حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرحمة على الصغير وإكرام الكبير

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ قال: «من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا».

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٣٥٦)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (١٨٧)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٣٦) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، فذكره.

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ قال: «من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرسي قواعد التعامل في المجتمع المسلم، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه، من حديث الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع.
### ثانياً. شرح المفردات
● يَرْحَمْ: الرَّحْمَةُ هي الشفقة والعطف واللين، وهي ضد القسوة.
● صَغِيرَنَا: يشمل الأطفال الصغار سنّاً، ومن هو دون المرء في العلم والمنزلة.
● يُجِلَّ: الإجلال هو التوقير والتعظيم وإعطاء المكانة اللائقة.
● كَبِيرَنَا: يشمل كبار السن، والعلماء، وأهل الفضل، وأولي الأمر.
● فَلَيْسَ مِنَّا: هذا تعبير نبوي يفيد النفي عن كمال الانتماء للسنة والطريقة، وليس نفي الإسلام بالكلية، أي أنه ليس على هدينا وطريقتنا.
### ثالثاً. شرح الحديث
يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى خلقين أساسيين يجب أن يتحلى بهما المسلم:
1- رحمة الصغير: وذلك بالشفقة عليه، واللين في معاملته، وتعليمه وتأديبه برفق، والاهتمام بشؤونه، وعدم تحميله ما لا يطيق. وهذا يشمل الأبناء في البيت، والتلاميذ الصغار، وأطفال الجيران والمجتمع عامة.
2- إجلال الكبير: وذلك بتوقيره واحترامه، والإنصات إليه عندما يتكلم، وتقديمه في الأمور، والاعتراف بفضله وحكمته التي اكتسبها من سنين عمره وتجربته. وهذا يشمل الوالدين، والشيوخ، والعلماء، وأصحاب الفضائل.
ثم يعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن من فقد هذين الخلقين، وفقد هذه الروح داخل المجتمع، فهو "ليس منا"، أي ليس من جماعتنا وطريقتنا التي أمرنا بها، لأنه خرج عن السلوك الإسلامي القويم في التعامل.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- بناء مجتمع متكامل: يبني الحديث مجتمعاً قائماً على التكامل بين شرائحه، حيث يجد الصغير من يرعاه ويحنو عليه، ويجد الكبير من يحترمه ويقدره.
2- التراحم أساس القوة: المجتمعات التي تفتقد الرحمة والتوقير تتحول إلى مجتمعات قاسية مفككة، لا تستطيع الصمود أمام التحديات.
3- الحديث تحذير شديد: نفي النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحب هذا السلوك بأنه "ليس منا" هو تحذير من خطورة القسوة وعدم الاحترام على هوية المسلم وسلوكه.
4- شمولية المعنى: "الصغير" و"الكبير" لا يقتصران على السن فقط، بل يشملان صغير العلم وقليله، وكبير العالم وغزيره، مما يوسع دائرة application الحديث.

خامساً:

تطبيقات عملية في حياتنا
- أن يحرص الوالدان على غرس هذين الخلقين في أبنائهم.
- أن يتذكر الشباب حق كبار السن في الطريق والمجلس والكلام.
- أن يقدر المعلم طلابه الصغار ويرحمهم، ويوقر زملاءه الأكبر منه خبرة وعمراً.
- أن تكون هذه القاعدة نبراساً للمجتمع المسلم في جميع تعاملاته.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يرحم صغارهم ويجلون كبارهم، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب المفرد (٣٥٦)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (١٨٧)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٣٦) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميل والقاسم بن عبد الرحمن فإنهما حسنا الحديث ما لم يثبت خطؤهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

  • 📜 حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب