حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله:

عن ابن عباس، قال: خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر! ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاقِّ الجوع، قال: وأنا - والله - ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي ﷺ، فقال: «ما أخرجكما هذه الساعة؟» قالا: والله! ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاقِّ الجوع، قال: «وأنا والذي نفسي بيده! ما أخرجني غيره، فقوما».
فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله ﷺ طعاما أو لبنًا، فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله ﷺ وبمن معه، فقال لها نبي الله ﷺ: «فأين أبو أيوب؟» فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد، فقال: مرحبا بنبي الله ﷺ وبمن معه، يا نبي الله! ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي ﷺ: «صدقت» قال: فانطلق، فقطع عذقًا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي ﷺ: «ما أردت إلى هذا، ألا جنيت لنا من تمره؟» فقال: يا نبي الله! أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنّ لك مع هذا. قال: «إن ذبحت، فلا تذبحن ذات در»، فأخذ عناقًا أو جديًا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي، فطبخه وشوى نصفه.
فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي ﷺ وأصحابه، فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال: «يا أبا أيوب! أبلغ بهذا فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام»، فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي ﷺ: «خبز ولحم وتمر وبسر ورطب» ودمعت عيناه، «والذي نفسي بيده! إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة» فكبر ذلك على أصحابه، فقال: «بل إذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأيديكم، فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم، فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأنعم علينا وأفضل، فإن هذا كفاف بها».
فلما نهض، قال لأبي أيوب «ائتنا غدًا»، وكان لا يأتي إليه أحد معروفًا إلا أحب أن يجازية، قال: وأن أبا أيوب لي يسمع ذلك، فقال عمر: إن النبي ﷺ أمرك أن تأتيه غدًا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته، فقال: «يا أبا أيوب! استوص بها خيرًا، فإنا لم نرى إلا خيرًا ما دامت عندنا»، فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله ﷺ قال: لا
أجد لوصية رسول الله ﷺ خيرًا من أن أعتقها، فأعتقها.

حسن: رواه ابن حبان (٥٢١٦) والطبراني في الصغير (١٨٥) كلاهما من طريق علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر! ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاقِّ الجوع، قال: وأنا - والله - ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي ﷺ، فقال: «ما أخرجكما هذه الساعة؟» قالا: والله! ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاقِّ الجوع، قال: «وأنا والذي نفسي بيده! ما أخرجني غيره، فقوما».
فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله ﷺ طعاما أو لبنًا، فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله ﷺ وبمن معه، فقال لها نبي الله ﷺ: «فأين أبو أيوب؟» فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد، فقال: مرحبا بنبي الله ﷺ وبمن معه، يا نبي الله! ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي ﷺ: «صدقت» قال: فانطلق، فقطع عذقًا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي ﷺ: «ما أردت إلى هذا، ألا جنيت لنا من تمره؟» فقال: يا نبي الله! أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنّ لك مع هذا. قال: «إن ذبحت، فلا تذبحن ذات در»، فأخذ عناقًا أو جديًا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي، فطبخه وشوى نصفه.
فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي ﷺ وأصحابه، فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال: «يا أبا أيوب! أبلغ بهذا فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام»، فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي ﷺ: «خبز ولحم وتمر وبسر ورطب» ودمعت عيناه، «والذي نفسي بيده! إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة» فكبر ذلك على أصحابه، فقال: «بل إذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأيديكم، فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم، فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأنعم علينا وأفضل، فإن هذا كفاف بها».
فلما نهض، قال لأبي أيوب «ائتنا غدًا»، وكان لا يأتي إليه أحد معروفًا إلا أحب أن يجازية، قال: وأن أبا أيوب لي يسمع ذلك، فقال عمر: إن النبي ﷺ أمرك أن تأتيه غدًا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته، فقال: «يا أبا أيوب! استوص بها خيرًا، فإنا لم نرى إلا خيرًا ما دامت عندنا»، فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله ﷺ قال: لا
أجد لوصية رسول الله ﷺ خيرًا من أن أعتقها، فأعتقها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، مع بيان فوائده ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● بالهاجرة: وقت شدة الحر نصف النهار.
● حاق الجوع: شدة الجوع وأصله.
● عذقًا: غصن النخلة المليء بالتمر.
● البسر: التمر قبل أن ينضج تمامًا.
● ذات در: الناقة التي لها ولد ترضعه.
● عناقًا أو جديًا: صغير المعز أو الضأن.
● كفاف بها: يكفيها ويغني عنها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصور الحديث حال النبي ﷺ وأصحابه من الفقر والصبر، حيث خرج أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في وقت الظهيرة بسبب شدة الجوع، فالتقيا بالنبي ﷺ الذي كان يعاني نفس الحال، فانطلقوا إلى بيت أبي أيوب الأنصاري الذي كان يدخر للرسول طعامًا، لكنه تأخر في ذلك اليوم.
أكرم أبو أيوب ضيوفه بأفضل ما عنده من التمر واللحم، وقد نبهه النبي ﷺ على عدم ذبح ذات الدر رحمة بها، وعندما شبعوا ذكرهم النبي ﷺ بنعمة الله وحذرهم من السؤال عن النعيم يوم القيامة، وأرشدهم إلى كيفية شكر النعمة بالبدء ببسم الله والحمد بعد الشبع.
ثم كافأ النبي ﷺ أبا أيوب بهدية (جارية) وأوصاه بها خيرًا، فكان رد أبي أيوب أعظم بالعتق تحقيقًا لوصية النبي ﷺ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الصبر على الفقر والجوع: النبي وأصحابه قدوة في الصبر على الشدائد.
2- التواضع: النبي ﷺ يشارك أصحابه ظروفهم ولا يتعالى عليهم.
3- الكرم والضيافة: أبي أيوب قدم أفضل ما عنده لضيفه دون تردد.
4- الرحمة بالحيوان: النهي عن ذبح ذات الدر حفظًا لحقها.
5- شكر النعمة: التذكير بالنعم وحمد الله عليها.
6- مكافأة المحسن: النبي ﷺ يكافئ أبو أيوب على إحسانه.
7- الاعتاق تطبيقًا للوصية: أبو أيوب يعتق الجارية امتثالاً لوصية النبي ﷺ.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على لقاء النبي ﷺ ومواساته.
- بيان أهمية العمل اليدوي (كما فعل أبو أيوب في نخله).
- التعليم بالأسلوب العملي في المواقف اليومية.
- التوجيه إلى عدم الإسراف في الذبح والاقتصاد في الطعام.
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين للنعم، المتواضعين في العيش، المحسنين إلى الخلق كما كان نبينا ﷺ وصحابته الكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٥٢١٦) والطبراني في الصغير (١٨٥) كلاهما من طريق علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن كيسان، وهو المروزي، فإنه حسن الحديث، إلا في رواية ابنه عنه، فإنه يتقى منه، كما قال ابن حبان في الثقات (٧/ ٣٣) إلا أن في بعض ألفاظه غرابة، وقد اعترف ابن حبان في أول إسناده بأنه خبر غريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1895 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

  • 📜 حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أخرجكم هذه الساعة؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب