حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا أحبَّ الرجلُ أحدًا فلْيُخْبِرْهُ

عن أبي ذرّ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليُخبرْه أنه يحبه لله، وقد جئتك في منزلك».

حسن: رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (٧١٢) - ومن طريقه أحمد (٢١٢٩٤) - وعبد الله بن وهب في جامعه (٢٣٢) كلاهما عن ابن لهيعة، حَدَّثَنَا يزيد بن أبي حبيب أن سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية في منزله فقال: إني سمعت أبا ذرّ يقول: فذكره.

عن أبي ذرّ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليُخبرْه أنه يحبه لله، وقد جئتك في منزلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو منارة في بناء المجتمع المسلم على أساس من المحبة والإخاء في الله تعالى. وسأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة بعون الله.

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أبي ذر رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ، وَقَدْ جِئْتُكَ فِي مَنْزِلِكَ».
(أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" وهو حسن في "صحيح الجامع")


1. شرح المفردات:


* صَاحِبَهُ: يقصد به أخاه في الإسلام، وليس مجرد رفيقاً عادياً، بل من تربطه به علاقة إيمانية.
* فَلْيَأْتِهِ: فليذهب إليه ويزوره.
* فِي مَنْزِلِهِ: في بيته، مما يدل على التواضع والتقرب بشكل شخصي وحميم.
* فَلْيُخْبِرْهُ: فليُعلِمْه ويصَرِّحْ له.
* يُحِبُّهُ لِلَّهِ: المحبة خالصة لوجه الله تعالى، لا لأجل مصلحة دنيوية، أو قرابة، أو منفعة شخصية.


2. شرح الحديث:


يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سلوك عملي رفيع لترسيخ أواصر المحبة بين المؤمنين. فليس المقصود أن تبقى المشاعر الطيبة حبيسة القلب، بل يجب أن تترجم إلى فعل ملموس.
* زيارة المنزل: اختيار زيارة الشخص في بيته له دلالة كبيرة. فهي زيارة غير رسمية، تخلو من التكلف، وتُظهر искренية المحبة ورغبة حقيقية في التقرب، بعيداً عن مقابلات الشوارع أو الدوائر الرسمية العابرة.
* الإخبار بالحب: التصريح بالمحبة له أثر عظيم في نفس المسلم. فهو يطيب الخاطر، ويقوي الرابطة، ويذهب وساوس الشيطان التي قد تحاول إيغار الصدور. والإنسان بفطرته يحب أن يكون محبوباً.
* التأكيد على أن المحبة لله: هذه هي القاعدة والأساس. فهي التي ترفع الزيارة والتصريح بالمحبة من مستوى العلاقات الدنيوية العادية إلى مستوى العبادة التي يرجى عليها الأجر من الله تعالى. وهي التي تضمن استمرارها وثباتها، لأنها ليست مرتبطة بعرض زائل.
فالحديث يجمع بين ثلاثة أمور: الفعل (الزيارة)، والقول (الإخبار)، والنية (الإخلاص لله).


3. الدروس المستفادة منه:


1- استحباب إظهار المحبة والإخبار بها: لا ينبغي للمسلم أن يبخل على أخيه بإظهار المودة، فالكلمة الطيبة صدقة.
2- فضل زيارة الإخوان في الله: فيها إدخال للسرور على قلب المسلم، وهي من صفات أهل الإيمان.
3- التأكيد على إخلاص المحبة لله: فهي التي تثمر الثواب العظيم في الآخرة، وتكون أقوى وأدوم في الدنيا.
4- بناء مجتمع متماسك: المجتمع الذي تقوم علاقاته على المحبة الخالصة في الله هو مجتمع قوي، متعاون، تسوده الطمأنينة والألفة.
5- التواضع ولين الجانب: حيث يأتي الإنسان إلى منزل أخيه متواضعاً، طالباً للأجر، لا متكبراً.
6- التربية على الجرأة الإيجابية: في كسر حاجز الخجل أو الحساسية المفرطة في إبداء المشاعر الطيبة النبيلة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* ثمرات المحبة في الله: من أحب شخصاً لله، فإن الله تعالى يحبه، ويُخبر الملائكة بحبه له، ويُريه مقعده من الجنة، ويظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
* كيفية إخبار المحبة: يمكن أن تكون بعبارات مختلفة مثل: "إني أحبك في الله"، أو "أحبك لله تعالى"، أو كما كان السلف يقولون: "إني أحبك لله".
* الفرق بين المحبة لله والمحبة الطبيعية: المحبة لله هي أن تحب الشخص لصفة إيمانية فيه (كصلاحه، أو علمه، أو أخلاقه)، حتى لو لم يكن بينك وبينه مصلحة أو قرابة. أما المحبة الطبيعية (كحب الوالد لولده، أو الصديق لصديقه بسبب المعاملة) فهي مباحة، ولكنها لا تحمل نفس الأجر إلا إذا نوى بها الشخص التقوي على طاعة الله.
* من فوائد هذه السنة: أنها تطهر القلب من الحقد والحسد، وتجعل النفس تأنس بالإيمان وتطمئن به.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحبون في الله، ويعبدون الله على الحب والخوف والرجاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (٧١٢) - ومن طريقه أحمد (٢١٢٩٤) - وعبد الله بن وهب في جامعه (٢٣٢) كلاهما عن ابن لهيعة، حَدَّثَنَا يزيد بن أبي حبيب أن سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية في منزله فقال: إني سمعت أبا ذرّ يقول: فذكره. وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة فيه كلام معروف لكنْ رواية ابن المبارك وابن وهب عنه مستقيمة.
وحسّنه أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٢٨١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

  • 📜 حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه لله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب