواحهم، وهو من أعظم اللذات لهم، كما كان في الدنيا. فهم في قمة السعادة والمنة، يتوجهون إلى الله بالشكر والحمد.

### رابعاً. الدروس المستفادة
1- علو منزلة السابقين الأولين: الحديث يبين فض
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٤٥) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٤: ١٧) كلاهما من طريق معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1596 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

  • 📜 حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب