من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

عن أبي برزة الأسلمي، قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته».

حسن: رواه أبو داود (٤٨٨٠)، وأحمد (١٩٧٧٦)، والبيهقي في الآداب (١٣٧) كلهم من حديث أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحذر من آفات اللسان وتنهى عن انتهاك حرمات المسلمين. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه": الخطاب موجه لفئة من الناس نطقوا بالشهادتين بألسنتهم لكن إيمانهم لم يرسخ في قلوبهم، فلم يتحلوا بأخلاق الإيمان الكاملة.
● "لا تغتابوا المسلمين": النهي عن الغيبة، وهي ذكر المسلم في غيابه بما يكره.
● "ولا تتبعوا عوراتهم": النهي عن تتبع عيوب الناس وأسرارهم الخفية التي يسترونها.
● "يتبع الله عورته": أي أن الله تعالى يكشف عيوبه ويظهرها.
● "يفضحه في بيته": الفضيحة هي الإظهار والإعلان، والبيت هنا قد يشمل بيته الحقيقي أو خصوصياته وأسراره.

2. شرح الحديث:

يوجه النبي ﷺ خطابه هذا إلى فئة من الناس الذين أظهروا الإسلام بألسنتهم ولكن قلوبهم لم تذق حلاوة الإيمان الحقيقي، فلم تمنعهم من ارتكاب المحرمات. وينهاهم عن غيبة المسلمين وتتبع عوراتهم، محذرًا من عاقبة هذا الفعل، حيث أن من يتتبع عورات الناس ويتجسس على أسرارهم، فإن الله سيجازيه بمثل فعله، فيفضحه ويكشف عيوبه حتى في بيته وأخص أموره.

3. الدروس المستفادة منه:

● خطورة الغيبة وتتبع العورات: فهي من صفات المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.
● الجزاء من جنس العمل: من يتتبع عيوب الناس سيعاقب بأن يفضحه الله ويظهر عيوبه.
● حرمة المسلم: للمسلم حرمة عظيمة يجب احترامها، فلا يجوز انتهاكها بالغيبة أو التجسس.
● الإيمان الحقيقي: الإيمان ليس مجرد قول باللسان، بل هو استقرار في القلب يثمر العمل الصالح ويجنب صاحبه الآثام.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- الغيبة من الكبائر، وقد شبهها الله بأكل لحم الأخ ميتًا في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
- تتبع عورات المسلمين يدل على ضعف الإيمان وقسوة القلب، وفيه انتهاك للحقوق الخاصة للأفراد.
- من رحمة الله أن ستر عيوب عباده، فيجب على المسلم أن يشكر الله على الستر ويستره على الآخرين.

أسأل الله تعالى أن يجنبنا الغيبة والنميمة وتتبع العورات، وأن يطهر قلوبنا من النفاق، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٨٠)، وأحمد (١٩٧٧٦)، والبيهقي في الآداب (١٣٧) كلهم من حديث أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش فإنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

📜 حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية