حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حب الله ورسوله

عن أنس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إِلَّا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النّار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (١٦)، ومسلم في الإيمان (٤٣: ٦٧) كلاهما من طريق عبد الوهّاب الثقفي، قال: حَدَّثَنَا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إِلَّا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، من الأحاديث العظيمة التي بينت حقيقة الإيمان وطعمه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا إن شاء الله تعالى.

أولًا:

شرح المفردات:
● حلاوة الإيمان: طعمه اللذيذ وثمرته الحسنة التي يجدها المؤمن في قلبه، مما يجعله يشعر بالراحة والطمأنينة والقرب من الله.
● أحب إليه مما سواهما: أي أن محبة الله ورسوله ﷺ تقدم على محبة كل شيء آخر في الوجود.
● يحب المرء لا يحبه إلا لله: أي أن يحب الشخص الآخرين ليس لأجل مصلحة دنيوية، بل لكونهم مؤمنين أو طائعين لله.
● يكره أن يعود في الكفر: أشد البغض للكفر والشرك، بحيث يكون كرهه للعودة إليه مثل كرهه لأن يُلقى في النار.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث يبين النبي ﷺ فيه ثلاثة أمور إذا تحققت في الشخص، فإنه يجد حلاوة الإيمان ويذوق طعمه الحقيقي، وهي:
1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما:
وهذا يعني أن محبة الله ورسوله ﷺ يجب أن تكون هي الغالبة على القلب، مقدمة على محبة الوالدين والزوجة والأولاد والمال والدنيا بأكملها. فالمؤمن الحقيقي يقدم رضا الله ورسوله على كل شيء، وإذا تعارض شيء مع محبة الله ورسوله، فإنه يختار ما يرضي الله ورسوله.
2- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله:
أي أن تكون محبته للآخرين خالصة لله، لا لأجل غرض دنيوي كمال أو جاه أو منفعة، بل يحب الشخص لأنه مؤمن أو طائع لله. هذه المحبة الأخوية في الله من أوثق عرى الإيمان، وهي من صفات المؤمنين الذين يتآلفون ويتراحمون فيما بينهم.
3- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار:
وهذا يعني أن يكون إيمانه قويًا وراسخًا في قلبه، حتى يصبح الكفر أمرًا بغيضًا إليه أشد البغض، مثل كراهيته لأن يُلقى في النار ويتعذب بها. فالمؤمن الصادق لا يتخيل العودة إلى الكفر بعد أن عرف حقيقة الإيمان ونعمة الهداية.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- محبة الله ورسوله أصل الإيمان: فلا يستقيم إيمان الشخص إلا إذا قدم محبة الله ورسوله على كل محبة.
2- الإخلاص في المحبة: فالمؤمن يحب لأجل الله ويبغض لأجل الله، مما يقوي أواصر الأخوة بين المسلمين.
3- كره الكفر والمعاصي: على المؤمن أن يكون شديد الكراهية للكفر والشرك، وأن يحافظ على إيمانه ويخاف من فقدانه.
4- حلاوة الإيمان ثمرة الطاعة: فمن التزم بهذه الأمور، ذاق طعم الإيمان الحقيقي الذي يجعل الحياة طيبة حتى في أصعب الظروف.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت أصول الإيمان القلبي، وهو يدل على أن الإيمان ليس مجرد قول باللسان، بل هو حب وبغض وعمل بالجوارح.
- الوصية بمحبة الله ورسوله وردت في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24].
- محبة الله ورسوله تكون بطاعة أوامرهما واجتناب نواهيهما، والتأسي برسول الله ﷺ في كل شيء.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يجدون حلاوة الإيمان، ويحبون الله ورسوله فوق كل شيء، ويحبون المؤمنين في الله، ويكرهون الكفر كما يكرهون النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (١٦)، ومسلم في الإيمان (٤٣: ٦٧) كلاهما من طريق عبد الوهّاب الثقفي، قال: حَدَّثَنَا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

  • 📜 حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب