من النعيم الذي تسألون عنه

حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

عن جابر بن عبد الله قال: قتل أبي يوم أحد، وترك حديقتين، وليهودي عليه تمر، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين، فقال له رسول الله ﷺ: «هل لك أن تأخذ العام بعضا، وتؤخر بعضا إلى قابل؟» فأبى، فقال رسول الله ﷺ: «إذا حضر الجداد فآذني» قال: فآذنته، فجاء النبي ﷺ وأبو بكر وعمر، فجعلنا نَجُدُّ، ويكال له من أسفل النخل، ورسول الله ﷺ يدعو بالبركة، حتى أوفيناه جميع حقه من أصغر الحديقتين - فيما يحسب عمار - ثم أتيناهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال: «هذا من النعيم الذي تسألون عنه».

صحيح: رواه النسائي (٣٦٣٩) وأحمد (١٥٢٠٦) - واللفظ له -، وأبو يعلى (٢١٦١) وصحّحه ابن حبان (٣٤١١) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، يحمل قصة مؤثرة لعبد الله بن عمرو بن حرام - والد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - واستجابة النبي ﷺ لطلب ابنه جابر بعد استشهاد أبيه في غزوة أحد، وفيها دروس عظيمة في البركة والوفاء بالدين والمعاملة الحسنة.

أولاً. شرح المفردات:

● قتل أبي يوم أحد: أي استشهد عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر في غزوة أحد.
● حديقتين: بستانين من النخيل.
● ولهودي عليه تمر: أي عليه دين ليهودي مقدر بكمية من التمر.
● يستوعب ما في الحديقتين: أي أن الدين يساوي كل التمر الموجود في البستانين أو يزيد.
● هل لك أن تأخذ العام بعضاً: أي يعطيه جزءاً من الدين الآن والباقي next year.
● فأبى: رفض اليهودي هذا العرض.
● الجداد: وقت جني الثمار وحصادها.
● نَجُدُّ: نقطف التمر من النخيل.
● يكال له من أسفل النخل: يتم قياس التمر وإعطاؤه لليهودي مباشرة أثناء الجني.
● يدعو بالبركة: يطلب النبي ﷺ من الله أن يزيد في الرزق ويبارك فيه.
● أوفيناه جميع حقه: أعطيناه كل حقه كاملاً.
● برطب وماء: تمر طري وماء للشرب.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن والده استشهد في غزوة أحد، وترك وراءه ديناً ليهودي مقدراً بكمية من التمر، وكان هذا الدين كبيراً جداً لدرجة أنه قد يستغرق كل التمر في بستانيه أو يزيد.
فلجأ جابر إلى النبي ﷺ طالباً المشورة، فتفقد النبي ﷺ الأمر وحاول التوسط مع الدائن (اليهودي) بأن يأخذ جزءاً من الدين الآن ويؤجل الباقي للعام القادم، لكن اليهودي رفض وأصر على استيفاء حقه كاملاً.
لم يغضب النبي ﷺ من هذا الرفض، بل أمر جابراً أن يخبره عندما يحين موعد جني التمر. وعندما حان الوقت، جاء النبي ﷺ ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وشاركوا في جني التمر، وكان النبي ﷺ يدعو الله أن يبارك في التمر.
وكانت المعجزة: أن التمر الذي جني من البستان الصغير فقط كان كافياً لسداد كل الدين لليهودي، بل وأصبح هناك فائض. ثم قدم جابر للنبي ﷺ وصاحبيه رطباً وماءً فأكلوا وشربوا، وأخبرهم النبي ﷺ أن هذا الطعام والشراب هو من النعيم الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب الوفاء بالدين: حرص النبي ﷺ على سداد دين المسلم حتى بعد وفاته، يظهر أهمية الوفاء بالالتزامات المالية.
2- بركة الدعاء النبوي: يظهر how دعاء النبي ﷺ بالبركة can lead to معجزة تكثير الرزق.
3- التعاون والتكافل الاجتماعي: مشاركة النبي ﷺ وأصحابه في العمل manual (جني التمر) يعلمنا أهمية التعاون في الخير.
4- الحكمة في التعامل مع الدائنين: حاول النبي ﷺ التوسط بترتيب سداد يناسب الطرفين، وهذا درس في المرونة والحكمة.
5- الإعجاز النبوي:从 البستان الصخرج فقط enough التمر لسداد دين كان يحتاج لبستانين كاملين، وهي معجزة حسية.
6- النعيم المسؤول عنه: تذكير النبي ﷺ بأن طعامنا وشرابنا من النعيم الذي سنسأل عنه يوم القيامة: من أين اكتسبناه؟ وفيم أنفقناه؟
7- تواضع النبي ﷺ: مشاركته الشخصية في العمل manual مع أصحابه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● الحديث في الصحيحين: رواه البخاري ومسلم، فهو حديث صحيح متفق عليه.
● عبد الله بن عمرو بن حرام: من السابقين إلى الإسلام، شهد بدراً وأحداً، واستشهد في أحد.
● البركة الحسية والمعنوية: البركة التي حصلت weren't just كمية مادية، but also بركة في الوقت والجهد والنتيجة.
● الرسول قدوة في حل المشكلات: didn't just give advice but شارك practically في الحل.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين للنعم، الوافين بالعهود، المتعاونين على البر والتقوى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٦٣٩) وأحمد (١٥٢٠٦) - واللفظ له -، وأبو يعلى (٢١٦١) وصحّحه ابن حبان (٣٤١١) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1892 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

📜 حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من النعيم الذي تسألون عنه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية