حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فضل سورة الفيل & إن الله تعالى امتن على قريش خاصة، وأهل مكة عامة، بأنه صرف عنهم أصحاب الفيل، وهو أبرهة وأصحابه، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة، ومحو أثرها من الوجود، وقصدوا مكة ومعهم فيل عظيم كبير الجثة لم ير مثله، وكان قد بعثه إليه النجاشي ملك الحبشة، وكان معه أيضا عدد من الأفيال، فلما انتهى أبرهة إلى المغمس - وهو قريب من مكة - نزل به، وأغار جيشه على سرح أهل مكة من الإبل وغيرها، فأخذوه، وكان في السرح مائتا بعير لعبد المطلب، وكان الذي أغار على السرح بأمر أبرهة أمير المقدمة، وكان يقال له: الأسود بن مفصود، فهجاه بعض العرب - فيما ذكره ابن إسحاق - وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة، وأمره أن يأتيه بأشرف قريش، وأن يخبره أن الملك لم يجئ لقتالكم إلا أن تصدوه عن البيت، فجاء حناطة، فدل على عبد المطلب بن هاشم وبلغه عن أبرهة ما قال، فقال له عبد المطلب: والله! ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم، فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه، وإن يخل بينه وبينه، فوالله! ما عندنا دفع عنه، فقال له حناطة: فاذهب معي إليه، فذهب معه، فلما رآه أبرهة أجله، وكان عبد المطلب رجلا جسيما حسن المنظر. ونزل أبرهة عن سريره، وجلس معه على البساط،

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلَّط عليهم رسول الله ﷺ والمؤمنين».

متفق عليه: رواه البخاري في العلم (١١٢) ومسلم في الحج (١٣٥٥: ٤٤٨) كلاهما من حديث شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره في سياق طويل، كما هو مذكور في فتح مكة.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلَّط عليهم رسول الله ﷺ والمؤمنين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، حديثك هذا من الأحاديث العظيمة التي تُظهر نصر الله تعالى لرسوله ودينه، وتُبرز فضل مكة المكرمة ومكانتها. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَالْمُؤْمِنِينَ».
(رواه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● حَبَسَ: منع وردع وأعاق.
● الْفِيلَ: المقصود به جيش أبرهة الأشرم الذي جاء لهدم الكعبة ومعه الفيلة.
● عَنْ مَكَّةَ: أي عن أهل مكة وأرضها.
● سَلَّطَ: أعطى القوة والغلبة والنصر.
● عَلَيْهِمْ: أي على أهل مكة الذين كانوا كفاراً وقت الفتح.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن نعمتين عظيمتين من الله تعالى على مكة وأهلها:
النعمة الأولى: الحماية والدفاع (حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ)
- يشير هذا الجزء إلى قصة أصحاب الفيل الشهيرة، والتي حدثت قبل مولد النبي ﷺ بقليل.
- حيث جاء أبرهة الأشرم حاكم اليمن بجيش عظيم ومعه الفيلة لهدم الكعبة، انتقاماً لأن بعض العرب دنسوا كنيسته.
- فتدخل الله تعالى مباشرة لحماية بيته الحرام، فأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول.
- فالله هو الذي حَبَسَ الجيش المعتدي ومنعه من تحقيق غرضه، وهذه حماية إلهية خالصة لمكانة البيت الحرام.
النعمة الثانية: الهداية والنصر (وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَالْمُؤْمِنِينَ)
- يشير هذا الجزء إلى فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
- "عَلَيْهِمْ" هنا تعود على أهل مكة الكفار الذين طردوا رسول الله ﷺ وأصحابه، وآذوهم، وحاربوا دين الله.
- فبعد سنوات من الظلم والطرد، مكَّن الله تعالى لرسوله ﷺ والمسلمين منهم، فدخلوا مكة منتصرين.
- لكن هذه التسليط لم يكن للانتقام أو الإهانة، بل كان فتحاً رحيماً، تجلى في عفو النبي ﷺ عنهم وقوله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
- فالتسليط هنا كان تسليطاً للهداية والحق، حيث دخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجاً، فتحولت مكة من دار كفر إلى دار إسلام.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عناية الله تعالى ببيته الحرام: فمكة محفوظة بحفظ الله، وهو الذي يتولى الدفاع عنها كما حدث مع أصحاب الفيل.
2- أن النصر من عند الله: فهو الذي ينصر من يشاء ويعز من يشاء، وهو الذي سَلَّط النبي ﷺ على قومه بعد أن كانوا هم المسيطرين.
3- الفرق بين النصر الإلهي والنصر البشري: نصر الله لأصحاب الفيل كان معجزة خارقة مباشرة، بينما نصر النبي ﷺ كان بتسليط الأسباب (الجيش المسلم) وفق سنة الله في الكون.
4- أن الله يمهل ولا يهمل: أمهل أهل مكة سنوات عديدة، ولكن عندما جاء أجلهم سلط عليهم من يهزمهم ويدخلهم في دين الله.
5- فضل مكة ومكانتها: الحديث يشير إلى المكانة الخاصة التي تتمتع بها مكة عند الله تعالى، فقد اختصها بحمايته ثم بإنارة أهلها بنور الإسلام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● قصة أصحاب الفيل مذكورة في القرآن الكريم في سورة الفيل، وهي من الآيات البينات على قدرة الله.
● فتح مكة يسمى أيضاً الفتح الأعظم لأنه كان نقطة تحول كبرى في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث أنهى سيطرة الشرك على مكة إلى الأبد.
- الحديث يربط بين الحدثين (أصحاب الفيل وفتح مكة) ليبين أن الله هو المتصرف في الأمور جميعاً، وهو ناصر دينه.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العلم (١١٢) ومسلم في الحج (١٣٥٥: ٤٤٨) كلاهما من حديث شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره في سياق طويل، كما هو مذكور في فتح مكة.
وقوله: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾ أبابيل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، ومعناه جماعات.
وقوله: ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾ السجيل: هو شديد الصلب، هو حجر أصله من طين، وهو مثل قوله تعالى في سورة هود: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾، [٨٢] أي: ليست حجرا صخريا، ولكنها طين متحجر مخلوق لعذابهم، لأن هذا الحجر كان إذا وقع على أحدهم خرج به الجدري، مع أن الجدري لم يكن معروفا في مكة قبل ذلك، والحجر الصخري لا يمرض مرض الجدري.
وقوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ العصف هو: ورق الزرع، والعصف إذا دخلته البهائم فأكلته، وداسته بأرجلها، وطرحته على الأرض بعد أن كان أخضر يانعا، هذا تمثيل لحال أصحاب
الفيل، كيف صاروا متساقطين على الأرض بعد أن كانوا أقوياء.
وقال ابن عباس: العصف: القشرة التي تكون على الحبة كالغلاف على الحنطة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1897 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

  • 📜 حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب