حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله:

عن أبي عسيب قال: خرج رسول الله ﷺ ليلا فمَرَّ بي، فدعاني إليه فخرجت، ثم مرَّ بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مرَّ بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: «أطعمنا بسرا» فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله ﷺ وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: «لتسألن عن هذا يوم القيامة» قال: فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض، حتى تناثر البسر قبك رسول الله ﷺ، ثم قال: يا رسول الله! أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: «نعم إلا من ثلاث: خرقة كف بها الرجل عورته، أو كسرة سد بها جوعته، أو جحر يتدخل فيه من الحر والقر».

حسن: رواه أحمد (٢٠٦٧٨) عن سريج (هو ابن النعمان)، حدثنا حشرج، عن أبي نصيرة (واسمه مسلم بن عبيد)، عن أبي عسيب مولى رسول الله ﷺ، فذكره.

عن أبي عسيب قال: خرج رسول الله ﷺ ليلا فمَرَّ بي، فدعاني إليه فخرجت، ثم مرَّ بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مرَّ بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: «أطعمنا بسرا» فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله ﷺ وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: «لتسألن عن هذا يوم القيامة» قال: فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض، حتى تناثر البسر قبك رسول الله ﷺ، ثم قال: يا رسول الله! أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: «نعم إلا من ثلاث: خرقة كف بها الرجل عورته، أو كسرة سد بها جوعته، أو جحر يتدخل فيه من الحر والقر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابعي الشريف الذي رواه أبو عسيب رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي عسيب قال: خرج رسول الله ﷺ ليلا فمَرَّ بي، فدعاني إليه فخرجت، ثم مرَّ بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مرَّ بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: «أطعمنا بسرا» فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله ﷺ وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: «لتسألن عن هذا يوم القيامة» قال: فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض، حتى تناثر البسر قبك رسول الله ﷺ، ثم قال: يا رسول الله! أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: «نعم إلا من ثلاث: خرقة كف بها الرجل عورته، أو كسرة سد بها جوعته، أو جحر يتدخل فيه من الحر والقر».


1. شرح المفردات:


● أبو عسيب: هو مولى رسول الله ﷺ.
● حائط: بستان أو حديقة فيها نخيل وأشجار.
● بسرا: البلح الأخضر غير الناضج.
● عذق: غصن النخلة الذي عليه البلح.
● تناثر البسر: تفرق وانتشر البلح.
● قبك: أي أمام أو عند.
● خرقة: قطعة قماش صغيرة.
● جحر: مكان صغير أو مأوى بسيط.
● القر: البرد الشديد.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بخروج النبي ﷺ ليلاً ومروره بأبي عسيب ثم بأبي بكر ثم بعمر رضي الله عنهم، ودعوتهم للخروج معه. ثم يدخلون بستاناً لرجل من الأنصار، فيطلب النبي ﷺ من صاحب البستان أن يطعمهم بسراً (بلحاً أخضر)، فيجيبهم صاحب البستان ويأتي بعذق (غصن النخلة) فيأكلون جميعاً. ثم يشربون ماءً بارداً.
بعد ذلك، يذكر النبي ﷺ أنهم سيسألون عن هذه النعمة يوم القيامة، فينفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويضرب العذق بالأرض حتى يتناثر البلح، ثم يسأل النبي ﷺ باستغراب: "أإنا لمسؤولون عن هذا؟"، فيؤكد النبي ﷺ ذلك لكنه يستثني ثلاثة أشياء لا يسأل عنها الإنسان.


3. الدروس المستفادة:


1- السؤال عن النعم: الحديث يذكر أن الإنسان سيسأل عن النعم التي أنعم الله بها عليه يوم القيامة، وكيف استخدمها؛ هل في طاعة الله أم في معصيته؟
2- الاستثناء من السؤال: هناك ثلاثة أمور أساسية لا يسأل عنها الإنسان:
● خرقة ستر العورة: الملابس الأساسية التي تستر العورة.
● كسرة الخبز: الطعام الأساسي الذي يسد الجوع.
● جحر للوقاية: المأوى الأساسي الذي يحمي من الحر والبرد.
3- بساطة الحياة: النبي ﷺ وأصحابه كانوا يعيشون حياة بسيطة، ويأكلون مما يتيسر، دون تكلف.
4- رد فعل عمر: يدل على حرص الصحابة على فهم أمور دينهم وخوفهم من المسؤولية يوم القيامة.
5- الكرم والضيافة: صاحب البستان كان كريماً في استجابته لطلب النبي ﷺ.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي، وهو حسن.
- يدل الحديث على أن الإنسان مسؤول عن كل نعمة أنعم الله بها عليه، سواء كانت مالاً أو طعاماً أو شراباً أو غير ذلك.
- الاستثناء في الثلاثة الأشياء (الملبس الأساسي، الطعام الأساسي، المأوى الأساسي) لأنها من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها.
- الحديث يحث على القناعة وعدم الترف، وأن يكون الإنسان شاكراً لله على نعمه.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، والمستعملين لها في طاعته، وأن يحفظنا من سؤال يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٦٧٨) عن سريج (هو ابن النعمان)، حدثنا حشرج، عن أبي نصيرة (واسمه مسلم بن عبيد)، عن أبي عسيب مولى رسول الله ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حشرج وهو ابن نباتة الأشجعي، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر، وحديثه هذا له شواهد كثيرة.
وفي الحديث إشارة إلى أن الحياة لا تستقيم إلا بثلاثة أشياء: وهي اللباس والطعام والسكن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1894 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

  • 📜 حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تسأل عنه يوم القيامة؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب